تكتيكات “داعش” لاخترق المغرب تواصل الاندحار أمام يقظة الأجهزة الأمنية
يواصل تنظيم “داعش” البحث عن موطأ قدم له بالمغرب، ولا أدل على ذلك عدد الخلايا المتطرفة المرتبطة بهذا التنظيم الإرهابي، والتي فككتها السلطات الأمنية إلى غاية 2023، حيث بلغ عددها أزيد من 200 خلية، تتكسر دائما مخططاتها التخريبية على صخرة اليقظة الأمنية للأجهزة المغربية.
ووفقا لمعطيات رسمية، فإن السلطات الأمنية وإلى غاية مارس 2023، أجهضت مخططات تخريبية 218 خلية إرهابية غالبيتها بايعت تنظيم “داعش”، وكانت تستعد لتنفيذ هجمات دموية، 91 خلية منها تم تفكيكها على يد المكتب المركزي للأبحاث القضائية منذ انشائه في مارس 2015، وتضم 85 خلية موالية لـ”داعش”.
المعطيات ذاتها والتي تم الكشف عنها خلال ندوة صحفية بمقر “البسيج”، الخميس الماضي تشير إلى أن هذا الجهاز أوقف 1400 شخص بما فيهم العائدون من بؤر التوتر، بالأراضي السورية العراقية، إضافة إلى 100 شخص كانوا ينشطون في إطار الإرهاب المعلوماتي وبث دعايات للاستقطاب والتجنيد.
في هذا السياق، أوضح حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن جهاز “البسيج” منذ إنشائه، قام بتفكيك 21 خلية في 2015، و19 خلية في 2016، و9 خلايا في 2017، ثم 11 خلية في 2018، و14 خلية في 2019، و8 خلايا خلال 2020، و4 خلايا في 2021، وخليتين إرهابيتين في 2022، ثم 3 خلايا لحد الآن في 2023، بما فيها التي تم التنسيق في تفكيكها مع السلطات الإسبانية.
واعتبر الشرقاوي، أن هذه الأرقام دليل على العمل الدؤوب والمستمر الذي تقوم به الأجهزة الأمنية لمواكبة جميع التطورات في هذا الباب، إضافة إلى الاستراتيجية الاستباقية التي تعتمد عليها في تعاملها مع هذه الخلايا، مؤكدا أن المملكة دائما مستهدفة من طرف “داعش” التي تبحث لها عن موطأ قدم في البلاد، غير أن ذلك لم يتحقق لها بفضل اليقظة الأمنية وأيضا بفضل المواطنين والإعلام والاستراتيجية المتبعة.
من جانبه، قال بوبكر سابيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، إن المغرب في مواجهة تهديد إرهابي دولي ومحلي، مذكرا بكرونولوجيا تحريض تنظيم “القاعدة” ضد المغرب، والذي تتمظهر تجلياته في مجموعة من خطابات أيمن الظواهري وقيادين آخرين في “القاعدة” و”داعش”.
واعتبر أن استهداف التنظيمات الإرهابية للمغرب، راجع لاستقراره ولانضمامه والتزامه القوي بالمجهودات الدولية لمكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، مضيفا أن هذه التنظيمات لديها مقاتلين من جنسية مغربية، ويحاولون ما أمكن إرسالهم إلى المغرب للقيام بعمليات داخلية.
ووفقا لسابيك، فإن هذه التنظيمات لديها أتباع متشبعين بالفكر المتطرف، ومستعدون للقيام بعمليات إرهابية، لأن “داعش” مؤخرا أصدر عدة فتاوي من بينها فتوى “جهاد الاحتطاب” والذي يعفي التابع أو المنخرط أو أي إرهابي مندور للموت، من البيعة واقتسام الغنام أو العائدات الإجرامية مع التنظيم.
وبالمقابل، يضيف الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، فإن هذا التنظيم الإرهابي يمنحه صكا على بياض لارتكاب العمل الإرهابي تحت مظلة “داعش”، وهذا ما يجعل المملكة المغربية دائما في مستوى عالي من التهديد.
المصدر: العمق المغربي