اخبار المغرب

بين المبدأ السياسي والمصلحة الرياضية.. الجزائر أمام اختبار صعب بعد اتفاق “الكاف” و”لارام”

وضعت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف)” الجزائر أمام اختبار معقد، وذلك بعد توقيعها اتفاقا تاريخيا مع الخطوط الملكية المغربية “لارام” يجعل منها الناقل الرسمي والحصري لجميع البطولات الإفريقية.

الاتفاق، الذي وقع الأسبوع الماضي في المغرب، يحول شركة “لارام” إلى الذراع اللوجستي للكرة الإفريقية، ما يفرض على جميع الدول الأعضاء بما فيها الجزائر تسهيل عملياتها الجوية، ولو تطلب ذلك فتح الأجواء المغلقة منذ الأزمة الدبلوماسية مع المغرب.

الاتفاق، الذي شارك في توقيعه كل من فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وباتريس موتسيبي، رئيس الكاف، وحميد عدو، المدير العام لـ”لارام”، يكتسب بعدا غير مسبوق من حيث التأثير الجيوسياسي، إذ يربط النشاط الكروي الإقليمي بشكل مباشر بالحركية الجوية التي تتحكم فيها الدول.

في هذا السياق، تجد الجزائر نفسها بين سندان الالتزامات الرياضية القارية ومطرقة مواقفها السياسية، حيث إن رفضها السماح لطائرات “لارام” بعبور مجالها الجوي قد يفسر على أنه خرق ضمني للاتفاق، وهو ما قد يجر عليها عقوبات محتملة من الكاف، قد تصل حد الإقصاء من البطولات، أو على الأقل، فقدان امتيازات مالية وإعلامية مرتبطة بحقوق البث والمشاركة.

هذا الاتفاق يأتي في وقت تستعد فيه المملكة المغربية لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس إفريقيا للسيدات في يوليز 2025، ما يعزز من دورها كفاعل محوري في المشهد الكروي القاري، ويمنح “لارام” دفعة استراتيجية تجعلها لاعبا لوجستيا لا غنى عنه في الخارطة الإفريقية.

وفي كلمته خلال التوقيع، أكد رئيس الكاف باتريس موتسيبي أن هذه الشراكة تمثل “لحظة مفصلية في تاريخ كرة القدم الإفريقية”، مشددا على أن الهدف منها هو تسهيل الربط بين الدول الأعضاء وضمان أعلى مستويات التنظيم الجماهيري، منوها بالتطورات التي حققها المغرب، خاصة مشروع ملعب الحسن الثاني بالدار البيضاء الذي سيكون من بين أكبر خمسة ملاعب في العالم بسعة 115 ألف متفرج.

من جهته، اعتبر حميد عدو، المدير العام لـ”لارام”، أن الاتفاق ينسجم مع الرؤية الإفريقية الشاملة التي يرعاها جلالة الملك محمد السادس، الهادفة إلى تعزيز التكامل بين دول القارة من خلال التعاون والنقل الجوي.

كما أعلن عدو عن سلسلة إجراءات تحفيزية للجماهير الإفريقية المقيمة في الخارج، تشمل تخفيضات في الأسعار، وربطا مباشرا مع العواصم الإفريقية، وتسهيلات في الإقامة.

في ظل هذا المعطى الجديد، يطرح السؤال بحدة داخل الأوساط الرياضية والسياسية: هل ستقبل الجزائر بالتنازل عن موقفها السياسي لصالح مصلحتها الرياضية؟ أم أنها ستختار العزلة الكروية ولو كلفها ذلك غيابا عن المسابقات القارية الكبرى؟.

الجواب عن هذا السؤال سيحدد إلى حد كبير ما إذا كانت الرياضة في إفريقيا ستبقى رهينة للتجاذبات السياسية، أم أنها ستفرض منطقها كأداة للوحدة والانفتاح.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *