بعدما أنهى محكوميته بسجونها.. طول إجراءات التسليم تطيل مقام مغربي بالعراق
لا يزال المعتقل المغربي عدنان سهمان قابعا في سجن “الحوت” بمدينة الناصرية العراقية، رغم مرور 20 عاما على دخوله السجن بتهمة “الإرهاب” في ماي 2004.
وكان من المفترض أن يغادر سهمان، وهو من الدار البيضاء، السجن يوم الاثنين الماضي (13 ماي الجاري)، إلا أن تعقد إجراءات تسليم المفرج عنهم في العراق تُبقي على احتجازه لأيام إضافية قد تتحول لشهور.
وأوضح عبد العزيز البقالي، رئيس التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة بسوريا والعراق، أن هذه الإجراءات المُعقدة تُطيل من مقام عدنان سهمان في سجون العراق.
إقرأ أيضا: مغربي مدان بالإرهاب ينهي محكوميته بسجون العراق.. وعائلته تترقب موعد تسليمه
وبحسب رئيس التنسيقية المذكورة، فإن وزارة العدل العراقية تُعد ملفات تسليم المفرج عنهم بعد انتهاء أحكامهم، ثم تُرسلها إلى وزارة الهجرة والمهجرين التي تتولى عملية تسليمهم إلى بلدانهم.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الإجراءات تستغرق وقتا طويلا، مما يُثير قلق التنسيقية من تكرار سيناريو السجين عبد السلام البقالي مع عدنان سهمان. ففي عام 2010، انتهت محكومية البقالي، إلا أنه تمت فبركة ملف جديد له وحُكم عليه بالإعدام.
وتُطالب التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة بسوريا والعراق السلطات العراقية والمغربية بتسريع عملية تسليم عدنان سهمان لإنهاء معاناته وعودته إلى وطنه.
إقرأ أيضا: وهبي: أشعرنا السلطات العراقية بعدم إعدام بعض “مغاربة داعش”
في سياق متصل، تنتظر والدة عدنان وهي سيدة أرملة طاعنة في السن، بفارغ الصبر أن تتدخل السلطات المغربية من أجل ترحيل ابنها إلى المغرب بعد أن قضى مدة محكوميته في العراق.
وفي شهر ماي 2023، وقع وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، ونظيره العراقي خالد شواني، بمقر وزارة العدل بالرباط، على مذكرة تفاهم، كخطوة أولى من أجل التوقيع على اتفاقيات تعاون في المجال العدلي والقانوني، بما فيها تسليم المبحوث عنهم، وتبادل المحكوم عليهم بعقوبات سجنية.
وفي مارس من العام الماضي، قام وهبي، بزيارة لأحد السجون بالعاصمة العراقية بغداد، للاطلاع والاطمئنان على وضعية المعتقلين المغاربة في عموم السجون العراقية، وذلك عقب لقاء جمعه بمستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي.
إقرأ أيضا: عائلات مغاربة سوريا والعراق تشكو “التماطل” في اتخاذ قرار ترحيل أبنائهم
ووفقا لمصادر ، فإن من بين السجناء المغاربة الذي زارهم وهبي، بأحد السجون العراقية، المعتقلتين منذ 2017، “ليلى القاسمي” من طنجة، و”ابتسام الحوزي” من بني ملال، والمحكومتان بالمؤبد في ملفات مرتبطة بالإرهاب.
وتعود قضية المغاربة المعتقلين في العراق إلى الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، ويقول تقرير التنسيقية الذي تتوفر “العمق” على نسخة منه، إن “بعض الشباب كانوا مقيمين فعلا قبل الغزو الأمريكي للعراق وآخرون دخلوا العراق بطريق أو بأخرى”.
المصدر ذاته، أوضح أن معظم هؤلاء اعتقلتهم القوات الأمريكية والآخرون من طرف القوات العراقية، وصدرت في حقهم أحكام قالت عنها التنسيقية إنها “غير عادلة”، بعد اعترافات تحت التعذيب، حالة المعتقل عبد السلام البقالي نموذجا، إضافة إلى أنهم حوكموا في غرف مغلقة وبدون محام، وباعتراف منظمات دولية.
إقرأ أيضا: تفاؤل عائلات مغاربة العراق يتبدد مع غموض مآل اتفاقية تبادل السجناء
وأورد التقرير أسماء المتعلقين العشرة، وهم عبد السلام البقالي من مدينة طنجة اعتقل سنة 2003 وصدر في حقه حكم بالإعدام، ولا يزال معتقلا بسجن “الحوت” بالناصرية. والمعتقل محمد اعلوشن، من مدينة طنجة أيضا، اعتقل سنة 2006، وهو محكوم بالسجن المؤبد.
من المعتقلين أيضا، عبد اللطيف تبيلي من مدينة الدار البيضاء اعتقل سنة 2007 ومحكوم بالمؤبد، والمعتقل عدنان سهمان من الدار البيضاء، اعتقل سنة 2004 ومحكوم بـ20 سنة سجنا، وأحمد بوكادي معتقل منذ 2010 وصدر في حقه حكم بالسجن المؤبد.
وضمن المعتقلين، كذلك، أورد التقرير اسم يوسف الشافعي من مدينة طنجة، دون الاشارة إلى سنة اعتقاله أو مدة الحكم الذي يقضيه، والمعتقل يوسف المنوني من مدينة فاس، محكوم بالإعدام.
إضافة إلى ليلى القسمي من طنجة وابتسام الحوزي من بني ملال المعتقلتان منذ 2017، والمحكومتان بالمؤبد، وابنة المعتقلة ابتسام الحوزي التي ولدت داخل السجن سنة 2018.
المصدر: العمق المغربي