بن الشيخ: الأمازيغية ستبقى حية وأرقام بنموسى لا تعكس الواقع (فيديو)
سلطت الناشطة الأمازيغية أمينة بن الشيخ عن واقع اللغة الأمازيغية في المغرب، مشيرة إلى التقدم الذي حققته منذ أن تم ترسيمها في دستور 2011، رغم التحديات التي لا تزال تواجهها. قالت بن الشيخ إن اللغة الأمازيغية كانت، في الماضي، مصنفة ضمن اللغات المهددة بالانقراض من قبل منظمة اليونسكو، إلا أن الوضع تغير بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بفضل الاعتراف الرسمي بها.
وأكدت أن الأمازيغية لم تكن مجرد لغة محكية، بل كانت جزءا من الهوية الثقافية المغربية لقرون طويلة، وأن الحضور المستمر للغة في الحياة اليومية للمواطنين، خاصة في الاحتفالات مثل رأس السنة الأمازيغية، دليل على استمرارها وانتشارها.
وأكدت أمينة بن الشيخ، المكلفة بملف الأمازيغية لدى رئاسة الحكومة خلال مشاركتها في برنامج “نبض العمق” الذي تبثه جريدة “العمق” كل جمعة على الساعة السادسة مساء أن الأرقام التي أعلنتها المندوبية السامية للتخطيط حول عدد المتحدثين باللغة الأمازيغية لا تعكس الواقع بشكل دقيق. واعتبرت أن هذه الإحصائيات تتجاهل استخدام اللغة الأمازيغية في الحياة اليومية لكثير من المواطنين، مشيرة إلى أن الأرقام التي تفيد بتراجع المتحدثين بالأمازيغية تحتاج إلى إعادة النظر.
وكان المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، قد كشف في وقت سابق بناء على نتائج الاحصاء العام للسكان والسكنى، أن حوالي 91.9% من السكان اللغة الدارجة المغربية، بينما يستخدم 24.8% اللغة الأمازيغية، فيما يستخدم الحسانية 1% من المغاربة.
وأوضحت بن الشيخ أن اللغة الأمازيغية ما زالت حاضرة بقوة في مختلف المناطق المغربية، بدءا من الريف وسوس والأطلس وصولا إلى المدن الكبرى مثل الدار البيضاء. وأكدت أنها، من خلال عملها وزياراتها العديدة إلى هذه المناطق، تلاحظ أن الأمازيغية لا تزال تُستخدم بشكل يومي من قبل المواطنين، حتى وإن لم تكن في جميع الحالات اللغة الوحيدة. كما أشارت إلى أنه في كثير من الأحيان، قد لا يتم احتساب الأشخاص الذين يعرفون الأمازيغية ولكنهم لا يستخدمونها بشكل منتظم في حياتهم اليومية، وهو ما يؤثر على دقة الإحصائيات.
وتحدثت عن تجربتها في المدرسة الإسبانية في الرباط، حيث لاحظت أن الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات ريفية، رغم تعلمهم للغة الإسبانية في المدرسة، يستمرون في التحدث بالأمازيغية داخل أسرهم وفي حياتهم اليومية. هذه الظاهرة تتكرر في العديد من المناطق المغربية، مما يدحض الادعاءات بتراجع استخدام اللغة الأمازيغية بشكل كامل.
بن الشيخ لم تتوقف عند هذه النقطة، بل تساءلت أيضا عن دقة تعريف “المتحدثين” باللغة الأمازيغية في الإحصائيات التي أصدرتها المندوبية. وأكدت أن الأشخاص الذين يعرفون الأمازيغية ويستطيعون التحدث بها قد لا يتم احتسابهم في الإحصائيات إذا لم يستخدموها بشكل يومي. وبذلك، فالإحصائيات قد تكون قاصرة في تقديم صورة حقيقية عن مدى انتشار اللغة.
وأشارت إلى أن هناك خوفا حقيقيا في صفوف الفاعلين في الحركة الأمازيغية من أن تؤدي هذه الإحصائيات إلى اتخاذ قرارات سياسية قد تكون ضارة باللغة الأمازيغية، حيث قد يُستند إليها لتقليص الجهود الحكومية في دعم اللغة الأمازيغية. وأوضحت أن هذا قد ينعكس سلبًا على السياسة العامة المتعلقة بالحفاظ على اللغة الأمازيغية وتعزيزها في المستقبل.
بن الشيخ ذكرت أيضا أن هذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها المخاوف حول نتائج الإحصاء، فقد حدث ذلك في سنوات سابقة مثل 2004 و2014، حيث كانت هناك تحذيرات من أن المنهجيات المتبعة في جمع المعطيات قد لا تلتزم بالمعايير الدولية التي توصي بها الأمم المتحدة. وأشارت إلى أن المندوبية السامية للتخطيط لم تطرح أسئلة واضحة حول استخدام اللغة في الاستمارات التي تم توزيعها على المواطنين، وهو ما جعل نتائج الإحصاء محل شك.
المصدر: العمق المغربي