تحذيرات أممية حول المناخ تضع حصيلة السياسات البيئية المغربية في الميزان
حذر خبراء هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة من ارتفاع الاحترار العالمي المترتب عن النشاط البشري ليصل إلى 1.5 درجة مئوية، وذلك ابتداءً من 2030 إلى غاية 2035، الأمر الذي من شأنه مفاقمة التغير المناخي في العالم.
ولفت تقرير حديث للهيئة الأممية ذاتها إلى أن احترار المناخ الناجم عن زيادة الأنشطة البشرية والصناعية يحدث بشكل أسرع وأقوى مما كان متوقعا، محذرا في هذا السياق من بلوغ نقاط حرارية “حاسمة” ستؤدي إلى تبعات مناخية غير محسوبة العواقب.
ويعرف العالم حالياً درجة احترار عالمي تقارب الـ1.2 بالمائة، مما أسهم في مضاعفة معدل التغير المناخي العالمي بخلاف كل التوقعات، خاصة خلال سنة 2022 التي سجلت معدلات قصوى أفضت إلى تواتر الفيضانات المدمرة وموجات الحر الشديدة.
والمغرب ليس بمنأى عن هذه التداعيات البيئية الدولية التي تسببت له في تراجع المخزون المائي الاستراتيجي، إلى جانب قلة التساقطات المطرية والثلجية في فصليْ الشتاء والخريف طيلة السنوات الثلاث الفائتة.
وستدفع التوقعات المناخية الجديدة للأمم المتحدة المغرب بدوره إلى تسريع المشاريع المائية والبيئية المبرمجة، خاصة ما يتعلق بمشاريع تحلية مياه البحر، نظراً إلى موجات الجفاف المرتقبة في السنوات المقبلة، الأمر الذي سيؤثر بالسلب على الفرشة المائية السطحية والباطنية.
محمد بنعبو، خبير مناخي، قال في هذا الصدد إن “الجمعيات البيئية دعت قبل سنوات إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية بالمملكة المغربية، قصد تعبئة الفاعل السياسي ومعه كل المتدخلين في القطاع لمواكبة كل السيناريوهات المحتملة في المستقبل القريب”.
وأضاف بنعبو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “بعض المناطق المغربية تجاوزت متوسط الحرارة العالمي، وهو ما انعكس بالسلب على مخزونها المائي خلال فصل الصيف”، محذرا من “تداعيات سنوات الجفاف على الأمن المائي والغذائي بالمنطقة كلها”.
وأوضح الخبير عينه أن “التنوع البيولوجي يتضرر أيضا من ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤثر على الكائنات الحية بمختلف أصنافها”، مشيراً إلى أن “المغرب لم يسجل بعد التساقطات المطرية المطلوبة لملء المنشآت المائية الكبرى، وبالتالي تأمين المخزون الاستراتيجي”.
ودعا المتحدث جميع السلطات المعنية بالشأن المائي إلى “الاستعداد بشكل جيد للسنوات المقبلة، لا سيما بعد صدور تقارير الأمم المتحدة التي تكشف خارطة الطريق بشأن درجات الحرارة في العالم، مما ينبئ باستمرار سنوات الجفاف وندرة التساقطات”.
المصدر: هسبريس