بوعيدة: ما حدث في أديس أبابا ليس فشلا.. والمغرب مطالب بطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي

قلل البرلماني والقيادي في حزب الاستقلال، عبدالرحيم بوعيدة، من شأن ما وقع مؤخرا في القمة 38 للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، معتبرا أن ما حدث لا يمثل فشلا في الدبلوماسية المغربية. وأضاف بوعيدة أن ما جرى لا يتعدى كونه تهويلا لا مبرر له، موضحا أن الهجوم على وزير الخارجية ليس مفهوما ولا يفهم أهداف الحملة الموجهة ضده.
وشكلت القمة 38 للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا محطة دبلوماسية بارزة، حيث تمكن المغرب من دعم المرشح الجيبوتي محمود علي يوسف لرئاسة المفوضية الإفريقية، متفوقا على منافس مدعوم من الجزائر وجنوب إفريقيا. إلا أن خسارة المرشحة المغربية لطيفة أخرباش لمنصب نائبة الرئيس لصالح الجزائرية سلمى حدادي، جرت انتقادات كثيرة على عمل الخارجية المغربية.
وأكد بوعيدة في تصريحاته الأخيرة خلال استضافته في برنامج “نبض العمق”، الذي يُبث مساء كل جمعة على منصات جريدة العمق، أنه يجب النظر إلى الموضوع بشمولية، وأخذ الإنجازات التي حققها وزير الخارجية على امتداد سنوات من العمل الدبلوماسي، والتي كان لها أثر كبير في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وقال بوعيدة إن الانتقاد يجب أن يكون موضوعيا ولا انتقائيا، مشددا على أن أي انتقاد يجب أن يتناول جميع الوزراء في الحكومة بشكل عام، خاصة أن هناك عدة أعطاب ترتكب من قبل بعضهم. كما اعتبر أن وزارة الخارجية المغربية قد راكمت العديد من الإنجازات، وأنه من غير المقبول أن يتم تجاهل هذه الإنجازات بسبب ما وقع في أديس أبابا.
وحول منصب نائب رئيس المفوضية الذي كان موضوع الجدل، أبدى بوعيدة استغرابه من الضجة التي أثيرت حوله، معتبرا أن الجزائر هي التي دأبت على تضخيم مثل هذه الأمور. وأضاف أن المغرب لم يكن في حاجة إلى الترشح لهذا المنصب، وأنه كان من الأفضل عدم الدخول في هذا التحدي، مشيرا إلى أن من الممكن دعم دول أخرى، مثل مصر أو دول صديقة أخرى، في مثل هذه المناصب. وأوضح بوعيدة أن المغرب ليس ملزما بدخول مثل هذه المعارك.
وفي المقابل، شدد بوعيدة على ضرورة اختيار الكفاءات المؤهلة لمثل هذه المناصب في المستقبل. وقال إن المغرب يملك شخصيات مؤهلة على المستوى الإفريقي والدولي، وخصوصا من أبناء الأقاليم الجنوبية، الذين يمكنهم أن يلعبوا دورا كبيرا في تعزيز مصالح المملكة. وأضاف بوعيدة أن أحد الأمور التي تؤلم جبهة البوليساريو في المحافل الدولية هي مواجهة ممثلين من الأقاليم الصحراوية، حيث أن هذا يصيب تمثيليتها في الصميم.
وأكد بوعيدة أن المغرب لم يستفد بما فيه الكفاية من الكفاءات العائدة إلى الوطن، التي كان من الممكن أن تساهم في تعزيز دوره في القضايا الدولية والإفريقية. وقال بوعيدة: “لو أن المغرب رشح شخصية صحراوية لهذا المنصب، ستجعل الجزائر وجبهة البوليساريوفي حرج بالغ، مشيرًا إلى أن هذا كان من الممكن أن يكون له تأثير كبير في التحولات السياسية.
وفيما يتعلق بجبهة البوليساريو، أكد بوعيدة على ضرورة العمل على إخراجها من الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أنها ليست عضوا في هيئة الأمم المتحدة ولا تمتلك مقومات الدولة. وأضاف أن البوليساريو، كـ “مشروع سياسي فاشل” استمر لخمسة عقود دون أن يحقق أي تقدم، لا ينبغي أن يكون له مكان في الاتحاد الإفريقي. واعتبر أن هذا الرهان لا يجب أن تتحمله وزارة الخارجية وحدها، بل هو مسؤولية مشتركة تشمل الأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، وكل مؤسسات الدولة التي يجب أن تتكاتف لتحقيق هذا الهدف.
المصدر: العمق المغربي