اخبار المغرب

بمشاركة تركيا وروسيا .. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن طائرة الرئيس الإيراني

تواصلت ليل الأحد الإثنين في شمال غرب إيران عمليات البحث عن مروحية كانت تقلّ الرئيس إبراهيم رئيسي حين تعرّضت لـ”حادث”، وفق ما أفاد مسؤولون ووسائل إعلام رسمية.

وأشار رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند إلى أن موقع الحادث “لم يُحدّد بعد” ليل الأحد الإثنين فيما تواصل فرق الإنقاذ بحثها “في ظروف صعبة” في منطقة جبلية تشهد أمطارًا غزيرة وضبابًا كثيفًا.

إلى ذلك، أرسلت تركيا 32 عامل إنقاذ وست مركبات إلى إيران للمشاركة في عمليات البحث الجارية عن المروحية التي كان على متنها الرئيس إبراهيم رئيسي حين تعر ضت لحادث في غرب البلاد الأحد، وفق ما أعلنت وكالة الإغاثة والطوارئ الحكومية (آفاد).

وقالت الوكالة في منشور على منصة “إكس” إنه “تم إرسال 32 عنصرا متخصصا في البحث والإنقاذ الجبلي وست مركبات” من مركزي فان وأرضروم في شرق تركيا، مشيرة إلى أن طهران طلبت أيضا مروحية مجهزة لعمليات البحث الليلية.

كما أعلنت موسكو فجر الاثنين إرسالها عناصر إنقاذ إلى إيران للمساعدة في البحث عن مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي، حيث كتبت وزارة الطوارئ الروسية في بيان على تلغرام “بناء على طلب الجانب الإيراني، سيساعد مسعفون من وزارة حالات الطوارئ الروسية في عمليات الإنقاذ والبحث عن المروحية التي كان الرئيس الإيراني موجودا فيها”.

وأوضحت موسكو أن الفريق “يتجه إلى تبريز”، المدينة الكبيرة في شمال غرب إيران، مشيرة إلى أنه يضم “47 متخصصا مزودين المعدات اللازمة ومركبات لكل أنواع التضاريس ومروحية من طراز بي أو105”.

ومع تقدّم ساعات الليل، بدت الآمال بالعثور على رئيسي (63 عامًا) حيًّا تتضاءل في ظلّ عدم توفر أيّ معلومة عن مصير المروحية التي فُقد أثرها عصر الأحد وسط أحوال جوية سيئة.

ودعا المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الإيرانيين إلى “عدم القلق” على البلاد مع تواصل عمليات البحث عن المروحية.

وقال خامنئي “لا ينبغي للشعب الإيراني أن يقلق، فلن يكون هناك أيّ خلل في عمل البلاد”، مضيفًا “ندعو الله عزّ وجلّ أن يعيد رئيسنا العزيز ورفاقه بكامل صحتهم إلى أحضان الأمة”.

وكان التلفزيون الرسمي قال إنّ “حادثًا وقع للمروحية التي تقلّ الرئيس” في منطقة جلفا في مقاطعة أذربيجان الشرقية (غرب).

وصرّح وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي بأنّ المروحية وهي من طراز بيل 212 “نفّذت هبوطًا صعبًا بسبب سوء الأحوال الجوية”، موضّحًا أنّه “يصعب إجراء اتصال” مع الطائرة.

وأكّد الوزير أنّ عمليات البحث بدأت للعثور على المروحية في ظلّ “ظروف جوية غير مواتية” بما في ذلك ضباب كثيف.

وبثّ التلفزيون الحكومي صورًا لعدد من عناصر الهلال الأحمر الإيراني وهم يسيرون وسط ضباب كثيف.

كما بث التلفزيون صوراً لمصلين يصلون من أجل الرئيس في مساجد عدة، بما في ذلك مسجد في مدينة مشهد (شمال شرق).

وكانت مروحية الرئيس ضمن موكب من ثلاث مروحيات تقلّه برفقة مسؤولين آخرين، وأوردت وكالة تسنيم أن المروحيتين الأخريين “وصلتا إلى وجهتهما بسلام”.

أما صحيفة شرق الإصلاحية فقالت إن “المروحية التي كانت تقل الرئيس تحطّمت” بينما هبطت المروحيتان الأخريان بسلام في تبريز.

وبحسب وكالة أنباء إرنا الرسمية فإنه بالإضافة إلى الرئيس، كانت المروحية تقلّ خصوصاً وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام جمعة تبريز آية الله علي آل هاشم.

وأضافت وكالة إرنا أنه “تم إرسال أكثر من 20 فريق إنقاذ مجهزة بكامل المعدات، بما في ذلك طائرات مسيرة وكلاب إنقاذ”.

وعقدت الحكومة الإيرانية اجتماعاً طارئاً مساء الأحد فيما أُرسل وزراء إلى تبريز، بحسب الناطق باسم الحكومة.

وترأس الاجتماع الطارئ نائب الرئيس محمد مخبر الذي سيتولّى مهمات الرئيس بالإنابة في حال وفاة رئيسي، في انتظار إجراء انتخابات رئاسية في غضون 50 يوماً.

وبعد ساعات عدة على اختفاء المروحية، لا يزال الغموض يكتنف مصير الرئيس، وتحظى التطورات بمتابعة حثيثة على المستوى الدولي، بخاصة في الولايات المتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إيران.

وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية في واشنطن “نتابع من كثب التقارير التي تتحدث عن احتمال هبوط اضطراري لمروحية تقلّ الرئيس ووزير الخارجية الإيرانيين”.

وأعلن مسؤول أمريكي أن الرئيس جو بايدن “أُحيط علماً” بالحادث الذي تعرضت له مروحية رئيسي.

من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه فعّل، بناءً على طلب طهران، نظام الخرائط الخاص به لمساعدة إيران في العثور على مروحية رئيسي.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن “حزنه الشديد” بعد الحادث، وعرض على طهران “كل الدعم الضروري” في عملية البحث.

وبالفعل، فقد أرسلت تركيا 32 عامل إنقاذ وست مركبات إلى إيران للمشاركة في عمليات البحث، مشيرة إلى أن طهران طلبت أيضًا مروحية مجهزة لعمليات البحث الليلية.

وأعلنت روسيا إرسال فريق إنقاذ إلى إيران للمساعدة في البحث عن رئيسي.

وفي الرياض، قالت وزارة الخارجية إن السعودية “تتابع بقلق بالغ” الأنباء الواردة بشأن حادث مروحية رئيسي وتؤكد “وقوفها إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة في هذه الظروف الصعبة واستعدادها لتقديم أي مساعدة تحتاجها الأجهزة الإيرانية”.

وصدرت مواقف مماثلة من دول عربية عدة بينها الإمارات والكويت وقطر ومصر وسوريا والعراق إضافة إلى حركة حماس.

وأعرب الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن امتنان طهران “للحكومات والمنظمات الدولية لتعاطفها وعرضها للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ”.

وزار الرئيس الإيراني الأحد محافظة أذربيجان الشرقية حيث دشن خصوصًا سدًا برفقة نظيره الأذربيجاني إلهام علييف على الحدود بين البلدين.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أبدى مجددًا دعمه للفلسطينيين في الحرب في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل.

وقال رئيسي “نؤمن بأن فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، ونحن على قناعة بأن شعبي إيران وأذربيجان يدعمان دائمًا شعب فلسطين وغزة ويكرهان النظام الصهيوني”.

ويتولى رئيسي (63 عامًا) رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ ثلاثة أعوام.

ويُعدّ رئيسي من المحافظين المتشدّدين دينيًا، وانتُخب في 18يونيو 2021 في الجولة الأولى من اقتراع شهد مستوى امتناع عن التصويت قياسيًا وغياب منافسين أقوياء.

وخلف الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي كان قد هزمه في الانتخابات الرئاسية عام 2017.

وتعزّز موقف رئيسي في الانتخابات التشريعية التي أجريت في مارس، وهي أول انتخابات وطنية منذ الحركة الاحتجاجية التي شهدتها إيران نهاية عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها بتهمة عدم الامتثال لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وأشاد الرئيس الإيراني حينها بـ”الفشل التاريخي الجديد الذي لحق بأعداء إيران بعد أعمال الشغب” في عام 2022.

وُلِد رئيسي في نونبر 1960 في مدينة مشهد المقدسة لدى الشيعة (شمال شرق)، وقضى معظم حياته المهنية في النظام القضائي، وتولّى مناصب أبرزها المدّعي العام لطهران ثم المدّعي العام للبلاد.

واسم الرئيس الإيراني مدرج في اللائحة الأمريكية السوداء للمسؤولين الإيرانيين المتّهمين بـ”التواطؤ في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”، وهي اتهامات رفضتها السلطات في طهران باعتبارها لاغية وباطلة.

أما حسين أمير عبد اللهيان (60 عاماً) فقد عيّنه رئيسي وزيراً للخارجية في يوليوز 2021.

ويؤيّد المسؤول الدبلوماسي بشدة الفصائل الموالية لإيران في الشرق الأوسط، وكان قريباً من الجنرال النافذ قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *