بعد أسابيع على عرضه بالقاعات السينمائية.. صناع فيلم “روتيني” يلجؤون للقضاء

لجأت الشركة المنتجة للشريط السينمائي “روتيني” للقضاء، وذلك بعد تعرض فيلمها للقرصنة وعرضه عبر إحدى المنصات الرقمية وموقعي “يوتيوب “و”فيسبوك”.
وقال لطفي الجاوي، مخرج فيلم “روتيني”، إنه تفاجأ وشركة “كونكسيون ميديا” التي يرأسها محمد الجامعي ومعاذ غاندي، من تعرض مشروعهما السينمائي الجديد للقرصنة حيث جرى تصويره من إحدى القاعات السينمائية بالكامل باستخدام معدات احترافية وعرضه على عدة منصات عبر الأنترنيت.
وعبر الجاوي في تصريح لـ”العمق”، عن استيائه من القرصنة التي من شأنها أن تكبد القاعات السينمائية وشركة الإنتاج خسائر مادية كبيرة، مشيرا إلى أنه تمت مشاهدة العمل من قبل الآف المغاربة عبر مختلف المنصات الإلكترونية.
وأضاف الجاوي، أن منتجي شريط “روتيني”، قرروا متابعة الحسابات التي شاركت الفيلم للوقوف على حيثيات عملية القرصنة وتحديد الأشخاص المتورطين فيها، داعيا إلى ضرورة إحداث قانون يحمي الصناعة السينمائية من هذه الممارسات التي تهددها، وفق تعبيره.
ويتناول فيلم “روتيني”، حسب بطله عزيز داداس، قصة “ضيف ثقيل دخل إلى عالمنا يتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت رغم الإيجابيات التي تمنحها للناس تسيء للمجتمع بكل أفراده ولصورة المغرب بسبب الطريقة الخاطئة التي يتم استعمالها بها”، وفق تعبيره.
وأوضح عزيز داداس في تصريح لـ”العمق”، أنه يجسد في الشريط السينمائي الطويل “روتيني” دور محامي غير راض عن الطريقة التي تستعمل بها زوجته وسائل التواصل الاجتماعي خاصة وأنه مطلع على العديد من الجرائم المتعلقة بها من سب وشتم وتشهير وإخلال بالنظام العام.
وتابع داداس، أنه تقاسم فكرة العمل في البداية مع صديقته ماجدولين الإدريسي التي أعجبت بها وقررت الإشراف على كتابة السيناريو الخاص بها رفقة حكيم قبابي، مشيرا إلى أنهم قاموا بمجهود كبير للوقوف على خبايا عالم “السوشل ميديا” للتمكن من توعية الناس وإرسال رسائل مفيدة لهم حول كيفية التعامل معها.
من جهتها قالت الممثلة ماجدولين الإدريسي، إنها تجسد في الفيلم دور “نورة” وهي شخصية متزوجة من المحامي “عبد الواحد” الذي يجسده داداس، إذ تقوم بمشاركة المشاكل العائلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بالسلبيات والإيجابيات في نفس الوقت.
وأضافت ماجدولين في تصريح لـ”العمق”، أنها خاضت تجربة كتابة السيناريو رفقة صديقها حكيم قبابي من أجل تسليط الضوء على التأثير الكبير للمنصات الإلكترونية على الجيل الصاعد، لافتة إلى أن علاقتها بداداس أصبحت عائلية بسبب عملهما المتكرر مع بعضهما والوقت الطويل الذي يقضيانه معا، حسب تعبيرها.
من جانبه، اعتبر المخرج لطفي آيت الجاوي، أنه من الجميل أن تكون أفكار الأفلام المغربية قريبة من المواطن وتمس حياته اليومية، مبرزا أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل خطورة على المجتمع، إذ لم تعد الحكومات قادرة على التحكم فيها أو مجابهتها، كما صرح بذلك وزير العدل عبد اللطيف وهبي، وفق تعبيره.
وأشار الجاوي في تصريح لـ”العمق” أن منصات التواصل الاجتماعي “تدر أموالا طائلة على مستعمليها رغم جهل الناس بمصدرها، ولذلك على الفنانين بمختلف تخصصاتهم أن يتفاعلوا مع الموضوع الذي أصبح سببا في تفكك العديد من الأسر، حسب قوله.
ولفت المتحدث ذاته، إلى أنه اختار الكوميديا في العمل لأنها تمرر رسائلها للمجتمع بشكل سلسل، مشيدا بتجربة الإنتاج الخاص في الفيلم وداعيا المنتجين إلى عدم انتظار دعم الدولة والتعاون مع الكتاب والتقنيين المغاربة الذين يتمتعون بمستويات عالية من أجل النهوض بالقطاع.
المصدر: العمق المغربي