برزوا في أوروبا وصنعو التاريخ في قطر.. أسود اختارت الاستقرار في دوريات الخليج

تواصل مسلسل هجرة نجوم المنتخب الوطني إلى دوريات الخليج العربي، وذلك خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، بعد انضمام حكيم زياش إلى الدحيل القطري قادمًا من غلطة سراي التركي، ليتجه بذلك على خطى رفاقه الذين صنعوا ساهموا في صناعة معجزة مونديال قطر ببلوغهم المربع الذهبي.
وطرح اختيار نجوم المنتخب الوطني الذهاب إلى دوري روشن السعودي، دوري نجوم قطر، أو دوريات الخليج بشكل عام مجموعة من الأسئلة حول أسباب الاختيار التي غالبًا ما تكون إما مادية أو معنوية، خصوصًا وأن عددًا منهم لم تتاح لهم الفرصة الكاملة في الدوريات الأوروبية.
من أوروبا إلى الخليج
مع نهاية مونديال قطر 2022 كان الشعب المغربي يمني النفس بمشاهدة الأسود في أعرق الأندية الأوروبية مثل برشلونة أو ريال مدريد، الأمر الذي لم يحدث رغم الضجة الإعلامية غير المسبوقة التي رافقت مجموعة اللاعبين الذين اتجهوا نحو السعودية وقطر في صفقات صدمت الأنصار قبل الخصوم.
وكانت البداية الفعلية لموسم الهجرة نحو الخليج خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2023 حينما سجلت مغادرة القائد رومان سايس صوب السد القطري قادمًا من بشكتاش التركي في صفقة بلغت 2.50 مليون يورو، مرورًا بالحارس ياسين بونو الذي غادر إشبيلية الإسباني نحو الهلال السعودي بعد أن حقق لقب الدوري الأوروبي بأداء استثنائي، وذلك في صفقة بلغت 21 مليون يورو.
كما أنهى جواد الياميق رحلته الأوروبية بفريق بلد الوليد الإسباني متجهًا صوب الوحدة السعودي في صفقة بلغت 1.20 مليون يورو، مع عبد الحميد الصابيري الذي تاه في شبه الجزيرة منذ أن اتجه إلى الفيحاء السعودي قادمًا من فيورنتينا الإيطالي في الميركاتو ذاته.
وبالنسبة لدوري نجوم قطر، فقد كان المهاجم سفيان بوفال اللاعب الحالي لسان جيلواز البلجيكي، أول المغادرين حيث انضم بعد المونديال بأسابيع قليلة إلى نادي الريان خلال الميركاتو الشتوي لعام 2023، متبوعًا برومان سايس، وحكيم زياش الذي أنهى رحلته الأوروبية بنادي غلطة سراي الذي خرج من مخططاته منذ أشهر، ليتجه صوب الدحيل في صفقة انتقال حر بعد فسخ علاقته التعاقدية مع فريقه التركي بالتراضي، وذلك خلال الميركاتو الماضي بعد أن ارتبط اسمه بمجموعة من الأندية من مختلف القارات والأصناف، ليرافق بذلك سايس، والمدافع بدر بانون الذي يلعب في قطر القطري منذ صيف عام 2022 حينما قدم من الأهلي المصري مقابل 1.70 مليون يورو.
انخفاض في القيمة التسويقية
من الطبيعي أن تسجل قيمة اللاعبين انخفاضًا ملحوظًا بعد الانضمام إلى أندية الخليج العربي، وذلك وفقًا لمجموعة من المعايير التي تضعها منصة “ترانسفير ماركت” المتخصصة في إحصائيات وأرقام اللاعبين، وذلك رغم تألقهم اللافت كالحارس ياسين بونو، الذي أبان عن مستويات رفيعة بقميص الهلال، إلا أن قيمته التسويقية انخفضت إلى 7 ملايين يورو.
وسجلت قيمة مجموعة من اللاعبين انخفاضًا كبيرًا مثل العميد رومان سايس (3 ملايين يورو)، جواد الياميق (1.5 مليون يورو)، عبد الحميد الصابيري (1.5 مليون يورو)، بدر بانون (1.20 مليون يورو)، سفيان بوفال العائد إلى أوروبا من بوابة سان جيلواز البلجيكي (4.5 مليون يورو)، وحكيم زياش الذي انضم إلى الدحيل القطري وقيمته السوقية 5 ملايين يورو، نتيجة قلة مشاركاته خلال الأشهر الماضية.
أسود رفضت الرحيل عن القارة العجوز
رغم العروض الضخمة التي تلقوها، قررت مجموعة من الأسماء اللامعة داخل المنتخب الوطني الاستمرار في الدوريات الأوروبية، وذلك من خلال رفض عروض الأندية العربية ومواصلة الرحلة الأوروبية رغم الفارق الكبير في الراتب والظروف. ويتعلق الأمر بعدد من اللاعبين، من بينهم المدافع نايف أكرد الذي قرر خوض تجربة الإعارة في ريال سوسيداد الإسباني بعد تهميشه في وست هام المهدد بالهبوط هذا الموسم، في وقت ارتبط اسمه بالاتحاد السعودي.
إلى جانب أكرد، شهدت الفترات السابقة من الميركاتو رفض مجموعة من اللاعبين للعروض العربية، وذلك من خلال رغبتهم في الاستمرار بالقارة العجوز. ويتعلق الأمر بيوسف النصيري الذي لبى نداء المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، متجهًا صوب فنربخشة التركي، رغم رغبة واهتمام النصر السعودي بخدماته ليحل بديلاً للبرازيلي تاليسكا، إلى جانب مواطنه في فريقه سفيان أمرابط الذي قضى الموسم الماضي في مانشستر يونايتد معارًا من فيورنتينا الإيطالي.
كما شهدت الأشهر الماضية مغادرة عز الدين أوناحي معارًا إلى باناثينايكوس اليوناني، قادمًا من أولمبيك مارسيليا الفرنسي، الأمر الذي يؤكد رغبته في المواصلة ومرافقة مواطنه أيوب الكعبي المتألق بقميص أولمبياكوس اليوناني.
أهداف كبرى
ويبقى الرهان الأكبر للأسود من خلال المشاركة المقبلة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستقام بالمملكة المغربية هو التتويج وتقديم مستوى يرقى لتطلعات الجماهير المغربية التي تمني النفس بمشاهدة المنتخب الوطني الأول الذي غاب عن منصات التتويج منذ عام 1976، الأمر الذي يضع ضغطًا كبيرًا على وليد الركراكي وطاقمه من أجل الحفاظ على لقب “الكان” بالمملكة المغربية، واجتناب أي سيناريو مشابه للنسخ الماضية.
يُذكر أن المنتخب الوطني مقبل أيضًا على نهائيات كأس العالم 2026، والتي ستقام بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، علماً أنه يحتل صدارة المجموعة الخامسة من التصفيات الإفريقية، وذلك برصيد 9 نقاط من خلال خوض 3 جولات. إذ بات مطالبًا بالانتصار في المباراتين المقبلتين لضمان التأهل المباشر، وذلك في إطار النظام الجديد للبطولة الأغلى دوليًا، والتي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا بدلًا من 32 كما في النسخ الماضية.
المصدر: العمق المغربي