تزايد الاعتراف بمغربية الصحراء يعمق عزلة البوليساريو ويعزز رجاحة الحكم الذاتي
يشهد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية توسعا متزايدا، حيث صادق مجلس الشيوخ الشيلي، أول أمس، بالإجماع على قرار دعم المبادرة بوصفها “حلا سلميا ونهائيا” لهذا النزاع الإقليمي.
تأتي هذه الخطوة لتعزز مسارا دبلوماسيا ناجحا حققته المملكة المغربية، خاصة بعد تأييد دول بارزة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا ودول أخرى. هذا الزخم الدولي يعكس تراجع الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية في ظل تحولات جيوسياسية تعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية.
في هذا السياق، صرّح المحلل السياسي عبد العزيز كوكاس لجريدة “” قائلا: “الدبلوماسية المغربية النشيطة أثبتت حنكة كبيرة، ونجحت في قلب موازين القوى في النزاع الإقليمي بشمال إفريقيا، خصوصا في قضية الصحراء”.
وأوضح كوكاس أنه “بالعودة إلى تقرير مجلس الأمن الصادر في أكتوبر من العام الماضي، نجد أن عدد الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي كان قليلا عام 2019، لكنه اليوم وصل إلى 42 دولة، بينها دولتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وفرنسا”.
وأضاف المحلل السياسي أن “اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء شكّل تحولا كبيرا، حيث لم يقتصر على دعم مقترح الحكم الذاتي، بل أدى إلى تناول قضية مغربية الصحراء بشكل غير مسبوق في أروقة مجلس الأمن”.
وفيما يخص تراجع الاعتراف بالجمهورية الوهمية، قال كوكاس إن “حتى روسيا، التي كانت تدعم الطرح الجزائري، تراجعت وأصبحت تتحدث عن حل متفق عليه بين أطراف النزاع، وهو تقدم كبير”.
وأضاف الخبير المغربي: “عدد الدول التي كانت تعترف بالطرح الانفصالي تقلّص من حوالي 84 دولة إلى مستوى متدنٍ جدًا، مع انهيار فكرة الاستفتاء بسبب التطورات الميدانية والواقعية الجديدة”.
وأكد كوكاس أن الدينامية الدبلوماسية المغربية نجحت في استقطاب دعم دولي واسع، مشيرا إلى أن “الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، باعتبار إسبانيا المستعمر السابق، كان نقطة تحول، تلاه القرار الفرنسي الذي كان بمثابة آخر مسمار يدق في نعش البوليساريو”.
كما أشار إلى أن الدعم الذي حظيت به المغرب من دول مثل الولايات المتحدة، بلجيكا، وهولندا يعكس وعيا متزايدا بقيمة المقترح المغربي وأهميته كحل عملي ومستدام.
واختتم كوكاس حديثه بالقول إن “هذه المواقف الدولية تدفع المغرب لتعزيز موقفه الدبلوماسي، بما يعكس فهما عميقا للتحولات العالمية، ويؤكد أن الدبلوماسية المغربية تسير في الاتجاه الصحيح، مما يمنح قضية الصحراء المغربية أفقًا جديدًا ومشرقا”.
المصدر: العمق المغربي