تصميمات وملصقات وإقامات تقرب بين المبدعين الناشطين بالمغرب وقطر
تعريف بالمشهد الثقافي والفني المغربي يحضر بالعاصمة القطرية الدوحة، في احتفالية انطلقت شهر فبراير الجاري بأنشطة جديدة، من بينها رواق خاص بالحلي المغربية الأمازيغية، وأخرى مبرمجة في الشهور المقبلة، وهو ما يسلط الضوء أيضا على معروضات من المملكة تحضر في مسارات العرض الدائمة بمتاحف ومواعيد فنية ودور عرض قطرية.
تصميمٌ على دعم “التصميم”
من بين المواعيد الثقافية التي يحضر فيها الفن المغربي “بينالي دوحة التصميم”، الذي يشجع الحوار بين مختلف تصميمات المنطقة الناطقة باللغة العربية، ويحمل، وفق تصريح الفنانة القطرية غادة الخاطر لهسبريس، “هدف توفير منصات لعرض المصممين أعمالهم حتى يتفوقوا ويحسّنوا عملهم، ويتواصلوا مع بعضهم البعض في معارض وورشات لأن التصميم دائما مرتبط بحياتنا اليومية وقيمة عيشنا، ويفيد مستقبلنا ودولنا”.
هذا الموعد افتتح أبوابه رسميا، مساء السبت، ضامّا أعمال مصممين مغاربة هم: حمزة القادري وأمين أسلمان وسليمة الناجي وأمينة أكزناي، وعارضا تجارب تعتمد على مواد متعددة، من بينها الفحم والزليج والفخار والصوف.
ويستلهم عمل سليمة الناجي نمطه المعماري من الطوب الريفي بالمغرب، وأعد بالفخار الخام، والطوب، وجذوع النخل وهياكله، والخيرزان، وأشجار الغار المصبوغة بالكولدرن، والرماد، والجبص، والصوف، ويدعو إلى حوار بين المواد التي تشكل كسوة لحم المبنى، مع توفير مناخ ظليل ذي تهوية طبيعية تتيح التنفس بأريحية.
أما أمين أسلمان فانطلاقا من طريقة صناعة وتوليف زليج تطوان، دخل في “مشروع بحث هندسي” بالاستناد على “طريقة رياضية لتوليد عدد لا حصر له من الأشكال الهندسية بالاستناد إلى الإيقاع نفسه”، ويقدم في الأخير عبر استعمال الطريقة التطوانية المهددة بالاندثار، وفق منظمة اليونسكو، توليفة هندسية “متحوّلة” للزليج، بكسوة ذات لون مختلف عن ألوانه المعهودة بالبلاد.
وبمبنى البينالي نفسه يحضر تصميم مغربي متوج ضمن أفضل “مائة ملصق عربي” لزينب قريوش، ويهتم بـ”الحقائق العميقة وراء رسم الخرائط وتاريخ الجنوب والشمال”، وهو عمل يحضر ضمن مبادرة “منصة مستقلة مكرسة للاحتفال بالتصميم الجرافيكي العربي تسعى إلى توثيق الثقافة البصرية المعاصرة في العالم العربي، وتهدف إلى تعزيز الإلهام والتواصل بين الأكاديميين والمحترفين، وتثقيف المواهب الجرافيكية الجديد، وتعزيز الرؤية والانتشار العالميين للتصميم العربي”.
ومن المواعيد التي تواكب انطلاق السنة الثقافية برنامج تبادل فني تستقبله “ليوان”، التي جُدّدت من أول مدرسة بنات بالدوحة إلى مقر إقامة فنية قادت في السنة الراهنة، في مرحلةٍ أولى، فنانين قطريين ومقيمين بقطر إلى المغرب، خاصة إلى أوراش حرفيي المدن العتيقة بالمملكة، وتستقبل في مرحلةٍ ثانية مصممين مغاربة بالدوحة.
تبادل ثقافي مغربي قطري
وقالت غادة الخاطر، فنانة قطرية تشتغل على السنة الثقافية بين قطر والمغرب، إن متاحف قطر أطلقت “بينالي دوحة التصميم”، التي تتزامن مع السنة الثقافية للمغرب، وتواكبها مجموعة من البرامج، من بينها برنامج التصميم بين المغرب وقطر.
وأضافت، في تصريح لهسبريس، “يجمع هذا البرنامج ثمانية فنانين ومصممين، أربعة من المغرب وأربعة من قطر، ليتحقق تبادل ثقافي وتصميمي بينهم، وقد ذهب أربعة مصممين قطريين إلى المغرب، وزاروا العديد من الأماكن التي تنتج الصناعات الحرفية، ويوجد معنا حاليا مصممون من المغرب بقطر لمدة أسبوعين، في إقامة من أجل البحث في أعمالهم، لينظَّم في نهاية السنة (2024) معرض للتبادل الثقافي بين البلدين، وأعمال الفنانين”.
فهد العبيدي، نائب مدير “بينالي دوحة التصميم”، ذكر بدوره لهسبريس أن الموعد يعرف “حضورا مغربيا مهما”، من بين جوانبه “22 عملا، في جميع البرامج، التي من بينها منتدى الدوحة للتصميم”.
وأضاف المتحدث “نركز على المغرب لأن هذا العام هو السنة الثقافية للمغرب بقطر، وكنا جد محظوظين أن السنة الثقافية تنظّم مع هذا البلد، فهو أكثر دولة في العالم العربي وشمال إفريقيا لها الحرفية والعمل اليدوي”.
ويرى العبيدي في الاهتمام بالتصميم المغربي واللقاء بينه وبين تصميمات من مختلف أنحاء المنطقة الناطقة باللغة العربية “احتفاء بالتصميم المغربي والثقافة المغربية، وتعريفا للجمهور العام بهذا التصميم، وبحثا في كيف نكون جزءا من تطور التصميم عالميا”.
المصدر: هسبريس