تحقيق يكشف تغليط “تبون” للرأي العام الجزائري بخصوص فنادق إسبانيا
تساءلت صحيفة جون أفريك عما إذا كان مستشاري تبون يقدمون له تقارير مغلوطة عن الممتلكات والأصول التي كان يملكها من يوصفون برموز النظام السابق في الخارج.
وأشارت الصحيفة الفرنسية في تحقيق لها إلى أن تبون تحدث في مقابلته الأخيرة مع الجزيرة القطرية عن موافقة إسبانيا على إعادة ثلاثة فنادق من فئة الخمس نجوم دون ان يذكرها بالاسم إلى السلطات الجزائرية والتي كانت تعود إلى رجل أعمال رفض أيضا ذكر اسمه.
وقالت الصحيفة إن الرجل الذي رفض تبون أن يذكر اسمه هو علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات سابقا وأحد أقرب المقربين لسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الراحل، والذي يقضي حاليا عقوبة حبسية بسجت تازولت شرقي البلاد. وأما الفنادق التي رفض تبون أن يذكرها فهي “ألبالاس برشلونة” و”ميرامار برشلونة” و”غراند أوتال لافلوريدا” وكلها في برشلونة الإسبانية، وفق ما ذكرته “جون أفريك”.
وأشارت الصحيفة إلى أن استعادة هذه الفنادق على الورق سيحقق نجاحا كبير للنظام الجزائري، لكن الوضع في الواقع أكثر تعقيدا مما أظهره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لسببين اثنين، أولهما هو ضعف نتائج الإنابة القضائية الدولية التي لم تكن في مستوى توقعات السلطات الجزائرية.
وأشارت في هذا السياق إلى أن اللجنة التي أرسلها المدعي العام في الجزائر العاصمة إلى إسبانيا لطلب معلومات عن أصول علي حداد عادت خاوية الوفاض، مؤكدة على أن النتائج الهزيلة لرسائل الإنابة تتناقض مع التفاؤل الذي أبداه عبد المجيد تبون في تصريحاته لقناة الجزيرة.
أما السبب الثاني، بحسب الصحيفة، فإن حداد لا يملك ثلاثة الفنادق في إسبانيا بل فندقا واحدا، وهو فندق “ألبالاس برشلونة” الذي كان يسمى فندق ريتز سابقًا، والذي يعد من أفخم الفنادق في المدينة وأشهرها حيث يحتوي على 120 غرفة وجناحًا ومطعمًا وإطلالة أخاذة على المدينة، وهو معروف باستقباله ممثلين وشخصيات عالمية.
بل ذهب تحقيق الصحيفة إلى أن هذا الفندق نفسه لم يعد في ملكية حداد، فقد انتقلت ملكيته حسبها منذ سنتين إلى شركة “رويال بلو بيرد”، والتي تديرها وتعتبر مالكة لها امرأة تدعى راضية بوزيان ومواطنة جزائرية تحصلت على الجنسية الإسبانية، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيتطلب سنوات من الإجراءات القانونية لكشف تعقيد وتشابك الترتيبات المالية والقانونية للنظام الأساسي لهذا الفندق، ثم إثبات أن حداد لا يزال المالك الوحيد أو أحد المساهمين الرئيسيين.
وكان حداد قد استحوذ على صفقة هذا الفندق في عام 2011 والتي لم يتم الإعلان عن قيمتها الحقيقية. إلا ما كشفت عنه الصحافة الإسبانية من كون هذه الصفقة كلفت ما بين 68 مليون يورو و80 مليون يورو.
أما بخصوص الفندقين الآخرين ”ميرامار برشلونة” و”غراند أوتال لافلوريدا”، فقالت المجلة إن علي حداد لا علاقة لهم بهما، حيث تعود ملكيتهما إلى ملياردير لبناني بريطاني يدعى جوزيف الخوري، كان قد استحوذ عليهما في عام 2010 عبر صندوقه الاستثماري كونتيننتل بروبرتي أنفستمنت.
وأشارت التحقيق إلى ان مالك هذين الفندقين حاول إعادة بيعهما دون ان ينجح في ذلك. حيث كلف في أكتوبر 2022 شركة Savills ، وهي شركة استشارات عقارية تجارية كبيرة، بإعادتهما إلى السوق بمبلغ إجمالي قدره 60 مليون يورو ، لكن لم يتقدم أي مشتر.
وخلص التحقيق إلى انه من الصعب أن توافق إسبانيا على إعادة فندقين على الأقل إلى الجزائر لا علاقة لرموز النظام السابق بالجزائر بهما.
المصدر: العمق المغربي