في زمن اللبس و عين ميكة، يطل علينا برلمانيون دون كيشوطيون يغزلون الكلام، وكأننا في زمن عام البون، بخطب مهزوزة ومنمقة من أجل ذر الرماد في العيون، يخرجون بكامل ما أتاهم الله من “سنطيحة” ليدافعوا عن حصائلهم ولا أظنها حصائل، يمكن نحن من “حصلنا” مع هؤلاء الذين لم يقدموا أي شيء يذكر، إننا أمام ردة سياسية وحصيلة لا تبشر بالخير في ظل الخطابات التنموية التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس في أكثر من خطاب، هل هي “عين ميكة” أو غياب القدرة على التأثير.

أحد “الفسابكة” أي الفايسبوكيين تحدث وقال بأن مهام البرلمانيين محصورة ومكبلة، وكأننا أمام فقدان المناعة السياسية، لكن هذا الفايسبوكي غفلت عنه بعض الاختصاصات والمهام وأظنها ونفسي قد سقطت سهوا،”فسبحان اللي ما ينسى ولا ينام”، فإليك مني بعض الاختصاصات:

  1. الاختصاص التشريعي

مناقشة واقتراح القوانين.

التصويت على مشاريع ومقترحات القوانين.

تعديل القوانين قبل المصادقة عليها.

2 الرقابة على العمل الحكومي

توجيه الأسئلة الشفوية والكتابية إلى أعضاء الحكومة.

تشكيل لجان تقصي الحقائق.

التصويت على ملتمس الرقابة (في مجلس النواب فقط).

مناقشة السياسات العمومية والبرامج الحكومية.

3 الاختصاص المالي

مناقشة قانون المالية السنوي والمصادقة عليه.

مراقبة تنفيذ الميزانية.

تقديم تعديلات على مشروع قانون المالية.

4 تمثيل المواطنين

الدفاع عن مصالح السكان الذين يمثلهم.

نقل انشغالاتهم ومشاكلهم إلى البرلمان والحكومة.

التفاعل مع المجتمع المدني والمنظمات المحلية.

5 المصادقة على الاتفاقيات الدولية

التصديق على بعض المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي يبرمها المغرب

ما يهمنا في كل هذه المهام بدرجة أولى هو مبدأ تمثيلية المواطنين الذي لا يخرج عن أولى الأولويات وهو الدفاع عن مصالح السكان الذين يمثلهم، ونقل انشغالاتهم إلى البرلمان والحكومة، وكذا التفاعل مع المجتمع المدني والمنظمات المحلية، لكن ما هو ظاهر للعيان أن المحصلة وقبل أشهر معدودات من الانتخابات البرلمانية المقبلة لم ترق لتطلعات الساكنة التي كانت تمني النفس لرؤية مشهد سياسي في حلة جديدة وخارج منطق التنميط وعبارة “أولاد عبد الواحد واحد”، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه كما قال المتنبي. لقد أكد جلالة الملك في أكثر من خطاب على ضرورة جعل المواطن أولوية بالنسبة للممثلين، لكن يبدو أن هؤلاء مصرون على تمثيل دور الضحية، وعدم استيعاب الرسائل، وعندما سيسقطون في أول اختبار ويضيع الكرسي، سيجلسون لكي يرددوا أغنية نعيمة سميح: غاب علي لهلال وطال صبري و النوم يجافي خبروني وقتاش يطلع هلالي و نشوفو.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.