ترامب والميمات المشفرة.. انقلاب رقمي في قلب السياسة الأمريكية
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الساحة السياسية بقوة، ليس فقط عبر تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ، أول أمس الإثنين ، بل قبل ذلك، من خلال دخوله الجريء إلى عالم العملات الرقمية، عبر إطلاقه عملة مشفرة تحمل اسمه ($TRUMP) الجمعة الماضية.
ووصف إعلان ترامب على عملته المشفرة بأنه من بين أنجح الإطلاقات في التاريخ، إذ ارتفعت قيمتها من بضعة سنتات فقط إلى 33.87 دولارا في أقل من 24 ساعة، وهو ما يمثل قفزة مذهلة تفوق 18000% وفقا لمنصة “فوكس بيزنس”.
وعاودت العملة الارتفاع لتصل قيمتها إلى 72.51 دولارا بعد إطلاقها قبل أن تتراجع إلى 41.54 دولارا، لتسجل قيمتها السوقية 8.31 مليارات دولار وقت كتابة التقرير، وفقا لمنصة “كوين ماركت كاب” لرصد أسعار العملات الرقمية لحظيا.
وأعلن ترامب عن إطلاق عملته الرقمية الجديدة عبر شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال” ومنصة “إكس”، مشيرًا إلى أنها تنتمي إلى فئة “عملات الميم” وهي عملات مشفرة تستند إلى التفاعل الشعبي مع شخصيات أو حركات أو أحداث شائعة عبر الإنترنت، دون أن تكون لها قيمة اقتصادية مباشرة أو أغراض معاملاتية. وعادة ما تُصنف “عملات الميم ” كأصول مضاربية بحتة بسبب اعتمادها على الحماس الجماهيري بدلا من أساس اقتصادي متين.
وفي تغريدة على منصة “إكس ” وصف بيتر شيف، كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين العالميين في يورو باسيفيك، عملة ترامب بأنها “الذهب الرقمي الجديد”.
من جهته، قال جاستين دانيثان، المحلل المستقل للعملات الرقمية، لوكالة “رويترز” “ إن اهتمام ترامب بالعملات الرقمية يمثل دمجا لعالم التمويل اللامركزي في الساحة السياسية، لكنه أيضا يطمس الحدود بين الحكم والأرباح والنفوذ”.
ولم تكن السيدة الأولى، ميلانيا ترامب، بعيدة عن المشهد، حيث أطلقت عملتها الرقمية الخاص $MELANIA ، يوم الأحد، ورغم أنها شهدت اهتماما أقل مقارنة بعملة ترامب، إلا أنها حققت قيمة سوقية أولية بلغت 800 مليون دولار قبل أن تتراجع بنسبة 30% في اليوم الثالث، وتبلغ قيمتها السوقية في وقت كتابة التقرير، 763.1 مليون دولار، وفقا لمنصة “كوين ماركت كاب”.
وعلى الرغم أن ترامب كان منتقدا صريحا للعملات الرقمية خلال فترته الرئاسية الأولى، ووصفها سابقا بكونها “عملية احتيال”، وتؤثر على قيمة الدولار الأمريكي، في مقابلة له على قناة ” فوكس بيزنس”، إلا أنه غير موقفه جذريا خلال حملته الانتخابية الأخيرة سنة 2024، حيث وعد بتحويل الولايات المتحدة الأمريكية إلى “عاصمة العملات الرقمية على مستوى العالم ” وهي الرؤية التي لاقت صدى لدى العديد من العاملين في قطاعي التكنولوجيا والتمويل.
وفي الأسابيع التي أعقبت فوز ترامب في انتخابات 2024، ارتفعت قيمة البيتكوين أكبر عملة مشفرة في العالم إلى أكثر من 100 ألف دولار ، وحققت في يوم التنصيب رقما قياسيا جديدا بلغ 109 آلاف و71 دولارا، قبل أن تقلص هذه المكاسب لاحقا لتسجل في أحدث تداول 105 ألف و535 دولارا، حسب منصة “كوين ماركت كاب”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التحركات بما فيها إطلاق ترامب وزوجته عمليتين مشفرتين، أثارت انتقادات من جانب مسؤولين تنفيذيين في قطاع العملات المشفرة، الذين كانوا يتوقعون تعاملًا أكثر جدية مع الصناعة من قبل الإدارة الجديدة، حسبما ذكرته وكالة بلومبيرغ.
كما شكلت مخاوف لدى المستثمرين والمحللين من احتمالية أن تكون هذه العملات جزءًا من مخططات “الضخ والتفريغ” التي تهدف إلى تحقيق مكاسب سريعة على حساب المستثمرين.
ونقلت “بلومبيرغ” عن روب هاديك، الشريك العام في شركة رأس المال الاستثماري دراغون فلاي كابيتال التي تركز على العملات المشفرة، قوله إن عملات ترامب “أصبحت الآن بمثابة آفة يجب علينا أن نعمل على التخلص منها كمنشئين”.
المصدر: العمق المغربي