بما يفوق 120 مليون دولار.. المغرب أكبر مستورد للشاي الصيني بالعالم خلال 2024
قالت الإدارة العامة للجمارك الصينية إن المغرب هو أكبر المشترين للشاي الصيني خلال الفترة من يناير إلى يوليوز 2024، بقيمة مبيعات بلغت 123.5 مليون دولار.
ووفق معطيات نشرتها وكالة إنترفاكس الروسية، فقد وردت الصين الشاي إلى 123 دولة خلال الفترة المشمولة بالتقرير.
وكان أكبر المشترين إلى جانب المغرب، كل من غانا بقيمة 95.2 مليون دولار، وماليزيا بقيمة 53.1 مليون دولار، وأوزبكستان بقيمة 30.9 مليون دولار، واليابان بقيمة 28.6 مليون دولار، من بين دول أخرى.
فيما زادت صادرات الشاي إلى روسيا بنسبة 17٪ على أساس سنوي إلى 32.804 مليون دولار خلال ذات الفترة من 28.043 مليون دولار في الفترة من يناير إلى يوليو 2023.
ويحتفل العالم منتصف شهر دجنبر من كل عام باليوم العالمي للشاي منذ 2005، وخاصة في الدول المنتجة له كبنغلاديش، وسريلانكا، ونيبال، وفيتنام، وإندونيسيا، وكينيا، وملاوي، وماليزيا، وأوغندا، والهند وتنزانيا.
وتم الاحتفال بأول يوم عالمي للشاي في نيودلهي بالهند عام 2005، وتم تنظيم احتفالات لاحقة في سريلانكا عامي 2006 و2008.
ويقول الطبيب والمستكشف الفرنسي «لويس طوماس» في كتاب صدر سنة 1918 دَوَّن فيه مشاهداته في الأطلس الكبير المغربي «شرب الشاي عملية تقليدية، وممارسة مقدسة، مليئة بالجدية والدلالة والوقار، إنه المبادرة الأولى في الضيافة المغربية.. حيث يحتلُّ مكانة بالغة الأهمية في حياة المغاربة، فهو مشروب الجميع الغني والفقير».
ولظهور «عشبة الشاي» بالمغرب قصة تناقلها المؤرخون، ذلك أن المغاربة لم يكونوا مفتونين بشرب الشاي، إنما كانوا يكثرون من استهلاك القهوة، ويشربونها في كل أوقات اليوم كما هو الشأن في بلاد المشرق، لكن بعد أن قدَّم الإنكليز الشاي هدية إلى سلاطين المغرب، أهدى هؤلاء بدورهم الشاي لأعضاء حاشيتهم، وسرعان ما انتشرت عادة الشاي إلى أن عمَّت طبقات المجتمع.
إقرأ أيضاً: هكذا غزا الشاي بيوت المغاربة حتى صار مشروبهم الوطني
يقول المؤرخ والرحالة عبد الكبير الفاسي في كتابه «تذكرة المحسنين»، إن أول من شرب الشاي بالمغرب كان عمَّ السلطان محمد بن عبدالله، وكان والياً على منطقة آسفي (وسط المغرب)، وكان شرّيباً للخمر حتى أكسبه الشرب ألماً عجز الأطباء عن معالجته.
تابع الرحالة الفاسي المتوفَّى سنة 1899 ميلادية في كتابه «التذكرة»، أن طبيباً نصرانياً أمعن النظر في حال الوالي السكير عمّ السلطان.
وقال: «لا بد من تخليه عن الشرب، فأتاه بشرب الشاي، ولم يزل يُحسِّنه حتى استَغنى به عن شرب الخمر، وعوفي بقدرة الله»، وفق تعبير المؤرخ، وهكذا عرف المغاربة نبتة الشاي كمساعِدة على التغلب على إدمان الخمور، فما زالت تشيع وتكثر حتى أصبحت منتشرة بجميع مناطق المغرب.
المصدر: العمق المغربي