أكد وزير الثقافة والشباب والتواصل محمد المهدي بنسعيد، أن الوزارة تولي أهمية كبرى للنهوض بالثقافة في جميع ربوع المملكة، بما فيها المناطق القروية التي تواجه تحديات على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات الثقافية.
وأوضح الوزير خلال رده على سؤال البرلماني حول وضعية الفن والثقافة في الوسط القروي، أن الوزارة تعتمد مجموعة من التدابير لتعزيز الدينامية الثقافية في هذه المناطق، أبرزها التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث تعول على استثمار التحول الرقمي لتقريب الثقافة من الشباب في القرى والمناطق النائية، من خلال الكتاب الرقمي والخدمات الرقمية عن بعد، مشيرا إلى أن هذه المكتبة الرقمية الوطنية، توفر أكثر من 328 ألف كتاب إلكتروني في مجالات معرفية متنوعة، مع محتوى متجدد باستمرار لمواكبة حاجيات القراء.
وتحدث بنسعيد عن دعم المبادرات الثقافية، حيث يشمل الدعم الأشخاص الذاتيين والجمعيات النشيطة في مختلف الأقاليم عبر برامج سنوية للمشاريع الفنية في مجالات الموسيقى، والفنون الكوريغرافية، والمسرح، والفنون التشكيلية، مسجلا أن القطاع يولي أهمية خاصة للمبادرات الموجهة للشباب في الوسط القروي لتعزيز المشاركة الثقافية والانخراط المجتمعي.
وأشار الوزير في جوابه على سؤال رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب ادريس السنتيسي، إلى تنظيم المهرجانات التراثية، حيث يشرف القطاع على عدد من المهرجانات سنويا بهدف تثمين الموروث الثقافي غير المادي وإبراز تنوع وتعدد التعبيرات الفنية الشعبية. وتشارك فرق فنية من مختلف مناطق المملكة، بما فيها الوسط القروي، لتقديم إبداعاتها والمساهمة في إشعاع الثقافة المحلية.
وبخصوص رقمنة الأنشطة الثقافية، لفت الوزير إلى إطلاق الوزارة منذ سنة 2022 منصة DAAM، التي تمكن الفنانين والفاعلين الثقافيين من إيداع ملفات طلب الدعم إلكترونيا في مجالات الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية، وذلك لتسهيل الولوج إلى برامج الدعم وضمان مزيد من الشفافية والنجاعة في تدبير الموارد العمومية. كما تم تطوير منصات رقمية لتنظيم أنشطة تربوية وتكوينية عن بعد وإتاحة محتوى ثقافي متنوع.
وكشف بنسعيد أن الوزارة تمتلك قافلتين متنقلتين لتقريب الكتاب من المواطنين وتشجيع القراءة في القرى والمناطق النائية التي تفتقر إلى المكتبات العمومية. وتشمل جولات القوافل نوادي للقراءة وساعات حكي وعروضاً وثائقية وورشات للبحث البيبليوغرافي، بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وقطاع الشباب والجهات الحكومية المعنية، ما يوفر فرصة للتلاميذ والتلميذات للتعرف على الأدب والعلوم والثقافة بطريقة تفاعلية.
وأكد المسؤول الحكومي أن هذه التدابير تندرج ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى إشعاع الثقافة في جميع مناطق المملكة، وتقريب الخدمات الثقافية من المواطنين، مع التركيز على تعزيز مشاركة الشباب وتمكينهم من التعبير عن إبداعاتهم في فضاءات وطنية متنوعة، سواء على المستوى الحضري أو القروي.
المصدر: العمق المغربي
