شهد القطاع الصحي بإقليم ميدلت خلال الأسابيع الأخيرة توترا كبيرا، نتيجة تراكم اختلالات وصفتها النقابة الوطنية للصحة العمومية بالخطيرة، سواء على مستوى التدبير الإداري والمالي أو على مستوى التضييق على الحريات النقابية.
هذا الوضع دفع المكتب الإقليمي إلى خوض اعتصام مفتوح داخل المندوبية الإقليمية للصحة، استمر أحد عشر يوما، بعد سلسلة من البيانات واللقاءات والمعارك النضالية التي لم تلق، حسب النقابة، سوى الآذان الصماء من طرف المندوب الإقليمي، إضافة إلى ما اعتبرته النقابة استهدافا لمناضلاتها ومناضليها بمتابعات كيدية.
وحسب بيان نقابي تتوفر جريدة “”، على نسخة منه، فإن الوضعية بلغت درجات تستدعي تدخلا عاجلا لإيقاف ما تصفه النقابة بالاختلالات المتراكمة.
وخلال الاعتصام، زارت لجنة جهوية المعتصم بتاريخ 16 نونبر 2025 للحوار حول مطالب النقابة، غير أن محدودية صلاحياتها لم تسمح بمعالجة الملفات العالقة، وبعد تدخل الكاتب الوطني للنقابة تمت دعوة ممثليها للقاء يوم 17 نونبر 2025 من طرف المدير الجهوي، بحضور الكاتب الجهوي والمكتب الإقليمي، إلى جانب المدير الجهوي ووفده والمندوب الإقليمي لميدلت.
في هذا الاجتماع، قدمت النقابة ملفها المطلبي مفصلا، مبرزة في مقدمته ما وصفته بالتضييق الممنهج على الحريات النقابية، وعدم احترام مبدأ الحياد في التعاطي مع مختلف الفاعلين، وهو ما تعهد المدير الجهوي والمندوب الإقليمي بوقفه، بما في ذلك ملفات البحث التمهيدي، مع الالتزام بالتعامل المسؤول والمتكافئ مع جميع الشركاء الاجتماعيين.
كما تناول اللقاء ملفات مرتبطة بالتدبير الإداري والمالي للمندوبية، وخصوصا ملف المطعمة الخاصة بالأطر التمريضية المكلفة بالحراسة، وملف تعويضات البرامج الصحية، وقد أكد المندوب الإقليمي أن التدبير السابق هو الذي حرم الشغيلة من الاعتمادات المالية المرصودة، والتي أُرجعت دون صرفها، متعهداً بصرف المستحقات المبرمجة فور التوصل بالاعتمادات.
وتمت الإشارة أيضا إلى ملفات أخرى متعلقة بتسيير القطاع بالإقليم، حيث تعهدت الإدارة بعقد لقاءات حولها، على أن توثق بمحاضر ملزمة وبحوار جاد ومسؤول.
وبعد هذا اللقاء، عقد المكتب الإقليمي اجتماعا خلص إلى اتخاذ قرار رفع الاعتصام بشكل مؤقت، في انتظار اختبار جدية الإدارة ومدى التزامها بتنفيذ الوعود التي قدمتها.
ودعت النقابة نساء ورجال الصحة العمومية إلى الالتفاف حول إطارهم النقابي، والاستعداد لخوض كل الأشكال المشروعة دفاعا عن حقوقهم، مؤكدة أنها تنتظر خطوات عملية تعيد الثقة وتضع القطاع الصحي على سكة الإصلاح الحقيقي بالإقليم.
المصدر: العمق المغربي
