تعيش ملاعب دار الشباب سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش على وقع تذمر واستنكار واسع، بسبب الحالة المتدهورة التي أصبحت عليها، بعدما كانت في وقت سابق من أبرز الفضاءات الرياضية التي يلجأ إليها شباب المنطقة لممارسة كرة القدم وصقل المواهب المحلية.

يقول عبد الله، أحد شباب الحي، في تصريح لجريدة “العمق”: “كانت هذه الملاعب المتنفس الوحيد لنا، لكنها اليوم أصبحت مصدر خطر، فالأرضية تدهورت والشباب لم يعد لديهم مكان لممارسة الرياضة سوى في الأزقة.”

وفي ظل غياب بدائل رياضية أو فضاءات ترفيهية أخرى، يواجه شباب المنطقة صعوبات كبيرة في الاستفادة من ملاعب القرب، التي تتطلب تراخيص مسبقة من الجهات المختصة، مما يزيد من حدة الإقصاء الرياضي في منطقة تعرف كثافة سكانية مرتفعة.

في هذا السياق قال محمد شاكر، عضو الكونفدرالية العامة للجمعيات، في تصريح له للجريدة: “ليس من المعقول أن تبقى منطقة سيدي يوسف بن علي، التي أنجبت أسماء لامعة مثل ياسر الزابيري ويونس البحراوي، دون بنية رياضية تليق بمكانتها. فشباب الحي يمتلكون طاقات كبيرة ومواهب واعدة، غير أن الإهمال المتواصل يقتل فيهم الحماس، ويدفع بالكثيرين إلى الانحراف أو العزوف عن الرياضة.”

وأضاف الفاعل الجمعوي: “لقد أكد الخطاب الملكي بوضوح على أهمية تمكين الشباب من فضاءات رياضية وثقافية تفتح أمامهم آفاق الإبداع والعطاء، وهو ما يستدعي من الجهات المعنية التحرك الجاد لتفعيل هذه التوجيهات على أرض الواقع، خصوصًا في الأحياء الشعبية التي تزخر بالكفاءات لكنها تفتقر إلى الإمكانيات والدعم الكافي”، وفي ختام تصريحه طالب بتدخل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش لإصلاح الملاعب وتوفير بيئة مناسبة لطاقات حي سيدي يوسف بن علي.

ويُعتبر حي سيدي يوسف بن علي منبعًا حقيقيًا للمواهب الرياضية، إذ ينحدر منه اللاعب ياسر الزابيري، الذي تألق مع المنتخب الوطني وسجّل الهدفين اللذين مكّنا المغرب من الفوز بكأس العالم، في لحظة تاريخية رفعت اسم الحي والمغرب عاليًا، إلى جانب اللاعب الشاب يونس البحراوي الذي بصم بدوره على مسار واعد في عالم كرة القدم.

ويرى متتبعون أن تراجع البنية التحتية الرياضية في الأحياء الشعبية، مثل سيدي يوسف بن علي، لا يمس فقط بالحق في ممارسة الرياضة، بل يسهم بشكل غير مباشر في تفشي الانحراف والفراغ القاتل بين صفوف الشباب. فالملاعب، التي كان من المفترض أن تكون فضاءات للتربية والانضباط، تحولت اليوم إلى رموز لإهمال مؤسساتي يهدد جيلاً كاملاً من الطاقات الصاعدة.

ملاعب دار الشباب سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش

المصدر: العمق المغربي

شاركها.