بين جبال الريف الشامخة، يختبئ شاطئ تاوسارت الفريد بعيدا عن أعين الناس وضجيج المدن. مياهه الصافية تكشف عمقه قبل أن تطأه الأقدام، فيما يشكل الوصول إليه مغامرة حقيقية، تتطلب تسلق 700 درجة نزولا ومثلها صعودا، وكثيرا من الصبر. لكنه يكافئ زواره بلحظات من السكون والجمال النادر.

في رحلة استكشافية، التقت جريدة العمق بمجموعة من الشباب اختاروا تحدي السلالم للوصول إلى هذا المكان البعيد. يقول أحدهم: “شاطئ جميل يستحق التجربة، وقد تسلقت 1400 درجة ذهابا وإيابا، لكن المنظر والأجواء أنستني التعب”.

عزيزة، القادمة من مدينة الرباط رفقة صديقتها، تحكي لـ”العمق”، قائلة “لم تكن زيارة شاطئ تاوسارت ضمن خططنا، خوفا من صعوبة الوصول إليه، لكن الأقدار قادتنا نحوه. وهناك اكتشفت سرا يميزه عن باقي الشواطئ.” وتضيف: “إقليم الحسيمة يتميز بجمالية شواطئه، لكن لهذا الشاطئ طابع خاص، يجعلك تشعر بالتغيير وتجاوز النمطية.”

ما يمنح شاطئ تاوسارت فرادته، أنه يطل عليك بثوب مختلف تماما عن مألوف الشواطئ، فلا أثر للرمال الذهبية هنا، بل بساط طبيعي من الحصى الصغير والحجارة الملونة، تتلألأ تحت أشعة الشمس وتعكس بريقا يزيد صفاء مياهه زرقة. وما إن تلقي بنظرك إلى الأعماق، حتى تباغتك أسراب الأسماك الملونة، تسبح برشاقة من حولك، وبعضها يقترب في حركات مرحة ليلامس قدميك، في مشهد بديع قل أن تجده على شواطئ المغرب.

تجدر الإشارة إلى أن الشريط الساحلي لإقليم الحسيمة يضم مجموعة من الشواطئ الخلابة، لكل منها ميزة تفردها، وهو ما يجذب الشباب المغربي الباحث عن التجديد والهروب من روتين سياحة المدن.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.