اخبار المغرب

تداعيات التحول الديمغرافي في المغرب تعيد ترتيب الأولويات داخل وزارة الصحة

دفع التحول الديمغرافي الذي يشهده المغرب، نتيجة انخفاض معدل الخصوبة وتزايد شيخوخة السكان، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى تغيير أولوياتها؛ ففي السنوات الماضية، كانت البرامج الصحية للوزارة تستهدف، بالدرجة الأولى، الأطفال دون سن الخامسة، في حين أن التحول الديمغرافي الذي يشهده المغرب سيُحدث تحولا استراتيجيا في تدخلات الوزارة.

إبراهيم بوحمادي، رئيس مصلحة إعادة الأهلية وأمراض الشيخوخة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، كشف أن التحول الذي ستعرفه تدخلات الوزارة، في المستقبل القريب، بسبب تزايد عدد المسنين، يقتضي تحضير أرضية مناسبة للقيام بالتكفلات المستهدفة لهذه الفئة، حيث يُتوقع أن يتجاوز عدد الأشخاص المسنين في المغرب، خلال السنوات المقبلة، عدد الأطفال دون سنّ الخامسة وسيشكّلون ربُع سكان المملكة.

وتراجع مؤشر الخصوبة في المغرب من 7.5 أطفال لكل امرأة عام 1962 إلى 2.38 عام 2018، وانخفض معدل الوفيات الخام من 15.7 في الألف عام 1971 إلى 5.1 في الألف عام 2018؛ بينما تحسّن متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 42.9 عام 1955 إلى 77.6 عام 2015.

ويرجع تحسن متوسط العمر المتوقع عند الولادة في المملكة، حسب المعطيات التي قدمها إبراهيم بوحمادي في ندوة وطنية نظمتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، الثلاثاء، حول “الحماية القانونية والاجتماعية والصحية للسجناء المسنين”، إلى تحسين المغرب لمجموعة من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، منذ الاستقلال.

وتتطور نسبة السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق في المغرب، حيث كانت نسبتهم في حدود 6.40 في المائة عام 1982، وارتفعت إلى 7 في المائة عام 1994، لتصل في سنة 2014 إلى 9 في المائة، واستمرت في الارتفاع إلى 11.10 في المائة سنة 2018؛ في حين يُتوقع أن تقفز النسبة إلى 15 .40 في المائة، أيْ سُدس السكان (⅙ من عدد السكان) في سنة 2023، لتصل إلى 22 في المائة (¼ من عدد السكان) عام 2050.

ويعاني المسنون في المغرب من الأمية بشكل كبير، بنسبة 72 في المائة، (84 في المائة في صفوف الإناث و60 في المائة في صفوف الذكور)؛ وهو مؤشر اعتبره بوحمادي “مهمًّا، لأننا عندما نقوم، كقطاع، بمجموعة من التدخلات في كل ما يتعلق بالوقاية والتوعية والتحسيس.. علينا أن نستحضر ضرورة توفير الوسائل التي ستمكّن من توصيل مجموعة من المعلومات حول عدد من المشاكل التي تعانيها هذه الفئة”.

وتوقف المتحدث ذاته عند معطى آخر يكتسي أهمية، ويتعلق بكون 94 في المائة من المسنّين يعيشون في كنف عائلاتهم، حسب نتائج المسح الوطني للسكان وصحة الأسرة لسنة 2018، لافتا إلى أن هذا المعطى إيجابي، على اعتبار أن عيش الإنسان بشكل منعزل لديه تأثير وخيم على صحة الأشخاص المسنين، سواء على مستوى الصحة النفسية أو الجسدية.

وحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن ارتفاع الضغط الدموي يأتي على قائمة الأمراض الأكثر شيوعا بين كبار السن، بنسبة 34 في المائة، يليه داء السكري بنسبة 20 في المائة، فأمراض المفاصل بنسبة 13 في المائة، ثم أمراض القلب والشرايين بنسبة 8.1 في المائة.

وتصل نسبة الأشخاص المسنين الذين يعانون من مرض مزمن واحد على الأقل إلى 64.4 في المائة، أي حوالي 2 من كل 3 أشخاص مسنين؛ وتصل نسبة الذين يعانون من الأمراض المزمنة إلى 73.3 في المائة في صفوف الإناث، مقابل 55.5 في المائة لدى الذكور.

وتأتي أمراض القلب والدورة الدموية على رأس الأسباب الرئيسية للوفاة عند الأشخاص المسنين على الصعيد الوطني، بنسبة 25 في المائة، تليها الأورام الخبيثة بنسبة 9.2 في المائة، ثم أمراض الغدد الصماء الأبضية والتغذوية بنسبة 6.7 في المائة، وأمراض الجهاز التنفسي بنسبة 4 في المائة، وفق إحصائيات سنة 2021.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *