اخبار المغرب

بنسعيد يكشف عن خطوات استراتيجية لتحويل المغرب إلى قوة في الذكاء الاصطناعي

أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد، أن المغرب يسعى إلى اعتماد استراتيجية متوازنة في مجال الذكاء الاصطناعي، تجمع بين الاستفادة من التقنيات العالمية وتطوير القدرات المحلية والسيادية.

وأوضح بنسعيد، خلال عرضه أمام المجموعة الموضوعاتية حول الذكاء الاصطناعي بمجلس النواب، الثلاثاء، أن هذه المقاربة تهدف إلى ضمان السيادة الوطنية على البنى التحتية الحيوية والبيانات الحساسة، مع تعزيز بيئة مفتوحة وآمنة تضمن استخداما أخلاقيا وشاملا لهذه التقنيات لصالح المواطنين.

وأشار الوزير إلى أن المغرب يعزز مكانته كفاعل رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى القارة الإفريقية، ويطمح لأن يصبح مركزا إقليميا للتحول الرقمي، مضيفًا أن المغرب أطلق عدة مبادرات استراتيجية لتعزيز اعتماد الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.

ومن بين أهم المبادرات التي أشار إليها بنسعيد، إطلاق برامج تدريبية في الذكاء الاصطناعي في دور الشباب المنتشرة في جهات المملكة، ضمنها البرنامج الوطني “AI MASTER JUNIOR” الذي يهدف إلى تكوين 200,000 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و18 سنة، بهدف تقليص الفجوة الرقمية وتعزيز الاستخدام الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويشمل هذا المشروع، بحسب المسؤول الحكومي، شراكات مع وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ووزارة الاقتصاد والمالية، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، مضيفًا أنه سيتم إدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية لضمان تأهيل الشباب لمواجهة تحديات العصر الرقمي والمساهمة في التنمية الاقتصادية للمغرب.

وأضاف بنسعيد أن وزارته تعمل على دعم الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أنه من بين الخطوات التي تم اتخاذها تطوير تطبيقات للألعاب الإلكترونية التي تدمج الذكاء الاصطناعي وتستهدف المواقع الثقافية، بشراكة مع الشركة المغربية للهندسة السياحية، كما تم إطلاق برنامج “حاضنة ألعاب الفيديو” بالتعاون مع السفارة الفرنسية في المغرب، لدعم رواد الأعمال في قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية.

من جهة أخرى، أشار بنسعيد إلى التزام الوزارة بتنفيذ توصيات اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما أكد على أهمية المشاركة الفاعلة في المناقشات الدولية حول الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي، تحت إشراف اليونسكو والأمم المتحدة، بهدف ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع المعايير الأخلاقية العالمية.

وفي إطار تحسين الخدمات العمومية، كشف المتحدث، عن إطلاق روبوت محادثة يعتمد على الذكاء الاصطناعي (CHATBOT AI) في النسخة الجديدة من البوابة الوطنية للمغرب MAROC.MA، لتسهيل الوصول إلى المعلومات الرسمية وتحسين تجربة المستخدم. كما تم إدخال تقنيات التعرف على الشخصيات في الأرشفة الفوتوغرافية لتحسين الوصول إلى الوثائق وتنظيم الأرشيف الوطني.

وأردف أن رؤية وزارة الشباب والثقافة والتواصل تستند إلى تحقيق توازن بين الابتكار وحماية البيانات. بالإضافة إلى تعزيز الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي، أوضح بنسعيد أن الوزارة تعمل على توعية الشباب والجمهور العام بأهمية هذه التقنيات عبر حملات رقمية، ودعم تطور الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي.

وأكد المسؤول الحكومي، أن الذكاء الاصطناعي يمثل رافعة استراتيجية لتنمية المغرب، وأن الوزارة تلتزم بالابتكار والتحول الرقمي لتحقيق ذلك، مما يساهم في تعزيز مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *