تجاوزات “إعلام النظام العسكري” ضد “الجيران” تحرج وزير الاتصال الجزائري
في خضم حملة إعلامية جزائرية ضد المملكة المغربية ودول الجوار، صرح وزير الاتصال الجزائري، محمد لعقاب، أمس الخميس، بأن الإعلام الرياضي بالبلاد بات يعيش على وقع “الانفلات”، على اعتبار أنه وصل حد “ارتكاب تجاوزات مهددة للأمن القومي”.
وزير الاتصال اعتبر ضمن لقاء خاص أن “الإعلاميين مطالبون بالتحلي بالمسؤولية بعد اقتراب الإعلام في شقه الرياضي من التسبب في مشاكل ديبلوماسية للجمهورية مع بلدان أخرى، الأمر الذي كان قريبا من الحدوث مع موريتانيا ما لم تتدخل النقابة”.
وكان حزب الحركة الشعبية قد راسل خلال الأسبوع الماضي رئيس اتحاد الإذاعات العربية بخصوص “الحملة العدائية للإعلام الإذاعي والمرئي الجزائري ضد المملكة المغربية”، ودعا الاتحادَ إلى “طرح الموضوع على أنظار المكتب التنفيذي للأمور الطارئة، خصوصا مع عدم وجود هيئة جزائرية مكلفة بالنظر في احترام الاعلام العمومي لأخلاقيات وضوابط المهنة”.
وربط مراقبون ممن تحدثوا لهسبريس بين مراسلة الأمين العام لحزب الحركة الشعبية والخروج الإعلامي لوزير الاتصال الجزائري، معتبرين أنه “على الرغم من عدم ذكر المغرب، إلا أن هذا الخروج يعد اعترافا بالمستوى غير المهني للإعلام الجزائري، خصوصا فيما يتعلق بأحداث رياضية تشارك فيها المملكة”.
اعتراف جزائري
عزيز بلبودالي، خبير رياضي، قال إن “الخروج الإعلامي لوزير الاتصال الجزائري يعد في حد ذاته اعترافا بالمستوى غير اللائق الذي يعالج به الإعلام الرياضي الجزائري الشأن الكروي، حيث لم يكن في المستوى الاحترافي المطلوب في مناقشة الملفات الرياضية، سواء المحلية أو القارية والدولية كذلك”.
وأضاف بلبودالي، في إفادته لهسبريس، أنه “تم التنبيه غير ما مرة إلى التجاوزات التي يقترفها الإعلام الرياضي، خصوصا في علاقته بالشأن الرياضي المغربي، حيث إن الطريقة التي يعتمدها في هذا الإطار تبقى منتجة للفتنة والتوتر الشعبي، ومن شأنها الرفع من منسوب الاحتقان في العلاقات بين الشعبين”.
وأشار المتحدث إلى أن “إعلام الجزائر، خصوصا في صيغته الرسمية، تجاوز كل الخطوط الحمراء والأعراف الإعلامية، بما فيها احترام البلدان الأخرى والفعاليات الرسمية، حيث تم الانتباه إلى الطريقة التي يتم بها التعاطي مع مختلف الأخبار والأنشطة التي يحضر فيها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع”.
ونبه المتحدث إلى “ضرورة تدخل المؤسسات والهيئات المنظمة للإعلام على مستوى المنطقة الإقليمية وحتى الدولية؛ ذلك أن هذا التدخل بإمكانه أن يعيد المعنيين بالأمر إلى الطريق الصحيح، على الرغم من غياب هذه المؤسسات خلال الفترة الأخيرة، التي تتزامن وفعاليات كأس أفريقيا”.
سياسة وطنية
وليد كبير، إعلامي جزائري مقيم بالمغرب، قال إن “وزير الاتصال الجزائري أراد الالتفاف على الواقع بتأكيده أن الإعلام الرياضي بحاجة إلى إعادة التنظيم والهيكلة، فالأمور تبقى محسومة في هذا الإطار؛ ذلك أن الحملة الإعلامية الجزائرية تبقى حملة منظمة من قبل الدولة ككل، على اعتبار أنها امتداد لاستغلال المخابرات للإعلام لنشر أجندتها العدائية”.
وأضاف كبير، في تصريح لهسبريس، أن “السياسة الإعلامية الجزائرية في جوهرها مبنية على استعداء الجيران وزرع ثقافة التعالي وازدراء الشخصيات والمنظمات وممثلي الدول كذلك، وبالتالي فمهاجمة الصحافيين الجزائريين للمغرب وتدجين عقول المواطنين بنظريات المؤامرة والأحاديث عن الكولسة، تبقى نتاجا لهذه السياسة الوطنية”.
وأشار المتحدث إلى أن “خرجة الوزير المذكور تأتي كتعبير عن التخوف من تحرك مرتقب للمغرب في هذا الصدد، خصوصا مع مراسلة حزب الحركة الشعبية اتحاد الإذاعات العربية في سياق الحملة الإعلامية ضد المملكة المغربية”، معتبرا أن “الوزير المذكور تفادى الإشارة إلى المغرب واكتفى بذكر موريتانيا، على اعتبار أن الرباط تظل عدوا في منظور السياسة الجزائرية”.
واعتبر الإعلامي ذاته أن “الجزائر تحاول تغطية إخفاقاتها على المستوى الديبلوماسي والسياسي في علاقاتها مع الخارج بطرق مفضوحة، لعل أبرزها تنظيم وتوجيه حملات إعلامية ضد المملكة المغربية، وهو الأمر الذي ستكون له انعكاسات سلبية على الداخل الجزائري بدرجة أولى، وعلى النسيج الاجتماعي بين المغاربة والجزائريين بدرجة ثانية”.
المصدر: هسبريس