أجرى نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اليوم الإثنين بمدينة العيون، زيارة ميدانية لعدد من الأوراش المهيكلة ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.

ووقف الوفد الرسمي، الذي ضم عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، وعبيد مريزيك، نائب رئيس جماعة العيون، إلى جانب عدد من المنتخبين وشيوخ القبائل الصحراوية، على مدى تقدم الأشغال في المشاريع الكبرى الرامية إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين الربط الطرقي والمائي بالجهة.

وفي هذا الصدد تفقد الوفد ورش بناء “قنطرة الساقية الحمراء”، التي تعد جزءا من مشروع الطريق السريع تزنيتالداخلة، التي يبلغ طولها الممتد على ضفاف وادي الساقية الحمراء 1.648 مترا، بعرض 21.4 مترا، وبتكلفة إجمالية تناهز 1.4 مليار درهم، إذ يتضمن طريقين مزدوجين منفصلين وممشى للراجلين وفق معايير السلامة والاستدامة البيئية.

ووفق القائمين على هذا المشروع فإن الجسر الطرقي الأضخم في المغرب ينتظر أن يساهم في تفادي انقطاع حركة السير خلال الفيضانات، وتحسين السلامة الطرقية، فضلا عن تعزيز الربط بين شمال المملكة وعمقها الإفريقي.

كما أعطى المسؤول الحكومي انطلاقة أشغال الطريق الرابطة بين جماعتي المرسى وفم الواد، التي تنجز بكلفة إجمالية تبلغ 27.75 مليون درهم، على طول مقطع يربط الطريق الوطنية رقم 1 بالنقطة الكيلومترية 1509000، بهدف تحسين انسيابية حركة السير وتحويل المرور خارج مركز الجماعة.

وشملت الجولة كذلك زيارة مشروع سد الساقية الحمراء، الذي بلغت نسبة إنجازه 89 في المائة، بكلفة إجمالية تصل إلى 652 مليون درهم. ويمتد السد على طول 1015 مترا وعلو 21 مترا، بطاقة تخزينية تقدر بـ 113 مليون متر مكعب، ويهدف إلى حماية مدينة العيون والمناطق السفلى من الفيضانات، وتغذية الفرشة المائية، إلى جانب خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة تقدّر بـ 220 ألف يوم عمل خلال فترة الأشغال.

كما تفقد الوفد الرسمي مشروع حماية ساحل فم الواد من التآكل، وميناء العيون، قبل أن يشرف على إعطاء انطلاقة بناء المعهد المتخصص للأشغال العمومية بتجزئة 25 مارس، إلى جانب تدشين مشروع حماية مدينة العيون من الفيضانات بالمدخل الشرقي.

في هذا السياق قال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إن المشاريع الكبرى التي تعرفها جهة العيون الساقية الحمراء تندرج في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى العاشرة لإطلاق النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن “هذه الدينامية تعكس الإرادة الملكية في جعل الأقاليم الجنوبية نموذجا للتنمية المندمجة والمستدامة”.

وأوضح بركة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مشروع الطريق السريع تزنيتالداخلة، الممتد على طول 1055 كيلومترا، ساهم في تحسين الربط بين شمال وجنوب المملكة وتعزيز البعد الإفريقي للمغرب، وخلق أكثر من مليونين ونصف المليون يوم عمل، كما مكّن من تقليص مدة التنقل بنسبة 33 في المائة للعربات الخفيفة و35 في المائة للشاحنات”.

وأكد المسؤول الحكومي ذاته أن سد الساقية الحمراء يُعد من المشاريع المائية الهيكلية الكبرى في الجهة، بطاقة تخزينية تصل إلى 113 مليون متر مكعب، وهو مخصص لحماية مدينة العيون من الفيضانات وتغذية الفرشة المائية، لافتا إلى أن “عملية ملء السد انطلقت رسميا اليوم بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، على أن تُستكمل الأشغال نهائيًا في أفق يونيو 2026”.

وعن مشروع الطريق الرابط بين جماعتي المرسى وفم الواد، الذي يندرج ضمن شبكة الطرق القروية غير المصنفة، شدد وزير التجهيز والماء على أن “المشروع يهدف أساسا إلى تحسين الولوج إلى المناطق الساحلية التي تعرف إقبالا سياحيا خلال فصل الصيف، فضلا عن تحسين السلامة الطرقية وتيسير حركة المرور خارج المراكز الحضرية”، موردا أن “مشروع حماية ساحل فم الواد من التآكل يمثل استجابة حقيقية لإشكالية بيئية ظلت مطروحة؛ إذ سيساهم في تأمين البنية الساحلية وفتح آفاق جديدة للاستثمار في السياحة الأطلسية”.

كما أعلن نزار بركة عن انطلاقة أشغال بناء المعهد المتخصص للأشغال العمومية بتجزئة 25 مارس، الذي يبحث بحسبه “تمكين شباب الجهة من تكوينات تطبيقية في مجالات الهندسة والبناء والأشغال العمومية، بما يؤهلهم للانخراط الفعلي في الأوراش الكبرى الجارية بالأقاليم الجنوبية”، مبرزا أن “هذه المبادرات تتقاطع مع البرامج المندمجة الجديدة لتأهيل الجماعات الترابية التي ستنطلق سنة 2026″، وأن “الهدف هو خلق فرص عمل وتكوين الكفاءات المحلية الكفيلة بمواكبة الدينامية التنموية التي تعرفها المنطقة”.

وأنهى الوزير تصريحه بالتأكيد على أن “هذه المشاريع المتكاملة في مجالات الطرق والسدود والتكوين تعكس تجسيدا فعليا للرؤية الملكية السامية، وتجسد مرحلة جديدة من العمل الميداني الرامي إلى تعزيز البنيات التحتية وتحقيق التنمية المستدامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية”.

المصدر: هسبريس

شاركها.