اخبار المغرب

بين الطموح الاقتصادي وشغف الكرة.. لماذا يتجه الصفريوي للاستثمار في الدوري الإنجليزي؟

كما تطرقت له جريدة “العمق” في خبر سابق، أمس الأحد، أورد الصحفي البريطاني المتخصص Alan Nixon على منصة Patreon أن الملياردير المغربي أنس الصفريوي دخل في خطوات أولية بهدف الاستحواذ على نادي شيفيلد وينزداي الإنجليزي، أحد أعرق الأندية في دوري الدرجة الأولى (Championship). ووفق نفس المصدر، فإن الصفريوي كلف مكتب محاماة بريطانياً بفحص إمكانية التملك الكامل للنادي.

الخبر أثار اهتمام الأوساط الاقتصادية والرياضية، وطرح تساؤلات حول خلفيات هذا التحرك، وما إذا كان يدخل في إطار طموح اقتصادي استراتيجي، أم رغبة في الدخول إلى عالم كرة القدم من بوابة أحد أعرق الأندية الإنجليزية.

نادي بقيمة رياضية كبيرة وإكراهات مالية واضحة

بحسب موقع Transfermarkt، تبلغ القيمة السوقية لتشكيلة الفريق نحو 18.5 مليون يورو (أي ما يعادل حوالي 216 مليون درهم مغربي)، وفق آخر تحديث في أبريل 2025، كما اطلعت عليه جريدة “العمق”، بينما تشير بيانات منصة PitchBook إلى أن القيمة التقديرية الإجمالية للنادي، شاملة أصوله التجارية والعقارية، تقارب 35 مليون جنيه إسترليني (حوالي 455 مليون درهم مغربي).

غير أن المالك الحالي التايلاندي ديجفون تشانسيري، الذي يترأس النادي منذ 2015، يرفع سقف التوقعات المالية، إذ تشير تقارير صحفية إلى تقديرات غير رسمية تصل إلى 350 مليون جنيه إسترليني (ما يزيد عن 4.5 مليار درهم مغربي)، وهو رقم لا يعكس وضعية الفريق الحقيقية، لا من حيث الأداء الرياضي، ولا من حيث الاستقرار المالي.

ويعاني النادي من مشاكل مالية منذ سنوات، أبرزها تأخر في صرف رواتب اللاعبين، ومستحقات ضريبية متراكمة لدى مصلحة الضرائب البريطانية HMRC، إضافة إلى احتجاجات متزايدة من جماهيره بسبب ضعف النتائج وغموض التسيير.

الصفريوي.. من العقار إلى التشامبيونشيب؟

أنس الصفريوي، الذي يُصنَّف من بين أغنى رجال الأعمال في إفريقيا بثروة تتجاوز 16 مليار درهم مغربي، وفق تصنيف Forbes Africa لسنة 2024، بنى إمبراطوريته من خلال مشاريع الإسكان الاجتماعي والعقار في المغرب والقارة الإفريقية، عبر مجموعته “الضحى”.

وإذا كان اهتمام الملياردير الصفريوي بنادٍ إنجليزي يبدو مفاجئاً للبعض، فإن الولوج إلى السوق الرياضية الأوروبية وخاصة الإنجليزية بات يشكل جاذبية متزايدة لكبار المستثمرين، بالنظر إلى العائدات التجارية الضخمة للأندية، وقيمتها الرمزية في مجال التأثير الدولي.

بالنسبة للصفريوي، قد يمثل شيفيلد وينزداي بوابة مناسبة تجمع بين البعد الرمزي (نادي عريق متعثر) والإمكانية الاقتصادية (قيمة سوقية معقولة ومجال واسع لإعادة الهيكلة)، مع قابلية لتحويله إلى مشروع استثماري على المدى المتوسط.

استثمار رياضي أم توسع جيواقتصادي؟

إذا تم إتمام الصفقة، فسيكون أنس الصفريوي أول مستثمر مغربي يقتحم الدوري الإنجليزي عبر تملك نادٍ رسمي، وهو ما قد يفتح الطريق أمام رأسمال مغربي للبحث عن موطئ قدم في اقتصاد الرياضة العالمي.

خطوة كهذه قد تندرج ضمن استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل النفوذ الاقتصادي المغربي في الخارج، عبر أدوات جديدة تتجاوز العقار والصناعة التقليدية، لتطال قطاعات القوة الناعمة كالإعلام والرياضة.

ويبقى السؤال الأبرز: هل ينجح الصفريوي في إعادة إحياء “البومة” الإنجليزية؟ أم أن تعقيدات الملف المالي ستجعل من هذا الحلم مجرد محاولة عابرة؟

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *