اخبار المغرب

برلماني استقلالي يهاجم “الباطرونا”: أداؤها لا يرقى لمستوى تمثيل القطاع الخاص

وجه البرلماني عن حزب الاستقلال ونائب رئيس لجنة المالية بمجلس المستشارين، عبد اللطيف الأنصاري، انتقادات لاذعة للأداء الحالي للاتحاد العام لمقاولات المغرب، معتبرا أنها “شهدت تراجعا ملحوظا في دورها المحوري كصوت للمقاولات المغربية، وتحولت إلى ما يشبه “أداء الصالونات والصور والفيديوهات” على حساب العمل العميق للدفاع عن حقوق المقاولة ومواكبتها في مواجهة التحديات. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج “نبض العمق” الذي يُبث عبر منصات “”.

وأعرب الأنصاري عن أسفه لما آل إليه وضع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مقارنا بين أدائه الحالي والفترة التي وصفها بـ”الذهبية” تحت رئاسة مريم بنصالح، والتي شهدت، حسب قوله، زخما كبيرا في الدبلوماسية الاقتصادية ومواكبة الزيارات الملكية لإفريقيا، مما عاد بالنفع على الاستثمار المغربي والقضية الوطنية. وقال: “الآن نرى أن هناك تراجعا في الدبلوماسية الاقتصادية للاتحاد، لا نراه في الواجهات الدبلوماسية الدولية كما يجب، وحتى في تدبيره اليومي وطرق عمله، سواء على مستوى الجهات أو على المستوى المركزي، هناك تراجع في الأداء وخفوت للصورة النموذجية التي كانت عند المستثمر والمقاول المغربي”.

وأرجع الأنصاري، وهو الرئيس المؤسس سابقا لفرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة درعة تافيلالت، هذا التراجع بشكل أساسي إلى “الحكامة”، مشيرا إلى “الجو العام الذي نلمسه داخل المؤسسة، من الرئاسة الثنائية إلى القائمين على اللجان وبعض الفيدراليات”. وأكد، من واقع خبرته كمنخرط منذ عام 1994 وكرئيس جهوي وعضو مجلس إدارة سابق، أن “هناك قطاعات كبيرة ووازنة في الاقتصاد الوطني فيها مقاولات تعاني ولا تجد من يساندها”.

وأضاف قائلا: “أصبحنا نرى أداء يركز على الصالونات والصور والفيديوهات، ولكن ليس هناك أداء في العمق يعمل على الدفاع عن حقوق المقاولة ومواكبتها في معالجة المشاكل، سواء فيما بينها أو مع الإدارات”. وشدد على أن الدولة تبنت الاتحاد كممثل للقطاع الخاص، وأن عليه أن يقوم بالدور المنوط به لمواكبة الدينامية الاقتصادية الكبيرة التي تعرفها البلاد، والمساهمة في تحقيق هدف رفع نسبة مساهمة القطاع الخاص في الاستثمار إلى الثلثين.

وتساءل الأنصاري: “كيف يمكن لهذا القطاع الخاص، الذي تمثله مؤسسة ليس لديها نجاعة في الأداء، أن يصل إلى مبتغى الثلثين في الاستثمار الخاص؟” مؤكدا على ضرورة أن “يقوم ممثل القطاع الخاص بدوره على أفضل وجه، وأن يكون لديه حس وطني ومسؤولية لينكب بطريقة مسؤولة وناجعة على الإشكالات التي تعرفها المقاولة المغربية اليوم”.

وكشف الأنصاري أنه يلتقي شخصيا بالعديد من أصحاب المقاولات من قطاعات مختلفة، مثل موزعي الغاز ومستوردي الأدوات الفلاحية، الذين يشتكون من مشاكلهم، وعندما يسألهم عن دور الاتحاد، “يقولون إنهم لا يجدون مع من يتحدثون”.

ولم يغفل الأنصاري مسؤولية المقاولات نفسها، خاصة الصغيرة والمتوسطة التي تشكل أكثر من 95% من النسيج الاقتصادي، داعيا إياها إلى “الانخراط بكثافة في الاتحاد العام لمقاولات المغرب وفي الفيدراليات القطاعية ليتمكنوا من إيصال صوتهم ومتابعة مشاكلهم”، بدلا من ترك الساحة للمقاولات الكبرى التي تمثل نسبة قليلة ولكنها “متواجدة بقوة وبكثافة في هذه المؤسسات ويتم الترافع عن مصالحها”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *