تنزيل “النظام المعدل” يحتاج مرونة
ترأس شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مساء الجمعة، بمدينة العيون، مراسم حفل تنصيب حمدي كريطا مديرا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء، بحضور عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء.
وحضر حفل الترسيم، المنعقد بمقر ولاية العيون، على وجه الخصوص، مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، وبلاهي اباد، نائب رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، ومولود علوات، رئيس المجلس الإقليمي للعيون وعدد من رؤساء المصالح الخارجية بالجهة إلى جانب فعاليات سياسية ومدنية.
وفي كلمة له بالمناسبة، هنأ الوزير حمدي كريطا على الثقة التي حظي بها، لما راكمه من تجربة مهنية غنية ومتميزة اكتسبها من خلال مختلف المناصب التي شغلها طيلة مساره المهني والتي تؤهله لمواصلة مسيرة النهوض بمنظومة التربية والتكوين والرياضة، ولاستكمال البرامج والمشاريع والمبادرات التي أطلقتها الأكاديمية الجهوية، متمنيا له كامل التوفيق في مهامه الجديدة للارتقاء بالشأن التعليمي على مستوى هذه الجهة وجعله رافعة أساسية لتحقيق أهداف برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة.
ونوه المسؤول الحكومي بالخدمات الجليلة وبالمجهودات القيمة التي أسداها امبارك الحنصالي، المدير السابق للأكاديمية، من أجل النهوض بالمنظومة التربوية على مستوى هذه الجهة، وانخراطها القوي في تنزيل مشاريع الوزارة، بما تطلبه ذلك من عمل متواصل وجدية، مستثمرا في ذلك خبرته المهنية الواسعة التي جمع فيها بين مهام التدريس والإدارة التربوية ومهام المسؤولية كمدير إقليمي ثم كمدير أكاديمية، مشيدا بتقديره العالي للمسؤولية ومساهمته القيمة في أوراش برنامج الإصلاح التربوي، خارطة الطريق 20222026.
ودعا بنموسى كل الشركاء والفاعلين التربويين إلى المزيد من التعبئة والانخراط الفعال وتضافر الجهود، في إطار فريق عمل جهوي منسجم ومتكامل قاسمهم المشترك خدمة الوطن واستعادة ثقة الأسر والمجتمع في المدرسة العمومية ومواكبة دينامية التنمية البشرية والاقتصادية لأقاليمنا الجنوبية، وإلى تقديم كل أشكال الدعم والمواكبة للمدير الجديد لتسهيلِ مهامه وتوفير الظروف لمواصلة مسيرة الإصلاح التربوي والارتقاء بالمنظومة التعليمية بالجهة.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أكد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن “السياق الذي يأتي فيه تعيين المدير الجديد للأكاديمية هو سياق إصلاحي وتربوي بامتياز، تعمل فيه الوزارة على تنزيل خارطة الطريق 20222026 التي ترتكز على أولويات واضحة وتدابير عملية وذات أثر مباشر وقوي، من أجل تعزيز اكتساب التعلمات الأساسية وتقوية التفتح والتقليص الجذري للهدر المدرسي”.
وأضاف بنموسى أن “الأهداف المسطرة الحالية ترتكز على الاستفادة القصوى للتلاميذ من زمن التعلم، في ظروف تضمن تكافؤ الفرص بين المتعلمين بمختلف المؤسسات التعليمية من جهة، وتراعي جودة العملية التعليمية من جهة أخرى”، مشيرا إلى أن “الفرق التربوية المحلية مطالبة بتوظيف كل طاقاتها واستثمار كافة خبراتها التربوية، من أجل بلورة مختلف الخطط والصيغ التربوية الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، بوتيرة وبمضامين بيداغوجية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل مؤسسة تعليمية وتراعي الإيقاعات التعلمية للتلاميذ، مع تقوية حصص الدعم التربوي ومواكبة وتأطير التلاميذ لاجتياز الاستحقاقات التقويمية في أفضل الظروف الممكنة”.
وفي رده على سؤال هسبريس حول الصيغة المعدلة للنظام الجديد التي كان من المقرر إصدارها في 15 يناير الجاري، أشار بنموسى إلى أن “تنزيل القوانين والمراسيم المتعلقة بهذا الملف تحتاج إلى مزيد من الدراسة والمرونة التامة لإصدار الصيغة النهائية”، لافتا إلى أن “الوزارة تعمل جاهدة خطوة بخطوة من أجل حل جميع الإشكالات المرتبطة بهذا الملف”.
وبالنسبة لمعالجة ملف الأساتذة الموقوفين عن العمل بسبب خوض الإضرابات ومثولهم أمام المجالس التأديبية، اختار المسؤول الحكومي عدم التعليق على الموضوع حاليا، متعهدا بإدلاء تصريحات في جل هذه التساؤلات مطلع الأسبوع المقبل بالرباط.
من جانبه، قال حمدي كريطا، المدير الجديد للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء، إن “تعيينه يعتبر تكليفا مهما في الانخراط في مسار التنمية الجهوية، وربط الجسور بين المدرسة ومحيطها الثقافي والاجتماعي والتربية على القيم والسلوك المدني المواطن من أجل ضمان التماسك المجتمعي”.
وأضاف كريطا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عملية تحسيس التلميذات والتلاميذ بأهمية صون التراث الثقافي الصحراوي والنهوض بمكوناته تعتبر أساسا لعمل المنظومة التربوية بالجهة”، لافتا إلى أن “المكون الثقافي يعتبر مدخلا أساسيا للتمسك بالهوية الحضارية والتاريخية للمملكة”.
وأكد المعين حديثا على رأس الأكاديمية الجهوية أن الأهداف المسطرة ترتكز على إعطاء نَفَسٍ جديد للتعبئة حول أوراش الإصلاح، وترسيخ أدوار مختلف الفاعلين في تنزيل وتتبع المشاريع المنبثقة عن خارطة الطريق، في إطار مقاربة فعالة لقيادة التغيير على مستوى الجهة”.
المصدر: هسبريس