تعزيز أمني بالدار البيضاء للحد من تجمعات المهاجرين بالمناطق الحساسة

شنت السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء حملة موسعة تستهدف انتشار المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في عدد من المواقع الحيوية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.

ووفقا لمصادر مطلعة، أصدرت ولاية جهة الدار البيضاء سطات تعليمات إلى مختلف عمالات المقاطعات بالمدينة، تقضي بضرورة التدخل للحد من تواجد هؤلاء المهاجرين، خصوصًا في المناطق القريبة من إشارات المرور، حيث يُلاحظ تزايد نشاطهم.

وتتركز هذه التحركات، بشكل خاص، حول المحطة الطرقية أولاد زيان، والمناطق التي تعرف حركة دؤوبة، إضافة إلى محطات الترامواي والنقاط التي تشهد تواجدًا مكثفًا لهؤلاء المهاجرين في وضعية غير قانونية.

وتهدف هذه الخطوة إلى الحد من تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين، خاصة أولئك الذين يتخذون من النقاط الحساسة محاور للتجمع والانطلاق، حيث تم مؤخرًا تعزيز الوجود الأمني من خلال نشر عناصر القوات المساعدة في عدة مناطق استراتيجية.

ومن أبرز النقاط التي شملها هذا الانتشار، محيط المحطة الطرقية التي كانت تُشكّل في السابق مركزًا حيويًا للمهاجرين الباحثين عن فرص للتسلل نحو وجهات أخرى.

ويؤكد مراقبون أن هذه الإجراءات، وإن كانت فعالة على المدى القصير، تتطلب مقاربة شمولية تتكامل فيها الأبعاد الأمنية والاجتماعية والإنسانية، خاصة في ظل استمرار تدفقات المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء الكبرى.

وقد انتقد رشيد محضار، الكاتب العام لجمعية الصفا والتنمية المختصة في الهجرة بمدينة الدار البيضاء، بشدة ما أسماه “ظاهرة نقل المهاجرين جنوب الصحراء المتواجدين في تجمعات سواء عبر نقاط مختلفة في الدار البيضاء أو نقلهم إلى مدن أخرى صغيرة”، من طرف السلطات.

وأكد محضار، في تصريح لجريدة “”، أن هذه الظاهرة تم رصدها منذ سنة 2018، منتقدًا في الآن ذاته غياب رؤية شاملة وواضحة للسلطات من أجل اتخاذ قرار في هذا الموضوع.

وشدد المتحدث ذاته على أن هناك أشخاصا لا يتوفرون على الوثائق التي تمنحها السلطات، وهذا يتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة، داعيا إلى إحصاء هؤلاء المهاجرين أو إدماجهم أو استقبالهم في مراكز الاستقبال أو تسوية أوضاعهم.

وأشار الكاتب العام لجمعية الصفا والتنمية إلى أن “بعض المهاجرين الذين يتسولون عبر جنبات الطريق، يرفضون الإدماج ويأخذون المغرب كنقطة عبور نحو أوروبا”، لافتا إلى أن “نقل هؤلاء إلى مدن أخرى صغيرة لا يحل المشكل، بقدر ما يسهم في خلق بؤر صراع في تلك المدن”.