بنسعيد يعول على الذكاء الاصطناعي لتسهيل ولوج المرتفقين للخدمات

أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل وضعت برنامجا لرقمنة المساطر والخدمات الموجهة للمؤسسات والشباب والطفل والمرأة، داعيا جميع القطاعات الحكومية لاعتماد التكنولوجيا السحابية.
وأوضح بنسعيد، في معرض جوابه على سؤال كتابي للنائبة البرلمانية عن الفريق الحركي، سكينة لحموش، أن قطاع الشباب وضع خطة عمل تهم رقمنة المساطر والخدمات الموجهة للمؤسسات والشباب والطفل والمرأة، على غرار منصات “جواز الشباب”، “متطوع”، وكذا نظام معلوماتي يخص رخص وتدبير استغلال دور الحضانة الخاصة.
كما عملت المصالحة المختصة داخل القطاع على وضع برامج تكوينية وتحسيسية في مجال الذكاء الاصطناعي، والأمن المعلوماتي والبرمجة لفائدة الشباب والمرأة بمختلف دور الشباب ومراكز التأهيل المهني، وذلك من خلال إبرام شراكات وطنية ودولية مع مختلف الفاعلين في هذا المجال، حسب المسؤول الحكومي.
أما بخصوص التكنولوجيا السحابية والتي تشكل رافعة هامة لتسريع الانتقال الرقمي وبنية تحتية أساسية تتيح تخزين ومعالجة المعطيات عبر خوادم متفرقة وسهلة الولوج عن طريق الأنترنيت، يضيف بنسعيد، فقد شرع قطاع الشباب في تنفيذ مشاريع تهدف إلى تجسيم كل المنصات الرقمية بالأمكنة المعلوماتية الخاصة به، وتوطينها عند مزودي خدمة التكنولوجيا السحابية داخل التراب الوطني، إيمانا منه بما توفره من مستوى جيد لحماية المعطيات والأمن المعلوماتي، وكذا جودة الوصول إلى الخدمات من قبل المرتفقين بكفاءة عالية.
وشدد بنسعيد على ضرورة اعتماد جميع القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية هذه التكنولوجيا بإشراف القطاع الحكومي المكلف بالانتقال الرقمي، وبتعاون مع وكالة التنمية الرقمية، من خلال وضع تخطيط لاعتماد التكنولوجيا السحابية السيادية، السحابة الخاصة “CLOUDING PRIVIE”، والسحابة الخاصة “CLOUDING PUBLIE”.
تحديث البرامج في قطاع الثقافة
وفي مجال الثقافة، أبرز بنسعيد أن هذا القطاع قام بتحديث البرامج والخدمات التي يقدمها المكونات العمومية لروادها من خلال تطوير خدمات في عين المكان وعن بعد، منها الاشتراك في مكتبة رقمية تحتوي على أزيد من 328.480 ألف كتاب إلكتروني في ميادين معرفية شتى، وتوفر محتوى رقمي يتجدد باستمرار ويواكب حاجات القراء، فضلا عن تشجيعه على القراءة وتقريب الكتاب.
كما يزود القطاع، حسب المتحدث ذاته، من خلال هذه الخدمة تعزيز الرصيد الوثائقي للمكتبات العمومية وتوسيع تداول المكتبة الرقمية من طرف أكبر عدد من المكتبات، وإتاحة ما يقارب 9979 حساب لفائدة منخرطيها، مشيرا إلى أن هذه المنحة تضم بمحتواها الرقمي الهام ما يزيد عن 20.600 عنوان باللغة العربية.
ولفت المسؤول الحكومي أن عملية تطوير رقمنة الذكاء الاصطناعي والمعطيات الرقمية بالمكتبات العمومية تتطلب من القطاع الوعي بإمكانيات مالية مهمة للتواصل مع الذكاء الاصطناعي وتطوير رقمنة الخدمات.
تعميم الكتاب
أما في مجال تعميم الكتاب، وفي إطار الورش الوطني الحيوي والذي يتجدد أداء المرفق السمعي وتحسين أداء الأجهزة الإدارية، وحرصا على تيسير ولوج المواطنات والمواطنين للخدمات العمومية التي يقدمها قطاع الثقافة، فقد انخرط هذا الأخير في مشروع استثمار الإمكانات الواعدة التي يتيحها التحول الرقمي، حسب بنسعيد.
ووفق المسؤول الحكومي فقد تم اعتماد مخططات في مجال دعم النشر والكتاب من قبيل تمكين كل من مقاولات النشر المغربية، والمؤسسات المطبخية الوطنية، والجمعيات الثقافية العاملة في المجال النشر، والمؤسسات الناشرة للمجلات الثقافية الورقية والإلكترونية، ومكتبات البيع، والكتاب الراغبين في الاستفادة من برامج الدعم الذي يطبقه القطاع بصورة في مجلات النشر والكتاب، والذي يتم ترشيحهم رقميا، بعد أن يتم اعتماد مسطرة إيداع مشاريع طلبات الدعم رقميا عبر منصة إلكترونية، بما خفف على حاملي المشاريع أعباء الإرسال الورقي أو التنقل إلى مقرات الإدارات المعنية، كما حرص القطاع على الاحترام بمبدأ تبسيط المساطر والإجراءات الإدارية إلى المفهوم البينيا الأوروبية.
كما تم تمكين الكتاب والأدباء والمثقفين المغاربة من التربع خارج المغرب للكتاب عبر منصة إلكترونية خاصة بهم، لما ييسر وبإمكانية الولوج لهذا الاستحقاق الوطني لقطاع واسع من الكتاب والكتاب المغاربة من داخل المغرب وخارجه، مع تخصيص القطاع لجزء مهم من الدعم المالي المقدم في إطار برنامج دعم النشر والكتاب لفائدة الكتب الرقمية والمجلات الثقافية الإلكترونية واعتماد منصة رقمية لتلقي طلبات الاستفادة من دعم المشاريع الثقافية والفنية في مجالات (المسرح، الموسيقى والأغنية والفنون الاستعراضية والكوريغرافية، الفنون التشكيلية والبصرية).
وجرى، حسب بنسعيد، اعتماد منصة رقمية (Vacation R) وهي إشارة للأساتذة المكلفين بالتدريس (المرضين) والراغبين في الحصول على ترخيص لمزاولة مهام التدريس داخل المعاهد الموسيقية، فضلا على اعتماد منصة رقمية لتلقي طلبات الراغبين في الحصول على البطاقة المهنية للفنان.
وفي إطار إدماج التكنولوجيا الرقمية لخدمة التراث الثقافي، يؤكد بنسعيد، قامت هذه الوزارة بإطلاق التطبيق الإلكتروني “طريق الإمبراطوريات”، الذي يوفر للمستخدمين القيام بزيارات افتراضية للأربعة أبعاد الستة مواقع أثرية مغربية هي: أكدير أوغافل، جبل إيغليغر، “صهلامة”، زاكورة، ومنطقة آقا ومنطقة تلوطة، مع إعطاء توصيات دقيقة ومعلومات شاملة حول هذه المواقع الأثرية.
كما قامت الوزارة برقمنة خزانة صور مديرية التراث الثقافي، وإطلاق بوابة إلكترونية تحت عنوان “بوابة التراث الثقافي المغربي”، موجهة لعموم المواطنين، ويمكن الولوج إليها عبر الموقع الإلكتروني: www.heritagemaps.ma، وقامت الوزارة أيضا بتخصيص دعم سنوي للإنتاجات الرقمية الوطنية التي تسعى للترويج للتراث الوطني المادي وغير المادي بمختلف مناطق العالم على الأنترنت، بالإضافة إلى إطلاق مشروع “Why Morocco ? “، والذي تعد أولى سلسلة من الفيديوهات لاكتشاف التراث الثقافي المادي وغير المادي والتعريف به، من خلال كبسولات قصيرة المدة (دقيقة و 30 ثانية)، باللغة العربية مع ترجمة اللغة الإنجليزية.
قطاع التواصل
وشدد بنسعيد على أن قطاع التواصل يعمل من خلال استراتيجية الوزارة في هذا الإطار، والهادفة إلى تحسين الكفاءة، وزيادة فعالية التواصل، وتقديم خدمات مخصصة وأكثر دقة لتوفيق العلاقة بين المؤسسات والمرتفقين وكذا مع العموم، من أجل تحقيق أهداف التواصل بفعالية ونجاعة، وبالتالي فإن قطاع التواصل منخرط بدوره في إجراء هذه الاستراتيجية عبر العديد من المجالات المتصلة بتجويد الخدمات ورقمنة الرؤية المستقبلية لاعتماد الذكاء الاصطناعي في مجال تطوير قطاع التواصل بالوزارة.
ويتفاعل القطاع، حسب المتحدث ذاته، بشكل متزايد مع وتيرة التحول الرقمي المتسارع الراهن، وعينها القط الوطني للانتقال الرقمي، من خلال المشاركة الفعلية في برنامج التعاون مع الأمم المتحدة في مجال الاستعمال الجيد للذكاء الاصطناعي من جهة، وبتنسيق مع القطاع الانتقال الرقمي المشترك معه مع منظمة اليونسكو من جهة ثانية.
وأبرز وزير الشباب أن قطاع التواصل ينخرط عمليا في مختلف الملتقيات والمؤتمرات والندوات الدولية والوطنية ذات الصلة، كل أن القطاع مسترشد في تقنين تنزيله للاستعمال الجيد للذكاء الاصطناعي ضمن تصور منهجي يروم الملاءمة الواجب اعتمادها، استنادا إلى تيسير وتوصيات ميثاق الإعلامات لدى الاصطناعي،
وأكد أن فإن الوزارة اعتمدت رقمنة كهوية استراتيجية في تدبير العديد من الجوانب الإدارية والخدمات للمرتفقين، وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى بعض المؤشرات على مستويات عدة منها مشروع رقمنة الرصيد الوثائقي وخاصة في مجال الصورة واستخدام الذكاء الاصطناعي في توجيه التعريف على الشخصيات في الصور واستعمال الذكاء الاصطناعي في مقاطع فيديو حول تاريخ المغرب واعتماد الرقمنة في مجال المشاريع والخدمات.
ويواصل القطاع، حسب بنسعيد، تنزيل باقي محاور الاستراتيجية الوطنية للانتقال الرقمي في مجال التواصل عبر تكريس مبدأ تقريب الإدارة من المرتفقين ومن العموم وتكريس مبدأ الولوج إلى المعلومة عبر الوسائط الرقمية وتسريع وتجويد أداء المرافق للخدمات في أمثل الظروف مع مواصلة تنفيذ رقمنة الرصيد الوثائقي باعتماد الذكاء الاصطناعي للتعرف التلقائي على المضامين الخاصة بتاريخ المغرب.
وأكد أن الرؤية المستقبلية للقطاع تنخرط موضوعيا في أفق الاستراتيجية الوطنية للانتقال الرقمي، ووفقا للالتزامات الدولية للمغرب في مجال الاستعمال الجيد للذكاء الاصطناعي من جهة، وفي ما يتعلق باعتماد التكنولوجيا السحابية، فإن القطاع ينخرط، وفق تعبيره، من حيث المبدأ في هذا المشروع المستقبلي ضمن حدود الصلاحيات المكفولة له، واحترام الاختصاصات المكفولة للمؤسسات الوطنية المتدخلة، خاصة في مجال حماية المعطيات الشخصية والأمن السيبراني.
المصدر: العمق المغربي