اخبار المغرب

بـ 6 ملايير درهم.. المغرب ثاني أكبر سوق إفريقي للمنتجات الزراعية الأمريكية

احتل المغرب المركز الثاني كأكبر سوق إفريقي للمنتجات الزراعية الأمريكية، باستيراد تجاوز 610 ملايين دولار، وهو ما يشكل نسبة 16% من إجمالي صادرات الولايات المتحدة الزراعية إلى القارة السمراء.

واعتبرت وزارة الزراعة الأمريكية، أن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمغرب، التي تعد الأولى من نوعها في القارة الأفريقية، محركًا رئيسيًا لنمو المبادلات التجارية الزراعية بين البلدين، حيث ساهمت في زيادة الصادرات الأمريكية إلى المغرب بشكل مضاعف منذ عام 2006.

وحسب المصدر ذاته، فإن المغرب يعد سوقًا واعدًا للمنتجات الزراعية الأمريكية، حيث يستورد بشكل أساسي السلع الخام والمواد الأساسية، ولكن هناك فرصًا كبيرة لزيادة الصادرات الأمريكية من المنتجات الوسيطة والمنتجات النهائية التي تلبي احتياجات قطاع التصنيع الغذائي المتنامي في المغرب وتلبي تفضيلات المستهلك المغربي.

نمو سنوي بلغ 7%

وأوضحت المؤسسة أن الصادرات الزراعية الأمريكية حققت نموًا ملحوظًا في السوق المغربية، وذلك بمتوسط نمو سنوي بلغ 4% خلال الخمس سنوات الماضية ووصل إلى 7% في عام 2023.

وأكد التقرير أن لحوم الأبقار الأمريكية تعاني من ضعف الأداء في السوق المغربي، إذ بلغت حصة الولايات المتحدة 3٪ فقط من إجمالي الواردات التي بلغت 36.3 مليون دولار في عام 2023.

ويستفيد المستوردون الأمريكيون من التعريفة التفضيلية بنسبة 0٪، لكن الاتحاد الأوروبي والبرازيل يسيطران على السوق بحصص بلغت 59٪ و38٪ على التوالي، ورغم التحديات فقد، شهدت واردات لحوم الأبقار الأمريكية نموًا ملحوظًا بنسبة 8٪ سنويًا منذ 2019.

وأضافت الوزارة أن المكسرات الأمريكية تتمتع بوجود قوي في السوق المغربي، بنسمة إجمالية بلغت 59٪ من إجمالي واردات المكسرات، و بقيمة بلغت 252.2 مليون دولار سنة 2023.

وسجلت هذه الفئة معدل نمو سنوي بلغ 30٪ خلال السنوات الخمس الماضية، مع طلب كبير على اللوز، الجوز، والفستق الأمريكي، وأوضح التقرير أنه رغم عدم تحقيق بعض أنواع المكسرات الأخرى مثل البقان والبندق لم تحقق إمكانياتها الكاملة بعد، إلا أن السوق المغربي يظل مفتوحًا على تسويق هذه المنتجات وتعزيز العلاقات بين الموردين والمشترين.

وشهدت واردات المغرب من الحيوانات الحية والجينات الأمريكية نموًا بنسبة 32٪ سنويًا، رغم أن حصة السوق الأمريكية بلغت 6٪ فقط من إجمالي واردات هذا القطاع التي بلغت 93.4 مليون دولار في عام 2023.

الاتحاد الأوروبي في الصدارة

وشدد المصدر ذاته على أن الاتحاد الأوروبي يتفوق بشكل كبير في هذا السوق بحصة تبلغ 83٪، لكن الزيادة المستمرة في الصادرات الأمريكية تشير إلى إمكانية تحسين هذا الوضع، مع دخول منافسين جدد مثل البرازيل والأوروغواي للسوق المغربي، قد تكون هناك فرص جديدة لزيادة الحصة الأمريكية.

في عام 2023، استورد المغرب بذور زراعية بقيمة 138.8 مليون دولار، إذ بلغت حصة الولايات المتحدة منها 3٪، ورغم صغر هذه الحصة، هناك فرصة كبيرة للنمو بعد فتح السوق المغربي لأول مرة لبذور البطاطس الأمريكية في مايو 2024.

ويتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز زراعة البطاطس لإنتاج رقائق البطاطس والبطاطس المقلية، مع إمكانيات تصدير تصل إلى 8 ملايين دولار، إلا أن المنافسة تظل شديدة من الاتحاد الأوروبي والصين ودول أخرى، حسب المؤسسة الأمريكية.

البرازيل أهم الأسواق

وأردف التقرير أنه خلال السنوات الخمس الماضية، استحوذت مجموعة من الدول، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، والبرازيل، والولايات المتحدة، والأرجنتين وكندا، على الحصة الأكبر من واردات المغرب الزراعية، إلا أن الاتحاد الأوروبي سيطر على حصة الأسد من السوق الزراعية المغربية، وتعزز هذا السيطرة بشكل كبير في عامي 2022 و2023.

وأوضح أن المغرب يعتمد بشكل كبير على استيراد القمح من الاتحاد الأوروبي، حيث شكلت واردات القمح من الاتحاد الأوروبي نحو 71% من إجمالي واردات المغرب من هذا المحصول والتي بلغت 1.9 مليار دولار في عام 2023.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي يعتبر المصدر الرئيسي لمنتجات الألبان في المغرب، من خلال استحواذه على 82% من إجمالي واردات المغرب من هذه المنتجات البالغة قيمتها 430 مليون دولار في العام نفسه.

وبلغت قيمة واردات المغرب من السكر والمحليات 1.0 مليار دولار في عام 2023، بينما بلغت قيمة واردات الذرة 720 مليون دولار، وقيمة واردات زيت فول الصويا 595 مليون دولار.

وتأتي البرازيل في المرتبة الثانية بعد الاتحاد الأوروبي كأكبر مورد زراعي للمغرب، حيث شهدت صادراتها نموًا مستمرًا وسريعًا، خاصة في العامين الماضيين، متجاوزة نمو الصادرات الأمريكية وبلغت حصتها السوقية 15%، أي أكثر من ضعف الحصة الأمريكية التي بلغت 7%.

البعد الجغرافي 

جدير بالذكر أن المغرب حافظ على علاقات تجارية قوية مع الاتحاد الأوروبي، البرازيل، الولايات المتحدة، والأرجنتين، كما تتمتع المملكة باتفاقيات تجارية تفضيلية مع 62 دولة، بما في ذلك اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، التي توفر وصولاً معفى من الرسوم الجمركية لكميات محددة من المنتجات الزراعية مثل المأكولات البحرية، الفواكه، والخضروات.

هذا، وتواجه الولايات المتحدة تحديات في المنافسة على الأسعار في السوق المغربية بسبب البعد الجغرافي الذي يرفع تكاليف الشحن والنقل.

ومع ذلك، فإن المستهلك المغربي يولي أهمية كبيرة لجودة المنتجات والمعلومات المتعلقة بها، مما يمثل فرصة للولايات المتحدة للاستفادة من هذه الميزة وتسويق منتجاتها بشكل فعال من خلال التركيز على الجودة والسلامة والمعرفة بالمنتجات والشركات الأمريكية.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *