بعد إعلان روسيا نشر أسلحة نووية.. مسؤولة أممية تدعو إلى تهدئة الأوضاع في بيلاروسيا
دعت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، أول أمس الجمعة، إلى بذل جهود عاجلة لتهدئة الوضع بعد إعلان روسيا الأسبوع الماضي أنها تخطط لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة “تاس” الروسية بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سينشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا المجاورة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقناة روسيا 24 التلفزيونية إن روسيا سلمت بيلاروسيا منظومة صواريخ إسكندر القادرة على حمل أسلحة نووية، مشيرا إلى أن تدريب الطاقم سيبدأ يوم الثالث من أبريل المقبل.
وأعلن الرئيس الروسي أنه في 1 يوليوز سيتم الانتهاء من بناء منشأة تخزين للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي الجمهورية.
وقالت ناكاميتسو خلال جلسة لمجلس الأمن أول أمس الجمعة: “إن خطر استخدام سلاح نووي أعلى في الوقت الراهن من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة. تمثل الحرب في أوكرانيا أكثر الأمثلة حدة لهذا الخطر.”
وقالت ناكاميتسو إن غياب الحوار وتآكل هيكل نزع السلاح والحد منه إلى جانب الخطاب الخطير والتهديدات المستترة من العوامل الرئيسية لهذا الخطر الوجودي المحتمل الذي يشكله التصعيد النووي.
ومضت قائلة: “عندما يتعلق الأمر بالمسائل المتعلقة بالأسلحة النووية، يجب على جميع الدول تجنب اتخاذ أي إجراءات يمكن أن تؤدي إلى التصعيد أو الخطأ أو سوء التقدير”.
ودعت جميع الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الدول الحائزة للأسلحة النووية والدول غير الحائزة للأسلحة النووية على حد سواء إلى التقيد بصرامة بالتزاماتها وواجباتها.
ودعت الدول إلى العودة إلى الحوار لتهدئة التوترات بشكل عاجل وإيجاد طرق لتطوير وتنفيذ الشفافية وتدابير بناء الثقة، مناشدة الدول الأطراف في المعاهدة التقيد التام بالتزاماتها والانخراط الفوري في جهود جادة للحد من المخاطر النووية.
من جانبه، أكد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا: “نواصل التعاون مع بيلاروس دون الإخلال بالالتزامات. نحن لا ننقل أسلحة نووية. نحن نتحدث عن التعديل التحديثي للطائرات وتدريب الفرق على بناء منشأة تخزين على أراضي بيلاروس”.
وقال إن الدبابات الروسية لم تكن لتدخل أوكرانيا، لولا قيام الولايات المتحدة وحلفائها بما وصفه بانقلاب في كييف عام 2014، وتزويد “نظام كييف بالأسلحة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ربما تكون قد نشرت بالفعل ما بين 100 و 150 رأسا نوويا في أوروبا، مذكّرا بما وصفها بدعوات موسكو المتكررة لواشنطن لـ “تنحية عقلية الحرب الباردة” من خلال إعادة الأسلحة النووية الأمريكية إلى أراضيها.
وقال إنه يتعين على روسيا اتخاذ “جميع الإجراءات المطلوبة” ردا على “الخطوات الاستفزازية” من جانب واشنطن على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه “لا يمكن كسب حرب نووية”.
ووصف السفير الأمريكي روبرت وود اقتراح روسيا بأن هذا النشر المقصود له ما يبرره بسبب استخدام ذخيرة خارقة للدروع في أوكرانيا بأنه “سخيف”.
وأضاف أن “الذخيرة الخارقة للدروع لا تشبه بأي حال من الأحوال الأسلحة النووية التكتيكية”، مضيفا أن الكرملين يحاول الحد من جهود أوكرانيا في الدفاع عن نفسها والتلاعب بالأمور لكسب الحرب.
وقال إن روسيا تسعى إلى تصعيد حربها الوحشية بدلا من السعي لتحقيق السلام. في غضون ذلك، سنت بيلاروس مؤخرا قوانين لتمكين الانتشار الروسي.
وفي إشارة إلى الاتفاق الأمني الأخير بين روسيا والصين، قال السفير الأمريكي إن أحد البنود ينص على أن “الدول الحائزة للأسلحة النووية يجب أن تمتنع عن نشر أسلحة نووية في الخارج”.
وأضاف: “أي استخدام للأسلحة النووية في أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة وسيغير بشكل جذري طبيعة هذه الحرب”، داعيا روسيا إلى إعادة النظر في قرارها بشأن نشر أسلحة نووية في بيلاروس وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
المصدر: العمق المغربي