أشعل إعلان دار الأوبرا المصرية عن تكريم الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح خلال فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، المقررة تنظيمه في الفترة ما بين 16 و25 أكتوبر الجاري، نقاشا واسعا في الأوساط الفنية والإعلامية المصرية، بين مؤيدين يرون في الخطوة اعترافا بقيمة صوت عربي استثنائي، ومعترضين تساءلوا عن طبيعة الصلة التي جمعت الراحلة بالمشهد الموسيقي المصري.

وتساءل عدد من الصحفيين والنقاد حول مدى أحقية “سيدة الطرب المغربي” بهذا التكريم، إذ أشار البعض إلى أن نعيمة سميح لم يسبق لها أن زارت مصر أو شاركت في حفلاتها الرسمية، كما أنها لم تقدم أغان باللهجة المصرية.

ودافع علاء عبد السلام، رئيس دار الأوبرا المصرية، عن قرار التكريم، مؤكدا أن الاختيار لا يقوم فقط على معايير الحضور المحلي، بل على التأثير الفني في الساحة العربية ككل.

وقال عبد السلام في تصريحات صحفية، إن نعيمة سميح من الأصوات الاستثنائية في تاريخ الغناء العربي، وقدمت خلال مسيرتها روائع لكوكب الشرق أم كلثوم، وهو ما يعكس احترامها العميق للفن المصري ومحبتها له.

وأضاف أن “صوتها العذب وإحساسها المميز ساهما في انتشار أغانيها على امتداد العالم العربي، خاصة في النصف الثاني من القرن العشرين”.

من جهته تفاعل شمس الدين بلقايد، نجل الراحلة نعيمة سميح مع الجدل الذي رافق تكريم والدته في مصر، حيث أعلن عن رفضه للفكرة في الوقت الحالي.

واعتذر شمس الدين في تدوينة عبر حسابه على موقع “فيسبوك” عن حضوره للحفل، مشيرا إلى أنه غير مستعد نفسيا لتكريم والدته لأن رحيلها ترك جرحا كبيرا في قلبه سيستمر لوقت طويل.

وتابع ذات المتحدث: “التكريم في جوهره محبة وتقدير لشخص ترك أثرا جميلا في القلوب، ووالدتي تركت بصمة خالدة في قلوب المغاربة والعالم العربي بإحساسها الصادق وأعمالها التي لامست أجيالا من المستمعين”.

وعبر شمس الدين، عن امتنانه العميق لدار الأوبرا المصرية ولكل الجهات العربية التي تواصلت معه، من مصر والكويت وتونس والإمارات والسعودية ودول أوروبية، مؤكدا أن هذه المبادرة “محبة لا تقدر بثمن”.

يشار إلى أن شمس الدين بلقايد كان قد هدد باللجوء للقضاء ضد الأشخاص والمؤسسات التي تحاول استغلال اسم والدته دون التنسيق معه باعتباره المسؤول القانوني عن حماية مصالحها الأدبية والفنية.

جاء ذلك بعد ترويج عدد من الصفحات الإلكترونية لحفل غنائي يتخلله تكريم للراحلة نعيمة سميح بفرنسا.

ورفض شمس الدين في بيان توضيحي نشره عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اقحام اسم والدته نعيمة سميح في أي نشاط كيفما كانت نوياه دون أخذ موافقة واضحة منه، حسب تعبيره.

وقال شمس الدين، إنه سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوق والدته ووضعها الاعتباري بما فيها المتابعة القضائية أمام الجهات المختصة حاليا ولاحقا لأي تكريم للمرحومة بدون موافقتي، وفق تعبيره.

وتوفيت الفنانة المغربية المعتزلة نعيمة سميح، في 8 مارس الماضي، عن عمر ناهز 72 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

وتعرضت نعيمة سميح لوعكة صحية حادة في دجنبر الماضي حيث أُدخلت إلى أحد المصحات الخاصة بمدينة الرباط بسبب معاناتها من مرض السرطان لسنوات.

وكان آخر ظهور إعلامي للراحلة نعيمة سميح عام 2016 خلال تكريمها في مهرجان أصوات نسائية بمدينة تطوان.

واختفت سيدة الطرب المغربي عن الساحة الفنية بشكل مفاجئ عام 2007 ودون أن تشهر اعتزالها الغناء، لتكشف بعد دلك بعض المصادر القريبة منه أنها أدت مناسك العمرة وقررت ارتداء الحجاب.

يشار إلى أن صاحبة رائعة “ياك أجرحي” تعد من أهم الأصوات الموسيقى المغربية في النصف الثاني من القرن العشرين.

انطلقت مسيرتها الغنائية في سنوات 1970 وحظيت أغانيها بانتشار واسع في المغرب والجزائر وتونس وعدة دول عربية أخرى.

تعرف نعيمة سميح ببحتها الصوتية المميزة وبطريقة أدائها القريبة من الأسلوب الغنائي للجنوب المغربي الأمازيغي، إضافة إلى حسها المرهف وشخصيتها الخجولة أمام الجمهور.

وتعاملت نعيمة سميح مع كبار الملحنين والكتاب أبرزهم: عبد الله عصامي، علي الحداني، عبد القادر الراشدي، محمد بنعبد السلام وعبد الوهاب الدكالي، إضافة إلى الكويتي يوسف المهنا.

وتزوجت نعيمة سميح في بداية السبعينات من البطل المغربي في رياضة الدراجات مصطفى بلقايد ولهما ابن وحيد اسمه “شمس الدين”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.