اعتبر كاتب الدولة المكلف بالإسكان، أديب بن إبراهيم، أن “الخطأ” في فاجعة انهيار عمارة سكنية بمدينة فاس، قبل أسابيع، والتي خلفت 9 قتلى و7 جرحى، يجلى في عدم وجود تمثيل لـ”الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط” في اللجان الإقليمية المختصة بالمباني الآلية للسقوط.
ودعا كاتب الدولة إلى إعادة النظر في صلاحيات الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط، قائلا: “لا نرى مفعولها (الوكالة)، فهي لا تدخل ضمن اللجان الإقليمية التي لها صلاحية تدبير المباني الآيلة للسقوط، علما أن هذه الوكالة أحدثت بموجب قانون في 2017 وتم إنشاؤها في 2019 خلال الحكومة السابقة”.
ووصف كاتب الدولة المكلف بالإسكان، في تفاعله مع طلب إحاطة تقدم به كل من الفريق الاشتراكيالمعارضة الاتحادية، والمجموعة النيابية للعدالة والتنمية، خلال نهاية جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، مساء اليوم الإثنين، دور الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط بأنه “غير مفهوم”.
وأوضح بن إبراهيم أنه في الوقت التي تضم اللجان الإقليمية حول المباني الآيلة للسقوط، ممثلين عن 12 قطاعا حكوميا إلى جانب رئيس الجماعة والوكالات الحضرية، وتحت رئاسة الولاة، فإنها تخلو من أي تمثيلية للوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط.
وتابع قوله: “الغلط هو أن الوكالة الوطنية للتجديد الحضري غير ممثلة، وبالتالي ليس لها دخل مباشر، أي أنها تشتغل عند الطلب، فإذا طلبتها اللجنة الإقليمية ستشتغل مثلها مثل مؤسسة العمران”، متساؤلا بالقول: “علاش جات هذه الوكالة الوطنية؟، الأمر غير مفهوم، ويجب إنشاء شركات تنمية محلية لتكون هناك مواكبة دائمة للمنازل الآيلة للسقوط، وبالتالي توقيع اتفاقيات مع الجماعة”.
ففي فاجعة فاس، يقول المتحدث، “خرجت 8 أسر وظلت 5، ووقعت الفاجعة. والقانون 94.12 المنظم للمباني الآيلة للسقوط وتنظيم عمليات التجديد الحضري، ترك الأمر للشأن المحلي عبر إجبارية خلق لجان إقليمية مهامها تحديد المباني الآيلة للسقوط، واتخاذ التدابير التقنية والمالية والاقتصادية لمعالجة هذه المباني، مع إنجاز تقارير عن المباني الآيلة للسقوط”.
وأوضح أن قرار إخلاء البنابة المذكورة اتخذ خلال الولاية السابقة، حيث لم يكن القانون 94.12 قد دخل حيز التنفيذ بعد، مشيرا إلى وجود لجنة محلية، حينها، ضمت جميع القطاعات المعنية، ويتعلق الأمر بوزارات السكنى والداخلية والمالية والوالي ورئيس الجماعة ومؤسسة العمران، وأنحزت تقارير ووجهتها إلى الجماعة.
وتابع قوله: “في 2018 دخل القانون المذكور حيز التنفيذ، والذي كان يستوجب على رئيس الجماعة اتخاذ قرار الإخلاء والإعلان عنه، ويمنع الدخول للمباني الآيلة للسقوط، كما يجوز له توجيه طلب كتابي إلى العامل أو الوالي لتسجير القوة لإفراغ السكان”، مشيرا إلى أن هذا الإجراء هو الذي يجب أن يتم على أرض الواقع.
وبخصوص التمويلات، قال كاتب الدولة إن الوزارة الوصية كانت قد أعطت جميع تمويلاتها خلال سنوات 2018 و2019 و2020، بينما أعطت جماعة فاس نصيبها من التمويلات المحددة في 50 في المائة، خلال يناير 2025، مردفا بالقول: “أنا لا أحمل المسؤولية لأحد بل أدلي فقط بالمعطيات”.
وفي هذا الصدد، أشار المتحدث إلى أن المادة 100 من القانون التنظيمي للجماعات تنص على مسؤولية رئيس الجماعة في مراقبة المباني الآية للسقوط والمباني المهملة واتخاذ جميع التدابير اللازمة ضمن نطاقه.
ودعا بن إبراهيم إلى التفكير في معالجة هذه المشاكل بدون “مزايدات”، مشددا على أنه لا يمكن معالجة كل مبنى على حدة في واقعة فاس، بل ضمن حي بكامله، لافتا إلى أن وزارته تعمل مع وزارة الداخلية من أجل إيجاد حل شمولي على أساس إعادة الإسكان.
إلى ذلك، وفي تعقيبه على موضوع “فاجعة فاس” خلال إجابته على أسئلة شفوية في نفس الجلسة، اعتبر كاتب الدولة أن وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس هي المكلفة بمعالجة مشاكل المدينة العتيقة.
وأشار إلى أن معالجة المباني الآيلة للسقوط يجب ألا تكون بالطريقة الحالية التي تعتمد على البناية المستهدفة، خصوصا إذا كان المشكل قائما في الحي بأكمله، داعيا إلى التفكير في اعتماد نفس مقاربة معالجة دور الصفيح، من خلال إعادة الإسكان وليس إعادة البناء في نفس المنطقة.
المصدر: العمق المغربي