خصّ الدولي المغربي السابق، عزيز بوحدوز، جريدة “” بحوارٍ تحدّث فيه عن انشغالاته الحالية، بعد اعتزاله ممارسة كرة القدم، صيف سنة 2024، عقب مسار مثّل فيه المنتخب الوطني وجاور فيه أندية عديدة، على غرار سانت باولي ودويسبورغ الألمانييْن والباطن السعودي.
وكشف صاحب الـ38 سنة أنه يعكس على دراسة مجال التدريب، ومُراكمة الشواهد في هذا الميدان، مُعرّجا في حديثه على ذكرى كأس العالم سنة 2018، حينما سجّل هدفا ضد مرمى “أسود الأطلس” أمام المنتخب الإيراني، إذ وجه شكره لكل من سانده في تلك الأزمة.
وفي ما يلي الحوار الكامل:
العمق الرياضي: بداية، كيف تمضي الأمور بالنسبة لك بعد وضع حد لمسارك الرياضي كلاعب؟
عزيز بوحدوز: بعد اعتزالي ممارسة كرة القدم، أخذت بعض الوقت للتفكير والتأمل وإعادة شحن مجهودي، لقد كان مسارا حافلا وبإيقاعات عالية بالنسبة لي كلاعب، والآن صفحة جديدة تنطلق بأهداف مُتجدّدة ومنظور مختلف.
العمق الرياضي: نُدرك أنك تدرس التدريب حاليا، هل هذا المجال هو الخطوة القادمة؟
بوحدوز: نعم/ أشتغل في الوقت الراهن على شهاداتي الخاصة بالتدريب، الطموح هو كسب التجربة سواء مع الفئات الشابة أو كمساعد مدرب، أو ضمن مشروع في بلدي المغرب. أستهدف التطور والتقدُّم إلى الأمام في هذا الميدان، خطوة بخطوة، مُستندا إلى الصبر والشغف.
العمق الرياضي: كيف ترى الرهان الذي ينتظر المنتخب الوطني المغربي في كأس أمم أفريقيا 2025؟
بوحدوز: كأس أمم أفريقيا هي فرصة عظيمة بالنسبة لنا، خاصة أنها ستُقام في بلدنا، نملك تركيبة بشرية قوية ومدرب مُتمرّس، بالإضافة إلى مساندة جماهيرية كبرى مُرتقبة. هؤلاء المناصرون يستحقون فعلا هذا النوع من الإنجازات والتتويج باللقب، واثق من أن اللاعبين سيُقدِّمون كل ما لديهم لكسب هذا التحدي، إن هذه المهمة ممكنة، لكن في الآن ذاته لن تكون بالسهلة واليسيرة.
العمق الرياضي: من هم اللاعبون الذين بإمكانهم صُنع الفارق داخل المنتخب الوطني؟
بوحدوز: أنطلق من أشرف حكيمي، الذي يُعتبر من أفضل اللاعبين في العالم، هو عنصر مفتاحي بالنسبة لنا. هناك كذلك ياسين بونو الذي يمنح الاستقرار والتجربة في حراسة المرمى، وأيضا أسماء أخرى مثل سفيان أمرابط ونايف أكرد ومنير المحمدي، إنهم يحملون المجموعة بحس قيادي كبير، فضلا عن أيوب الكعبي الذي يُعد قطعة أساسية في التركيبة البشرية. الجماهير المغربية أظهرت الكثير من الدعم والصبر، وتستحق رؤية اللاعبين وهم يبذلون كل ما لديهم لرفع اللقب.
العمق الرياضي: بالعودة إليك، تُخطّط إذن على المدى البعيد تسلق الدرجات في ميدان التدريب؟
بوحدوز: كرة القدم تمضي بسرعة، لكنني أرى نفسي مشتغلا كمدرب للمهاجمين، أود اتخاذ هذا المسار لكن دون استعجال ومساعدة المواهب الشابة على التطور خاصة في الأدوار الهجومية. المغرب لديه العديد من اللاعبين الواعدين، لكنه يفتقد قليلا للمهاجمين ذوي الاختصاص للمستقبل، وهذا بالتحديد ما أود المساهمة فيه، لبناء الجيل القادم من المهاجمين المغاربة.
العمق الرياضي: أعتقد أن ذكرى سنة 2018 لازالت تعيش في دواخلك، حظيت بعدها بدعم كبير وتعاطف؟
بوحدوز: تماما، 2018 كانت سنة مختلفة. رغم أن الأمور لم تسر بشكل جيد على أرضية الملعب، لكنني شعرت بمساندة منقطعة النظير من الجماهير المغربية، المناصرون المغاربة لا ينسون اللاعبين الذين يؤدون في الميدان بقلبهم، إنني أممتن لهم.
العمق الرياضي: ما رأيك في موقف أشرف حكيمي ضمن المنافسة على جائزة الكرة الذهبية؟
بوحدوز: أشرف هو نموذج مثالي للاعبين الشباب، رأيت الكثير من اللاعبين في مستواه ممن كانوا لا يمكلون أي حماس لخوض مباريات أمام منتخبات مثل الطوغو، في ملاعب صعبة وطقس تبلغ درجة حرارته 40، لكن رغم أنه لاعب عالمي، حكيمي كان دائما يرغب في تمثيل المغرب ومنح كل شيء، إنه يستحق كامل الاحترام بسبب هذا السلوك. أشرف يملك كامل الشرعية للاعتراف به على المستوى العالمي، رغم أن إحراز الكرة الذهبية مهمة صعبة بالنسبة للمدافعين.
العمق الرياضي: تحدث لنا عن هذه الأسماء باقتضاب؛ ياسين بونو، منير المحمدي، وليد الركراكي..
بوحدوز: بونو هو حارس عالمي ويجلب الكثير من الأمان للمرمى. أما المحمدي فقد كان دائما حاضرا ويستحق الكثير من الاحترام، فيما الركراكي صنع التاريخ كمدرب، ما حققه رفقة المنتخب الوطني سيظل راسخا في الذاكرة.
العمق الرياضي: كلمة أخيرة..
بوحدوز: أود بكل صدق توجيه الشكر لكل الجماهير المغربية على دعمها، ليس فقط أثناء مساري الكروي، لكن حتى في الوقت الحالي، حافظوا على شغفكم باللعبة وفخركم بالوطن، أنتم اللاعب رقم 12، وبجانبكم كل شيء ممكن، إن شاء الله.
المصدر: العمق المغربي