تحسين الإنتاج الفلاحي بالذكاء الاصطناعي يتصدر النقاشات في ملتقى “سيام”
حضَر الذكاء الاصطناعي في قلب أشغال وأنشطة الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام SIAM)، المتواصلة فعالياته إلى غاية الأحد المقبل بمدينة مكناس، عبر ندوة نظمَها “القطب الرقمي” التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أمس الخميس، بحضور ممثلين عن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ووكالة التنمية الفلاحية، فضلا عن مسؤولين في الوزارة الوصية.
وباعتباره ملتقى للابتكار والتعاون في المعرض الدولي للفلاحة احتضن فضاء رواق “القطب الفلاحي الرقمي” تسليم “مجموعات رقمية (kit digitaux) لتعاونيات الشباب والنساء”، وهو ما يؤشر على “التزام الوزارة الوصية بدعم المنظمات المهنية”، ويبرز “قيمة استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لتطوير القطاع الفلاحي”.
الندوة، التي جمعت خبراء وفاعلين في مجال الذكاء الاصطناعي، التأمت تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي للشباب والنساء رائدات الأعمال في مجال الزراعة”، مسلطة الضوء على دعم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (FIDA) للابتكار وريادة الأعمال؛ مع 45 عاما من الشراكة بين المغرب والصندوق، ركزت على التهيئة المائية الزراعية.
وأتاح هذا التعاون “تبادل التجربة المغربية مع البلدان الإفريقية الأخرى، وتقديم الدعم لقطب التعاون الرقمي في ما بين بلدان الجنوب”، حسب ما أوضحه المدير القُطري للصندوق الدولي للتنمية الزراعية بالمغرب، نوفل نوفل تيلحيغ، الذي أكد أن “أي مشروع مبتكر لا يخلو من بعض الصعوبات”.
واستناداً إلى هدف الصندوق الدولي للتنمية الزراعية المتمثل في “دعم صغار المزارعين وفي التنمية المستدامة للمجتمعات القروية في جميع أنحاء العالم”، فإن تعاون الصندوق مع الحكومة المغربية يعد “ركيزة أساسية ضمن إستراتيجية عمله كوكالة أممية، وجزء من إستراتيجية الجيل الأخضر 20202030، من خلال تعزيز التنمية القروية”، وفق المتحدث ذاته.
“لا تهدف هذه الإستراتيجية الطموحة إلى زيادة الإنتاجية الزراعية فحسب، بل أيضًا إلى خلق طبقة وسطى زراعية مَرنة ومقاومة لتغيرات المناخ. وهذه الطبقة الوسطى هي محرك الوظائف والنمو الاقتصادي المستدام، والعمود الفقري لمستقبل المملكة المزدهر”، يورد المصرح ذاته، وتابع شارحاً لجريدة هسبريس ضمن تصريح على هامش الندوة: “في الواقع إن رقمنة الزراعة في المغرب متعددة الأوجه وتؤثر على عدة جوانب، فهي تشمَل فِرَق الأعمال، والتعاونيات الرعوية، والتكيف مع تغير المناخ، وتطعيم شجرة الخرّوب”.
وفي اليوم نفسه جمَع القطب الرقمي لوزارة الفلاحة مهتمين وخبراء وتعاونيات فلاحية عبر دورتين دراسيتين (MASTERCLASS) بعنوان “الذكاء الاصطناعي للرفع من الإنتاجية” في إطار المنظومة الرقمية الفلاحية بالمغرب، مع هدف واضح: “تمكين المشاركين من استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مع التركيز بشكل خاص على الفلاحة”.
واستطاع المشاركون، خلال ثلاث ساعات من التدريب في كل دورة، اكتشاف 10 أمثلة حول استخدام الذكاء الاصطناعي ذات تأثير كبير على زيادة الإنتاجية والمردودية الزراعية. كما انعقدت جلسات للحوار والتبادل، بشكل أتاح تبادل أحدَثِ الأفكار والممارسات مع خبراء في الذكاء الاصطناعي.
وتولي وزارة الفلاحة، ضمن محور الرقمنة في إستراتيجية الجيل الأخضر، أهمية قصوى لـ”اعتماد التقنيات الجديدة، ولاسيما الذكاء الاصطناعي، في بناء القدرات وزيادة القدرة التنافسية في القطاع الفلاحي”.
“مجموعات رقمية للتعاونيات”
التحول الرقمي للقطاع الفلاحي شكّل مدار أنشطة القطب الرقمي لمعرض الفلاحة، التابع للوزارة الوصية؛ لاسيما من خلال إطلاق “مصنع العلامات التجارية للذكاء الاصطناعي”.
ويستهدف القائمون على هذه المبادرة “توعية المهنيين والجمهور بفوائد استغلال الذكاء الاصطناعي في الترويج للمؤسسات المهنية”، مؤكدين أنه “تم إنتاج مجموعات رقمية (Kits Digitaux) تضم الشعارات والبصمات البصرية والمواقع الإلكترونية وخطط التواصل في الشبكات الاجتماعية، وعروضاً ومقاطع فيديو للعروض التقديمية بشكل تفاعلي وفوري على المنصة الرقمية للمعرض الدولي للفلاحة لصالح 10 تعاونيات فلاحية مغربية”، بقصد إبراز “مزايا الذكاء الاصطناعي والرقمنة في تحسين عمل التعاونيات المهنية والفلاحية وتعزيز حضورها على شبكة الإنترنت”.
ويُعدّ القطب الفلاحي الرقمي، الذي يمتد على مساحة 1400 متر مربع، مكاناً مخصصاً للتقنيات الرقمية الفلاحية داخل المعرض الدولي للفلاحة، إذ يجمع أكثر من 35 عارضا، بدءًا من الشركات الناشئة إلى الشركات الوطنية والدولية الشهيرة، بالإضافة إلى المؤسسات العمومية والهيئات البحثية.
ويقدم “فضاء الفلاحة الرقمية” Digital AGRI عرضاً استثنائيا لأحدث الابتكارات في مجال “الطائرات بدون طيار، وأجهزة الاستشعار المعتمِدة على إنترنت الأشياء”، وصور الأقمار الصناعية، وروبوتات الدردشة باستعمال الذكاء الاصطناعي، ومنصات الخدمات الإلكترونية، وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات في الفلاحة”.
المصدر: هسبريس