بنعبد الله يرد على قيادة حزب “الأحرار”
بعد الانتقادات الحادة التي وجهت له ولحزبه على لسان قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار نهاية الأسبوع، في لقاء منتخبي مدينة أكادير، خرج نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، للرد على “الأحرار”، واصفا الكلام الصادر عن راشيد الطالبي العلمي بـ”الساقط”، والحكومة بـ”شبه المقدسة”.
وقال بنعبد الله، في لقاء مباشر مع الفريق النيابي لحزبه بمجلس النواب، اليوم الإثنين، حول المستجدات السياسية، مخاطبا رئيس الحكومة: “أقول للسيد رئيس الحكومة إذا كان هناك ارتباك فهو ليس عندنا؛ فهذه ممارسة راقية وسامية للنقد والتعبير عن الدور المنوط بالأحزاب السياسية والمعارضة تحديدا”، مؤكدا أن “الارتباك عند الذي أعطى التعليمات لهؤلاء لكي يجيبوا بهذه الطريقة الساقطة”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “رد قادة الأحرار على الرسالة التي وجهها حزب الكتاب إلى رئيس الحكومة حول حصيلة نصف الولاية تؤكد أنه لا يحق لأي كان انتقاد هذه الحكومة شبه المقدسة”، وزاد: “هؤلاء يريدون إعادتنا عقودا إلى الوراء من خلال ممارستهم”.
ومضى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية مهاجما العلمي: “لدينا ملاحظات كثيرة مرتبطة بتساؤل مشروع، هل البرلمان يضطلع فعلا بدوره التشريعي بشكل كامل وغير منقوص؟”، وتابع موضحا: “يكفي أن نؤكد أنه في ظل الحكومة الحالية كل المقترحات التشريعية التي أتت من طرف الفرق البرلمانية لم تتم الالتفاتة إليها، وكأن كل ما يقترح من فرق الأغلبية أو المعارضة ليس في مستوى أن يلتفت إليه”.
واعتبر بنعبد الله أن حضور رئيس الحكومة إلى مجلس النواب “يتم وفق الهوى وعندما يريد، وليس في المواعيد المحددة باستمرار”، مردفا: “كنا على رأس من قدم مساءلات أساسية على هذا المستوى، وهكذا يتم تقدير هذا البرلمان من قبل الحكومة”.
واستغرب أمين عام “حزب الكتاب” تصريحات الحكومة والحزب الذي يقودها حول حصيلتها لنصف الولاية، موردا: “في سنتين ونصف السنة حققت ما التزمت بتحقيقه في 5 سنوات، وما لم تحققه في المغرب أي حكومة في خمس سنوات.. ‘تبارك الله’ ينبغي أن نسأل المغاربة عن ذلك”، مؤكدا أن “الرسالة التي وجهها الحزب إلى رئيس الحكومة جاءت لتضع الرأي العام الوطني حكما بيننا”، وزاد: “نتوجه بمراسلة بشكل راق ويتم التوجه إلينا ‘بلا حشمة بلا حياء بتخراج العينين’.. لم أعرف كيف قرؤوا الدستور ليتوجهوا إلينا على أساس أننا في وضعية شرود دستوري، بمعنى أن الساحة السياسية غير موجودة”.
وواصل بنعبد الله مبينا: “تأتون إلى البرلمان لتمرير ما تريدون تمريره، والمعارضة لا تعترفون بدورها إلا إذا سارت في سياق التصفيق والتطبيل للحكومة، والعكس إن انتقدت ووجهت لكم رسالة مفتوحة ليس فيها قسط من الهجوم الشخصي على أي كان”، معتبرا أن “القول إن كل شيء تحقق ينم عن استعلاء ويبين حجم الغرور الذي أنتم فيه”، ولافتا إلى أن “هذه النتائج تستند إلى آراء واستشارات مكاتب الدراسات المختلفة التي صلتها بالمجتمع منعدمة ويصدقونها؛ ولذلك هناك حساسية مفرطة أمام أي انتقاد يمكن أن يوجه لها”.
وأفاد السياسي ذاته بأن حزبه تعرض لـ”رسالة ملكية إلى جانب أطراف أخرى وأشخاص آخرين في الحسيمة”، وأضاف: “الأصل يعود إلى ما حدث في الصيد البحري والوفاة التي وقعت آنذاك، ومن كان وزيرا للفلاحة والصيد البحري آنذاك، والقصة وكل ما أتى بعد ذلك من تطورات سلبية”، واسترسل: “توصلنا بالرسالة وفهمنا مغزاها وأنها مرتبطة أساسا بمواقفنا وصمودنا ووفائنا لتحالف حكومي، لأننا عندما نقوم باختيارات نذهب فيها إلى نهايتها كحزب مستقل، وأدينا ثمن مواقفنا والجميع يعلم ذلك”، معتبرا أن “العلمي كان من بين المنفذين الأساسيين للعملية التي كان يقودها من غادر اليوم الساحة السياسية والحمد لله، والذي كان يأمر عددا من الفاعلين السياسيين من أحزاب مختلفة، ومنهم السيد رئيس المجلس”، في إشارة إلى إلياس العماري، الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة.
“كانوا ينفذون بشكل طيع وبخنوع مجموعة من التعليمات التي أفسدت الفضاء السياسي وتدخلت في شؤون أحزاب مختلفة، وأدت إلى ما نحن عليه اليوم في هذا الفضاء السياسي من هوة بين الأحزاب والمؤسسات والحكومة والرأي العام الوطني”، يورد بنعبد الله، الذي ختم مخاطبا العملي: “من الأحسن أن يعطينا (التيساع) لأنه إذا قرر أن يستمر خاصة في توجيه بعض الاتهامات والكلام الساقط ضد حزب التقدم والاشتراكية … وإن عدتم عدنا”.
المصدر: هسبريس