في آخر إحاطة له بخصوص اشتغال الحكومة على تعميم مدارس الريادة، دافع محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن المعدل السنوي لهذا التعميم، أي إضافة 2000 مدرسة، إذ لم يستبعد أن يؤدي رفعه إلى “تعثر المشروع”، في وقت طمأن فيه بأن صرف تعويضات حراسة الامتحانات، برسم الموسم الماضي، “سيكتمل قريبا”.

وأفاد الوزير المستشارين البرلمانيين، خلال الجلسة العامة للأسئلة الشفهية، تفاعلا مع أسئلتهم بشأن “تعميم مدارس الريادة”، بأنه “في هذا الموسم تمّ الوصول إلى 2600 مدرسة رائدة بالابتدائي، فيما تهيء الوزارة 2000 مدرسة رائدة جديدة للدخول المدرسي المقبل”.

على ذلك، وفق برادة، ستصبح 50 في المائة من المدارس الابتدائية بالمغرب، في شهر شتنبر (بداية الموسم المقبل) “ريادية”.

أما بالنسبة في الإعدادي، فذكر الوزير أن “الوزارة ستتفتح 500 إعدادية جدية للريادة خلال الموسم المقبل، بغرض الوصول إلى نسبة 30 في المائة من الإعداديات رائدة”، موضحا أنه “بشكل عام سنصل إلى نسبة تعميم تبلغ 70 في المائة بالنسبة للابتدائي، و50 في المائة بالنسبة للإعدادي، بمتم الولاية الحكومية الحالية”.

وفسّر المسؤول الحكومي ذاته “داعي اعتماد معدل التعميم بـ2000” بكون “تحويل المؤسسات التعليمية إلى رائدة يتطلب عمليات الترميم في ظرف 3 أشهر”، أي بشكل أدق، “إعادة بناء وتهيئة 40 ألف حجرة دراسية، وكذلك 40 ألف أستاذ يجب أن يتسلموا معداتهم الإلكترونية ويتم تكوينهم في منهجية “طارل”. وشدد على أن “كل هذا يتطلّب وقتا”.

وتبيّن للوزارة من خلال إضافة 2000 مؤسسة تعليمية إلى قطار المدرسة الرائدة أن “المشكل في هذا الجانب ليس ماديا؛ بل يتعلّق بالتنزيل، إذ إن تنزيل الإصلاح في هذا العدد من المدارس صعب”.

ووضّح أنه “في مقابل وجود مؤسسات تعليمية رائدة يتم فيها التكوين بطريقة جيدة، ويحل المفتش بها كل أسبوع. كما أن مديرها يتتبع الأمور؛ فتنجح في المحصلة بسهولة، ثمّة مدارس أخرى لم يتم فيها التكوين بأحسن ما يرام، ولم يكن تنزيل الإصلاح بها بالتحكم نفسه”.

وفي هذا الصدد، أوضح الوزير أنه إذا تمّ اعتماد معدل تعميم 4000 عوّض 2000، “راه غادي نوحلوا”، بتعبيره، مشددا على أن “المشروع يجب أن يتم تعميمه تدريجيا، بما يتيح لنا التعلم من المشاكل المطروحة في الموسم، والحرص على تفادي تكرارها في الذي يليه”.

التعويضات

على صعيد منفصل، تفاعل وزير التربية الوطنية مع “النقاش” المثار في صفوف الأوساط التربوية، بشأن “تعويضات الحراسة والتصحيح”، الخاصة بدورة الموسم المقبل، بعدما تناولت المستشارة البرلمانية عن فريق الاتحاد الوطني للشغل المغرب، في طلب كلمة الموضوع، منبّهة إلى “الاحتقان التربوي بسبب تأخر صرف هذه التعويضات”.

قال برادة، بهذا الخصوص، إن “100 في المائة من نساء ورجال التعليم توصلوا بمستحقاتهم المتعلّقة بتصحيح الامتحانات”، مفيدا بأنه “إذا كان ثمّة مشكل يتعلّق بنقص الوثائق المطلوبة (لدى أحد الأساتذة) فيتعيّن عليه أن يتوجه إلى المصالح الإدارية من أجل إيجاد حلول”، بتعبيره.

أما فيما يتعلّق بتعويضات حراسة الامتحانات برسم سنة 2024، فذكّر الوزير بأنها “لم تكن مبرمجة في ميزانية الوزارة للسنة الماضية، فاضطرت إلى وضعها في ميزانية 2025″، مفيدا بأنه “يجري صرفها حاليا، وسيكتمل في أقرب وقت؛ حيث إن جميع الأساتذة سوف يتوصلون بمستحقاتهم”.

وفي هذا الصدد، كشف المسؤول الحكومي ذاته أن “تعويضات الحراسة والتصحيح الخاصة بهذه الامتحانات مهيأة، ولن يحدث أي تأخر في صرفها”.

“مشاكل” المربين

أما فيما يتعلّق بأوضاع مربي ومربيات التعليم الأولي، فأشاد وزير التربية الوطنية بالدور الذي لعبته الجمعيات في التعميم، قائلا إنه “منذ بدء التفويض لهذه الجمعيات نجحنا في بدء التعميم”.

وأضاف برادة، جوابا عن سؤال في الموضوع لمجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن “المربين والمربيات باتوا يستفيدون اليوم من 950 ساعة من التكوين، موازاة مع استفادتهم من تكوين مستمر على مدار السنة”.

وفي هذا الصدد، قال المسؤول الحكومي: “لا نقبل بأن جمعية ما لا تصرح بمربيات ومربي التعليم الأولي المتعاقدين معها لدى الضمان الاجتماعي”، موضحا أنهم “يستفيدون زيادات في الأجور بـ5 في المائة”، وفق الضوابط المعمول بها، “وفي الوقت نفسه سوف تضاف لهم 2 في المائة أخرى، من أجل تسجليهم في مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، بما يتيح لهم الاستفادة من قروض اقتناء السكن، وكافة الامتيازات التي يحصل عليها الأساتذة”.

وشدد الوزير على أنه “عندما تتاح لنا إمكانيات مادة أكبر من وزارة المالية، سوف نرفع كذلك من أجورهم”، مستدركا بأنه “يجب أن نفتخر بنجاح هذه الجمعيات التي أصبحت مثالا يحتذى في الخارج”، بتعبيره.

المصدر: هسبريس

شاركها.