أعطيت، أمس الخميس، الانطلاقة الرسمية لأسطول الحافلات الذكية الجديدة بأكادير، في مرحلة أولى تضم 134 حافلة ستبدأ العمل داخل المجال الحضري للمدينة، على أن تتوسع الشبكة تدريجيا لتشمل 18 جماعة ضمن مجال أكادير الكبير، من بينها إنزكان أيت ملول، تارودانت، شتوكة آيت باها، وأكادير إداوتنان.
وشهد حفل إطلاق هذه الدفعة الأولى حضور وفد رسمي يتقدمه والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي، حيث اطلع على التجهيزات التقنية والذكية التي تتوفر عليها الحافلات، وما توفره من شروط راحة وجودة للساكنة والزوار.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أوضح جمال الديواني، رئيس مجموعة جماعات أكادير الكبير للنقل والتنقلات، أن المرحلة الأولى تهم 134 حافلة ذكية، “ستنطلق داخل المجال الحضري قبل أن تتوسع، خلال الأسابيع المقبلة، لتشمل كل الجماعات ال18”.
وأضاف الديواني أن هذا المشروع يشكل “منعطفا مهما في منظومة النقل والتنقل”، باعتباره ثمرة توجيهات ملكية وإشراف قطاعي من وزارة الداخلية وباقي الشركاء، بهدف “الارتقاء بجودة حياة المواطنين ومنح مدينة أكادير صورة تليق بمكانتها السياحية، خاصة وهي مقبلة على احتضان تظاهرات إفريقية ودولية كبيرة”.
وأشار إلى أن الأسطول سيبلغ في مجموع مراحله 247 حافلة ذكية، إضافة إلى 30 حافلة عالية الجودة ضمن برنامج “أمل واي” و35 حافلة من نوع “ألزا”، ما سيرفع العدد الإجمالي إلى 311 حافلة ستحدث نقلة نوعية في عرض النقل داخل المدينة والجماعات المجاورة.
وأكد المتحدث أن المسؤولية اليوم مشتركة للحفاظ على هذا الاستثمار، موضحا أن الحافلات الجديدة مجهزة بالإنترنت، ووسائل الولوجيات، ومقاعد مريحة، ويقودها سائقون مهنيون ذو خبرة في التعامل مع الركاب.
ويشار إلى أت شركة “ألزا” هي التي ستتولى تدبير المرحلة الانتقالية الحالية للنقل الحضري بأكادير الكبير، في انتظار الحسم في الشركة التي ستفوز بصفقة التدبير المفوض الجديد.
وتهدف مجموعة الجماعات الترابية للنقل والتنقلات الحضرية وشبه الحضرية، من خلال هذا الورش، إلى إنهاء سنوات من المعاناة اليومية للمواطنين، وتعويض شبكة تقليدية بنموذج حديث يستجيب لمتطلبات التنقل داخل المدينة وضواحيها.
وسبق للمجموعة المذكورة، وأن عقدت جلسة رسمية لفتح الأظرفة الخاصة بالعروض التقنية والمالية، حيث دخلت شركتان رائدتان غمار المنافسة، وهما مجموعة أوتاسا الإسبانية (Autasa) ومجموعة سوبراتور المغربية (Supratour).
وتمتد مدة العقد المنتظر إلى عشر سنوات، ويرتقب أن يشكل أحد أهم مشاريع إصلاح النقل الحضري بأكادير الكبير.
ويهدف الطلب إلى اختيار مفوض جديد لتدبير خدمات النقل العمومي بالحافلات والحافلات عالية الجودة، في إطار نظام التدبير المفوض المؤطر بالقانون 5405، والذي يعتمد أساسا على مبدأ تقاسم المخاطر بين المفوض وسلطة التفويض.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق”، فإن مسطرة الاختيار ستمر عبر ثلاث مراحل رئيسية؛ أولها تقديم العروض التقنية والمالية والملفات الإدارية، تليها مرحلة الاستماع التي تشهد مناقشة تفصيلية لمشاريع التشغيل، ثم مرحلة التقييم النهائي التي تحدد الشركة المرشحة للدخول في المفاوضات قبل توقيع العقد.
وعملية التقييم تعتمد على عدة معايير متكاملة، حيث يرتكز في الجانب الاقتصادي والمالي على قدرة الشركة المتنافسة على تقديم نموذج اقتصادي متوازن يضمن استدامة مالية للعقد عبر تدبير فعال للموارد وتوفير حلول تمويلية واضحة.
أما الجانب المرتبط بالتشغيل والصيانة فيتمحور حول خطط الشركة لضمان جاهزية الأسطول، واعتماد برامج صيانة وقائية ودورية، وتأمين استمرارية الخدمة وجودتها بالاعتماد على فرق تقنية محترفة ومرافق لوجستية مؤهلة.
ويركز معيار التنظيم والمرحلة الانتقالية على كيفية تدبير الشركة لبداية المشروع، ومدى جاهزيتها لتأمين انتقال سلس من المشغل الحالي، من خلال خطط واضحة للموارد البشرية وضمان استمرارية الخدمات دون اضطرابات.
كما يتم تقييم جودة الخدمة بناء على التجربة المتوقعة للركاب، من حيث انتظام الرحلات، نظافة الحافلات، توفر وسائل الولوجيات، مستويات الراحة، وإدماج حلول رقمية حديثة تسهل الولوج إلى المعلومة وتعزز رضا المستخدمين.
وفي الجانب القانوني، يتم التأكد من احترام الشركات للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل، ومدى دقة الوثائق المقدمة، ما يضمن شفافية المسطرة وسلامتها.
وفي تصريح سابق لجريدة “العمق”، أوضح جمال ديواني، رئيس مجموعة الجماعات الترابية أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية، أن إعداد المشروع تم بتنسيق مع وزارة الداخلية وولاية جهة سوس ماسة، وأن التنفيذ ستتولاه شركة التنمية المحلية “أكادير الكبير للنقل والتنقلات”، باعتبارها الآلية المحورية لتنزيل هذا الورش.
وشدد ديواني على أن المشروع جزء من استراتيجية شاملة لتأهيل النقل العمومي عبر منظومة ذكية ومتكاملة مبنية على التكنولوجيات الحديثة وحكامة التسيير، مع ضمان معايير دقيقة وصارمة في دفتر التحملات لضمان الشفافية وجودة الخدمة.
ويشمل التصور الجديد تشغيل الخط الأول للحافلات عالية الجودة BHNS على مسار يمتد ل 15.5 كيلومترا بين ميناء الصيد وحي تيكوين، إضافة إلى إعادة هيكلة الشبكة الحالية بما يساير النمو الديموغرافي والامتداد العمراني لأكادير الكبير الذي يضم أكثر من 1.8 مليون نسمة.
كما يرتقب إطلاق دراسة جديدة للتعريفة، وبناء مركز صيانة حديث، وتحسين ظروف عمل السائقين، مع مراعاة الأبعاد البيئية والاجتماعية في مختلف مراحل المشروع.
وقد باشرت اللجنة التقنية أشغال تقييم العروض المقدمة من الشركتين المتنافستين، على أن يتم الإعلان عن الشركة الفائزة خلال الأسابيع المقبلة.
وينتظر أن يشكل هذا العقد نقطة تحول في منظومة النقل الحضري بأكادير الكبير، من خلال تقديم خدمة آمنة ومنتظمة وعصرية، تعكس طموح مدينة الانبعاث وتستجيب لانتظارات سكانها
المصدر: العمق المغربي
