اخبار المغرب

تراشقات تهيمن على لقاء الأغلبية .. و”الأحرار” يتشبث بالتضامن الحكومي

كشف عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن الحزب سيحملُ معه بعض “النقط الخلافية” إلى اجتماع الأغلبية الأسبوع المقبل، ومنها تلك المتعلقة بانتقاد القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار محمد أوجار سياستي التعمير والتشغيل، مشددا على أن “لقاء مكونات الحكومة هو الفضاء الأمثل لتصريف مجموعة من الملاحظات التي لا نتفق معها”.

القيادي في “حزب الجرار” قال في رد مبطّن على أوجار، خلال حلوله ضيفاً على مؤسسة الفقيه التطواني أمس الخميس، إن حزبه “واضح في مواقفه ولا يراوغ وحين يكون متضامنا فهو كذلك”، وزاد: “نحن غير معنيين بمجموعة من الملفات (…) لكن حين يبحثون عنا يجدوننا. رسالتي هي أن نظل ‘ولاد الناس’ ونظل أوفياء للوعود التي أعطيناها للمواطنين”.

هذه التصدّعات “شبه الصامتة” داخل بناء الأغلبية الحكومية رافقتها تحليلات كثيرة ترى أنها “تذكي طموحات واضحة في التحضير لمحطة 2026 الانتخابية، فيسعى كل مكون إلى النيل من الآخر”، خصوصا أن مرور القيادي البارز في “حزب الحمامة” أوجار في برنامج تلفزيوني انتقد سياستي التشغيل والتعمير، وهما حقيبتان وزاريتان من حظ “البام” داخل التشكيلة الحكومية الحالية.

وظهرت تحذيرات من “انهيار مبكر للأغلبية نتيجة انطلاق سابق لأوانه للمعركة الانتخابية التي تفصلنا عنها سنة و7 أشهر تقريبا”. وما عزز هذه “التحذيرات” ما ورد في بيان رسمي لحزب الأصالة والمعاصرة، يدعو إلى التفعيل الدائم لمضمون ميثاق الأغلبية، مشددًا على أهمية التنسيق المشترك والتشاور المستمر بين فرقاء القيادة الجماعية، خاصة في ما يتعلق بعقد دورات مجلس الرئاسة لمواكبة المستجدات السياسية والتنظيمية المتسارعة.

وبخصوص إشعال محمد أوجار “النيران” داخل حكومة تصرح بأنها “مُتآزرة” قال محمد شوكي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الفريق بمجلس النواب، إنه لم يلتقِ إلى حد الآن بأوجار ليفهم منه المقصود من تصريحاته، مستبعدًا أن “تكون نيته التجديف ضد أي قطاع حكومي”، وزاد: “الحكومة متضامنة وطيلة السنوات الفائتة ظهر هذا الأمر بجلاء”.

وحول التشققات التي تبدو في “بيت الأغلبية” بعد انتقاد وزير العدل الأسبق سياستي التعمير والتشغيل، أورد شوكي في حديث مع هسبريس أن “التحولات التي يعرفها المغرب وتراكماتها واختيارات المرحلة والتنزيلات الجيدة للحكومة الحالية من الطبيعي أن تجعلنا نرى أولويات معينة أو هندسة إجرائية مختلفة لبرنامج ما”، وأوضح: “التعبير صراحة عن مكامن الخلل عادي، ولا يحتمل أي تأويل بأنه يقصد وزيرا بعينه”.

وشدد القيادي في “حزب الحمامة” على أن “الحزب القائد للائتلاف الحكومي مستمر في تقديم دعمه اللامشروط من أجل إنجاح تنزيل البرنامج المتوافق حوله، وهذا يجعل الدعم شاملاً لكل القطاعات الحكومية بلا استثناء”، واستدرك: “بطبيعة الحال نحن في الفريق تتوفر لدينا تعديلات على مشاريع قوانين تقدمها قطاعات حكومية أو وجهات نظر نعبر عنها لتحسين الأداء الحكومي. لا نتخلى عن دورنا الرقابي”.

كما قال رئيس فريق “الأحرار” إن “الحكومة، كما هي الآن، ستظل متضامنة ومتجانسة وملتفة حول برنامجها الحكومي حتى النهاية”، مضيفا أن طموح كل حزب من الأحزاب المكونة للأغلبية في قيادة “حكومة المونديال” يعدّ “طبيعيا ومشروعا ومفتوحا أمام جميع الفرقاء السياسيين، بما في ذلك مكونات المعارضة، لكن على ألا يكون الأمر على حساب ميثاق الأغلبية”.

وتابع المتحدث شارحا: “الأساس أن يبقى التضامن، ونحن نشعر بوجوده داخل البيت الحكومي، بل ونمارسه كل يوم، لأن وجهات النظر المختلفة أمر عادي، إذ من الطبيعي أن يسعى كل حزب للحصول على مراتب متقدمة في الانتخابات القادمة”، خاتما بالإشارة إلى أن “التنظيمات الحزبية موجودة أصلاً من أجل تحقيق نتائج جيدة في الاستحقاقات تخوّل لها التدبير أو المساهمة فيه”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *