تجاوز 25 درهما .. السردين يفقد لقب “سمك الفقراء” وباعة يشكون التلاعب بالأسعار (فيديو)
تصوير ومونتاج: أشرف دقاق
تشهد أسعار السمك بالأسواق المغربية، وخاصة السردين المعروف بـ”سمك الفقراء”، ارتفاعا حادا، فقد ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من السردين من 10 دراهم إلى أكثر من 25 درهما، مما جعله بعيدا عن متناول الأسر ذات الدخل المحدود.
ويعزو تجار سوق السمك هذا الارتفاع إلى المضاربين والوسطاء، مما أثر بشكل خاص على الأنواع التي كانت تحظى بإقبال كبير من الطبقات البسيطة. في هذا الإطار، أشار تهامي الأبيض، وهو أحد بائعي السمك بأزمور، أن سعر صندوق السردين وصل إلى 450 درهما، بينما يبلغ سعر صندوق الإسقمري “الكابايلا” 200 درهما.
ويعترف البائع المذكور في تصريح لجريدة “العمق” بتجاوز أسعار السمك، خصوصا “السردين” للمنطق، قائلا: “نشتري السردين بـ 17.5 درهما ونبيعه بـ 20 درهما، بينما نشتري الإسقمري بـ8 دراهم ونبيعه بـ 10 دراهم، ولكن هناك من يبيع السردين بـ 25 درهما والإسقمري بـ15 درهما”.
وسجل المتحدث، وجود “تلاعب واضح في الأسعار بسبب غياب الرقابة من الجهات المسؤولة”، مشيرا إلى أن “المواطن هو المتضرر الأول من هذا التلاعب، إذ لم يعد بمقدوره تحمل هذه الزيادة في أسعار سمك كان يفترض أنه للفقراء”.
من جهته، أكد عبد المغيث الكيناني، وهو بائع بسوق السمك بأزمور، أن السردين لم يعد متاحا للفقراء، مشيرا إلى أن الإسقمري، الذي كان يعتبر مكلفا، أصبح أرخص من السردين، متهما المضاربين بأنهم السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع، حيث يشترون كميات كبيرة من الصناديق ويعيدون بيعها بأضعاف السعر.
وأردف قائلا: “لم يتركوا لنا شيئا، فنحن نكتفي بدرهم أو درهمين كحد أقصى في الربح لكل كيلوغرام”، مشيرا إلى أنه يشعر بالحرج أمام الزبائن الذين لا يستطيعون شراء السمك بسبب ارتفاع أسعاره، مضيفا بقوله: “هذا ليس ذنبنا، فأرباحنا ضئيلة جدا، وفي بعض الأيام لا نستطيع توفير أبسط احتياجات أطفالنا”.
من جانبه، عزا “موسى” وهو أمين سوق السمك، ارتفاع الأسعار بشكل صاروخي إلى ضعف الرقابة، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من الوسطاء والتجار الذين يسيطرون على السوق، حيث يقومون بشراء كميات كبيرة من السمك من الصيادين بأسعار منخفضة، ثم يعيدون بيعها للمستهلكين بأسعار مضاعفة، مستغلين بذلك ندرة المعروض، مطالبا بتشديد الرقابة على المتلاعبين بالأسعار.
وأكد المتحدث ذاته، أن “المواطنون يعانون، ولم يعد بإمكانهم مواكبة هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار. المشكلة ليست في السمك فقط، بل في جميع أنواع اللحوم التي ارتفعت أسعارها بشكل غير منطقي. نناشد جلالة الملك محمد السادس بالتدخل لإعطاء تعليمات بمراقبة الأسعار”.
وشدد المتحدث على أن المعاناة لا تقتصر على ارتفاع أسعار السمك، بل تشمل أيضا اللحوم وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، مما يزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين، مؤكدا هذا الارتفاع المتسارع في الأسعار بات يهدد القدرة الشرائية للمواطنين.
المصدر: العمق المغربي