تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا عسكريا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، دخل يومه الثالث على التوالي، بعد أن أطلقت تل أبيب فجر الجمعة الماضي هجمات مكثفة على الأراضي الإيرانية، ردّت عليها طهران بسلسلة من الضربات الصاروخية المدمّرة.

وتواصلت اليوم الأحد الضربات المتبادلة، وسط سقوط قتلى وجرحى، ودمار كبير في كلا البلدين، وقلق دولي متصاعد من خروج الأوضاع عن السيطرة.

وأعلن عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 240 آخرين، نتيجة هجوم صاروخي إيراني مزدوج استهدف مناطق حيوية في إسرائيل، شمل مدن تل أبيب وروحوف وبات يام.

وقالت السلطات الإسرائيلية إن مدينة بات يام كانت من أكثر المناطق تضرراً، إذ انهارت مبانٍ بالكامل، وأعلنت السلطات وجود نحو 35 مفقوداً تحت الأنقاض، مع استمرار جهود البحث والإنقاذ.

وقالت مصادر إيرانية إن الهجمات استُخدمت فيها صواريخ تكتيكية مزودة برؤوس شديدة الانفجار، من بينها صواريخ “عماد” و”قادر” و”خيبر”، بالإضافة إلى صاروخ فرط صوتي في هجوم حيفا الأخير، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.

وفي مدينة حيفا، أُعلن عن وفاة امرأة عشرينية انتشلت من تحت الأنقاض، فيما أُصيب 14 آخرون، بعضهم في حالة حرجة. وفرض الجيش الإسرائيلي رقابة مشددة على وسائل الإعلام المحلية، لمنع نشر معلومات تتعلق بأضرار لحقت بمنشآت استراتيجية في البلاد.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن صاروخاً إيرانياً أصاب معهد وايزمان للأبحاث في مدينة رحوفوت، كما لحقت أضرار كبيرة بمصفاة البترول في خليج حيفا.

في المقابل، أعلنت إسرائيل صباح اليوم تنفيذ “سلسلة واسعة من الضربات” الجوية داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت، حسب بيان للجيش الإسرائيلي، منشآت نووية ومقرات عسكرية حساسة.

وأكد البيان قصف مقر وزارة الدفاع الإيرانية، وموقع “منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية” المرتبط ببرنامج إيران النووي، إلى جانب مستودعات وقود ومواقع بنية تحتية تستخدم في تصنيع الأسلحة النووية.

وفي منشور على منصة “إكس”، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت منشأة نووية في مدينة أصفهان، مشيراً إلى تدمير أكثر من 10 أهداف من مرحلة متقدمة في البرنامج النووي الإيراني. كما وجّه تحذيراً مباشراً لسكان المناطق القريبة من المفاعلات النووية في إيران، طالباً منهم إخلاءها فوراً “من أجل سلامتهم”.

من جهته، أكد المساعد الأمني لمحافظ أصفهان أن أحد مقرات وزارة الدفاع تعرّض للاستهداف، مرجّحاً وقوع خسائر، في حين أعلنت وزارة النفط الإيرانية أن مصفاة أصفهان لم تتأثر، وأن عمليات الإنتاج فيها مستمرة.

كما امتدت الهجمات الإسرائيلية إلى مدينة شيراز، حيث أفادت تقارير محلية باستهداف مصنع للصناعات الإلكترونية، فيما تحدث مراسل “الجزيرة” في طهران عن تمدد الضربات شرقاً باتجاه مدينة مشهد، القريبة من الحدود مع أفغانستان وباكستان، وهي مناطق معروفة بوجود جماعات مسلحة معارضة لإيران، وقواعد عسكرية إيرانية.

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عشرات المقاتلات الحربية شاركت في الضربات الأخيرة، فيما أكد الحرس الثوري الإيراني تدمير 3 صواريخ كروز و10 طائرات مسيّرة، بالإضافة إلى عدد من الطائرات الصغيرة أثناء تصديه للهجمات.

في السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن المساجد والمدارس ومحطات المترو ستكون مفتوحة طوال الوقت كأماكن آمنة للاحتماء، مؤكدة عدم وجود أزمة في توافر الغذاء والدواء والوقود.

وبينما تستمر الهجمات المتبادلة، تستعر أيضاً التصريحات السياسية بين الجانبين، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية العسكرية “الأسد الصاعد” تهدف إلى “شل قدرة إيران النووية وتحييد مصانع الصواريخ”، بينما ردّ قائد الجيش الإيراني أمير حاتمي بالقول إن بلاده “ستواصل توجيه ضربات قاسية للكيان الصهيوني حتى آخر نفس”.

ويُخشى أن تؤدي هذه التطورات المتسارعة إلى توسع رقعة الحرب في المنطقة، في ظل تحذيرات دولية متزايدة من انزلاق الصراع إلى مواجهات إقليمية أوسع، مع بدء جهود دبلوماسية حثيثة لاحتواء التصعيد، لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.

 

المصدر: العمق المغربي

شاركها.