ترأس يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، أمس الخميس بمقر الولاية، مراسم إعطاء انطلاقة برنامج “طنجة.. ملاعب الخير”، وذلك بحضور أعضاء من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وفاعلين جمعويين، حيث تم إطلاع الحضور على المبادئ الرئيسية للبرنامج وأهدافه والإطار الذي من خلاله سيتم تفعيله.

تأتي انطلاقة البرنامج المذكور، وفق معطيات رسمية توصلت بها هسبريس، تزامنا مع ما تعرفه المملكة من استعدادات لتنظيم استحقاقات كبرى في مجال كرة القدم، وبصفة خاصة كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، التي تتشرف عروس الشمال بالمشاركة في احتضانها.

وعرف الموعد توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين عمالة طنجة أصيلة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، وذلك بهدف وضع إطار مؤسساتي لتفعيل البرنامج المشار إليه من خلال ترسيخ الشراكة في مجال تدبير الملاعب الرياضية للقرب بتراب العمالة.

يشمل البرنامج في مرحلته الأولى برسم سنة 2025، 34 ملعبا للقرب، ستة منها مخصصة لممارسة رياضة البادل (Padel)، اثنان وعشرون مخصصة لكرة القدم، وأربعة ملاعب لكرة السلة، إضافة إلى ملعب واحد لكرة اليد وملعب واحد للكرة الطائرة، مع إمكانية توسيع هذه اللائحة مستقبلا لتشمل الملاعب الجديدة التي سيتم إحداثها أو تلك التي يشملها التأهيل في إطار برامج التنمية التي سيتم إطلاقه ابتداء من سنة 2026 بكافة جماعات عمالة طنجة أصيلة.

في هذا الصدد، قال يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، إن انطلاقة هذا البرنامج تأتي استجابة لوضعية حالية لملاعب القرب تتميز بإكراهات متعددة، أهمها عدم حرفية التسيير، ونقص الشفافية في الاستفادة، ووضعية جد متردية لبعض الملاعب بفعل نقص الاستثمار في الصيانة والتجديد رغم المداخيل المهمة التي تحققها جل الملاعب، مما يطرح تساؤلات حقيقية ومشروعة لدى المواطنين، بالإضافة إلى تنوع جد محدود في الملاعب وانفتاحها على مختلف الرياضات.

وأكد التازي، في كلمة له بالمناسبة، أن هذه الوضعية لم تعد مقبولة في ثاني أكبر مدينة على صعيد المملكة، خاصة مع ما تعرفه بلادنا من استعدادات لتنظيم استحقاقات رياضية دولية كبرى، مضيفا أن بلادنا بصفة عامة، ومدينة طنجة وباقي المدن المحتضنة لهذه المواعيد الدولية الهامة، انخرطت في ظل توجيهات الملك محمد السادس في أوراش كبرى لتأهيل البنيات التحتية الرياضية والحضرية تسير بوتيرة حثيثة لكي تكون في الموعد.

وشدد على أن “التحدي الأكبر يبقى هو جاهزيتنا جميعا كفاعلين مؤسساتيين وسياسيين ومجتمع مدني وفرق رياضية، ومواطنين مغاربة على العموم، في مجالات الحكامة الجيدة والتسيير المحكم وتغليب مصلحة الوطن والمواطن على الحسابات الذاتية الضيقة لبعض الجهات بما يتوافق والقيم المغربية القحة من أصالة وشرف وحسن استقبال ومسارعة نبيلة لمبادرات الخير”.

ويستهدف البرنامج، وفق المسؤول ذاته، وضع أسس مقاربة جديدة في تدبير الملاعب الرياضية للقرب، قوامها تجويد وتنويع العرض الرياضي، وتيسير ولوج الممارسين من مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية إلى البنيات التحتية الرياضية، وضمان الشفافية والحكامة الجيدة والتسيير المضبوط، مع اعتماد تطبيق معلوماتي للحجز، وتوفير ظروف اشتغال ملائمة للعاملين بالملاعب تضمن حقوقهم.

وذكر التازي أن “ملاعب الخير” تروم إعطاء دفعة جديدة للرياضة المدرسية التي تعتبر الباب الأول للناشئين لاكتشاف مختلف الرياضات وأول مشتل حقيقي لأبطال المستقبل، إضافة إلى “تمكين الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الرعاية الاجتماعية من الاستفادة من المداخيل الصافية لاستغلال هذه الملاعب بناء على معايير محددة ووفقا لروح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وأهدافها، مما دفعنا لاختيار اسم البرنامج: طنجة.. ملاعب الخير”.

وتعول سلطات طنجة على هذه الشراكة وهذا المنهج الجديد في تدبير الملاعب الرياضية للقرب في تطوير البنيات التحتية الرياضية، وتشجيع الناشئة، ذكورا وإناثا، على ممارسة الرياضة في بيئة آمنة ومؤهلة، وكذا تمكين الجمعيات الشريكة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية العاملة في مجال الرعاية الاجتماعية التي تستهدف الفئات الهشة من مداخيل قارة، تتيح لها تنفيذ برامجها، حيث ستخصص العائدات الصافية للملاعب لفائدة الجمعيات التي سيتم اختيارها بناء على معايير محددة.

حري بالذكر أنه ستعطى أولوية استعمال هذه الملاعب لتلاميذ الجمعيات الرياضية التابعة لمؤسسات التعليم العمومي وبالمجان.

المصدر: هسبريس

شاركها.