بعد مرور أكثر من سنتين على زلزال الحوز، لا يزال سكان حي سيدي يوسف بمراكش يعانون من تداعيات الكارثة التي دمّرت منازلهم بالكامل، حيث لا تزال أزيد من 250 أسرة تنتظر إعادة الإعمار.

ففي الملحقة الإدارية الشمالية وحدها، ما يزيد عن 150 أسرة ما زالت تنتظر استكمال ملفاتها، بينما يبلغ عدد الأسر المنتظرة في الملحقة الوسطى حوالي 108 ملفات لم تُسوَّ بعد.

وكانت الحكومة قد أعلنت عن برنامج دعم استعجالي لإعادة إعمار المناطق المتضررة، بميزانية إجمالية تناهز 14 مليار درهم، تشمل تعويضات مباشرة للأسر المتضررة.

وتم صرف دفعة أولى بلغت 80 ألف درهم للأسر التي انهارت منازلها بالكامل، و60 ألف درهم لتلك التي لحقت بها أضرار جزئية، إلى جانب مساعدات شهرية بقيمة 2,500 درهم لتغطية مصاريف الإيواء المؤقت. غير أن عدداً من الأسر لم تتسلم بعدُ أي دفعات إضافية أو متابعة لهذا الدعم منذ ذلك الحين.

تقاسم معنا أحد سكان حي درب شيري بسيدي يوسف بن علي بمراكش معاناته منذ زلزال الحوز، بعدما أُهدم منزله حفاظاً على سلامة أسرته.

وأضاف أنه لم يتمكن حتى اليوم من الشروع في إعادة بناء مسكنه، رغم تخصيص دعم لهذه الغاية. وأوضح أنه اضطر لاستئجار منزل بديل طوال ما يزيد عن سنتين، ما شكّل عبئاً ماديا إضافياً في ظل ظروف اجتماعية صعبة.

وحسب إفادات عدد من السكان المتضررين، فإن الأسر التي حصلت على الدعم العام الماضي لم تتلقَّ أي مبلغ إضافي هذا العام، كما توقف الدعم الشهري البالغ حوالي 2,500 درهم لكل أسرة لتغطية الكراء أو الإيواء، ما اضطر بعضهم للعودة إلى منازل مهددة بالسقوط.

في هذا الصدد، صرّح الفاعل الجمعوي شاكر محمد أن العديد من الأسر المتضررة اضطرت لاستئجار منازل أخرى أو أخذ قروض لتغطية حاجياتها الأساسية، إلا أن بعضهم لم يتلقَّ أي تعويض حتى الآن، ما زاد من تفاقم مشاكلهم المعيشية.

وأضاف أن هناك أسرًا اضطرت للعودة إلى منازلها، رغم كونها مهددة بالسقوط أو أن جزءاً منها قد انهار بالفعل، ما يجعل حياتهم اليومية محفوفة بالمخاطر.

ويعبر عدد من السكان عن استيائهم من تأخر عمليات إعادة الإعمار في حي سيدي يوسف، معتبرين أن المدة الطويلة منذ الزلزال لم تشهد تحسناً ملموساً في الأوضاع المعيشية، ما دفعهم إلى المطالبة بفتح تحقيق رسمي لتحديد أسباب التأخير وضمان صرف التعويضات المستحقة في أقرب وقت.

ويشير السكان إلى أن تجربة الاستفادة من الدعم المخصص لإعادة الإعمار كانت متفاوتة، حيث تمكن بعضهم من بناء منازلهم بشكل كامل، بينما استفاد آخرون جزئياً فقط، وما زال عدد من الأسر لم يتلقَّ أي دعم إلى حد اليوم.

ويقول المتضررون إن هذا التفاوت خلق شعوراً بالاستياء وعدم المساواة داخل الحي، في الوقت الذي يواصلون فيه مواجهة التحديات اليومية في ظل ظروف معيشية صعبة.

وأوضح بعض المتضررين أن غياب المتابعة المستمرة والشفافية في توزيع الدعم يفاقم من معاناتهم اليومية، ويثير شعوراً بالقلق وعدم الاطمئنان على مستقبل أسرهم.

وأشاروا إلى أن هذا النقص في المعلومات والتواصل الرسمي يجعل العديد من الأسر في حالة عدم استقرار دائم، في ظل غياب أي جدولة واضحة لإعادة البناء أو صرف التعويضات المتبقية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.