تدريس اللغة الأمازيغية واختلالات مدارس الريادة تحاصر برادة في البرلمان
أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن مدارس الريادة تمثل استجابة نوعية لمعضلة التمكن من المهارات الأساسية، مشيرا إلى أن حوالي ثلثي التلاميذ في السنة السادسة ابتدائي لا يتمكنون من المهارات الأساسية في الحساب واللغتين العربية والفرنسية، مما دفع الوزارة إلى تطوير نموذج يركز على تحسين هذه المهارات بشكل منهجي.
يعتمد نموذج مدارس الريادة، وفقا لبرادة، على تقييم التلاميذ لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها تحديد مستواهم الحقيقي وضمان توزيعهم ضمن مجموعات تناسب قدراتهم، مبرزا أن هذا النهج يمكن من تحقيق تعليم موحد على المستوى الوطني، يسمح بالتقييم المستمر وإدخال التحسينات.
وأوضح الوزير أنه خلال السنة الماضية، شمل المشروع 600 مدرسة واستفاد منه 300 ألف تلميذ، وبحسب الوزير، تمكن تلاميذ مدارس الريادة من الإجابة عن 60 سؤالا من أصل 100 في اختبارات تقييمية موحدة، مقارنة مع التلاميذ في المدارس التقليدية الذين أجابوا فقط على 40 سؤالا.
وأشار المتحدث إلى أن المشروع يشمل حاليا 2000 مدرسة تضم مليونا و300 ألف تلميذ، مع خطط لتعميم النموذج على جميع المدارس الابتدائية، ليغطي 3.4 ملايين تلميذ، مضيفا أن النقاش الآن تجاوز نجاح البرنامج للبحث عن السبل المثلى لتعميمه.
وأوضح أن تجربة مدارس الريادة امتدت للسلك الإعدادي هذا العام، حيث شملت 230 إعدادية تضم 200 ألف تلميذ، تم التركيز على مواد إضافية مثل الفيزياء وعلوم الحياة والأرض، ما جعل التحديات أكثر تعقيدا مقارنة بالابتدائي، مؤكدا أن الهدف هو تقليل عدد التلاميذ الذين يغادرون الدراسة بالسلك الإعدادي، والذين يبلغ عددهم حاليا 160 ألفا سنويا، إلى النصف.
فريق العدالة والتنمية وصف الإصلاح بأنه يتعارض مع الدستور والقانون الإطار، مشيرا إلى أن مشروع مدارس الريادة يركز على المتعثرين ويتجاهل المتفوقين، منتقدًا الصفقات التي تلجأ إليها الوزارة بشأن البرنامج لإهمالها المقاولات الوطنية. كما انتقد التعاقد مع ما قال إنه مؤسسة “علي زاوا” وما يتبع ذلك من ضرب للقيم، إضافة إلى “غياب اللغة الأمازيغية عن البرنامج”.
فيما أكدت فرق الأغلبية على أهمية توفير الكتب والمقررات الدراسية المتعلقة بمدارس الريادة قبل انطلاق الموسم الدراسي وتجهيز المدارس بشكل مناسب، وإلى ضرورة تعميم النموذج ليشمل المناطق القروية والحضرية، وإدراج اللغة الأمازيغية، مشيرة إلى تحديات الاكتظاظ وضعف البنية التحتية والتكوين المستمر لأطر التعليم، وغياب النموذج في التعليم الخاص.
وعلى مستوى تعميم تدريس الأمازيغية في المنظومة التعليمية، أكد الوزير برادة أن الأمازيغية تحظى بدعم حكومي كبير، مشيرا إلى أن عدد الأساتذة ارتفع من 200 أستاذ في 2021 إلى 1200 في 2023، مع خطة لتكوين أكثر من 3000 أستاذ إضافي، مضيفا أن عدد المستفيدين من تدريس الأمازيغية بلغ حوالي 650 ألف تلميذ، بنسبة تغطية تصل إلى 40% من المدارس الابتدائية.
وفيما يتعلق بالتعليم الأولي، أشار الوزير إلى أن حوالي مليون طفل يدرسون حاليا في هذا السلك، منهم 650 ألفا في التعليم العمومي، موضحا أن نسبة التعميم ارتفعت من 71% في 2021 إلى 83% حاليا.
وأكد برادة على أن التعليم الأولي يمثل حجر الزاوية في نجاح المنظومة التعليمية، موضحا أن التجربة أثبتت وجود فارق كبير بين التلاميذ الذين استفادوا من التعليم الأولي وأولئك الذين لم يستفيدوا منه.
ولفت برادة إلى أن الجمعيات المشرفة على التعليم الأولي تؤدي دورا أساسيا في تحقيق الأهداف، لكنه شدد على ضرورة تقييم أدائها لضمان الجودة، قائلًا “سنقوم بتقييم الجمعيات المشرفة لضمان تقديم خدمات بنفس المستوى في جميع المناطق، مع البحث عن طرق لتحسين الأداء”.
المصدر: العمق المغربي