بعد أن أثار الكشف عن الاستعداد لتدريسها لفائدة أساتذة التربية البدنية بالمغرب، في ماي الماضي، دافع الوزير محمد سعد برادة عن إدماج الهيب وهوب والبريكينغ بالمؤسسات التعليمية، مفيدا بوجود “ميولات ورغبات” لدى التلاميذ لممارستها داخل المدارس وبأنها “تسهم في ترسيخ القيم التربوية”.
وقال برادة، ضمن جواب كتابي حديث عن سؤال برلماني حول “خلفيات وتداعيات إدماج الهيب هوب والبريكينغ في المؤسسات التعليمية”، إن إدراجها ضمن أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية “جاء لتلبية ميولات ورغبات التلاميذ لممارستها في إطار منظم داخل فضاء المدرسة، إحقاقا لمبدأ دمقرطة الأنشطة الرياضية وتوسيع العرض الرياضي المدرسي، كباقي الرياضات”.
وتابع المسؤول الحكومي، مُجيبا النائبة فدوى محسن الحياني، عضو الفريق الحركي، بأن هذه الرياضة “تسهم في ترسيخ القيم التربوية؛ كالاحترام والتعاون والانضباط وتقوية الكفايات الأساس”.
وذكّر وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بأن “ممارسة الهيب هوب والبريكينغ انتشرت على نطاق واسع في صفوف الشباب عبر مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بلادنا”.
وقال إن “هذه الرياضات، التي كانت تمارس في البداية بشكل غير مؤطر في الشوارع والفضاءات المفتوحة، عرفت تطورا نوعيا جعل منها اليوم رياضات أولمبية معترف بها من لدن اللجنة الأولمبية الدولية منذ سنة 2018”.
دورة تكوينية
في ماي الماضي، أهابت وزارة التربية الوطنية، عبر مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، بمديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين باقتراح إطارين مفتش/ مدّرس للمادة للاستفادة من دورة تكوينية في تدريس “الهيب هوب” و”البريكينغ”، على أساس تقاسم التكوين لاحقا مع أساتذة المادة على الصعيدين الإقليمي والجهوي.
وخلّفت المذكرة، يومها، “جدلا وانقساما في صفوف الفاعلين التربويين والمهتمين؛ إذ بينما رأى بعضهم بأن تدريس هذ الرياضات تكريس “للتبعية العمياء”، مُثيرا “إمكانية تخليف ذلك تداعيات على أخلاق التلاميذ”، اعتبر البعض الآخر أن “التلميذ يبقى حرا أساسا في ممارستها من عدم ذلك، بما أنها لا تندرج ضمن منهاج التربية البدنية، على أن إدماج أي رياضة يبقى إيجابيا، إذا كانت لها فوائد صحية وسيكولوجية على المتمدرس”.
وفي هذا الجانب، أكد الوزير محمد سعد برادة أن الوزارة وقّعت، سنة 2021، “اتفاقية شراكة مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب والأساليب المماثلة بغية ضمان التأطير التربوي والتقني لهذه الأنشطة”.
وتهدف الاتفاقية، حسب المسؤول الحكومي نفسه، إلى “تنظيم دورات تكوينية لفائدة أساتذة التربية البدنية”، و”تقديم الدعم التقني واللوجستيكي لتأطير هذه الممارسة”، فضلا عن “مواكبة المواهب الشابة داخل المؤسسات التعليمية وتوجيهها نحو الأندية الوطنية والدولية”.
وفي إطار هذه الشراكة، تابع برادة: “سيتم تنظيم تكوينات خاصة لفائدة أساتذة التربية البدنية والرياضية، في إطار الرياضة المدرسية تشمل الجوانب التقنية البيداغوجية، والتنقيط المعتمد في المنافسات”. وقال إن هذا “يتيح للأساتذة تأطير التلاميذ بشكل علمي ومهني”.
“التزام” مغربي
مقدّما سياق اتفاقية الشراكة المذكورة أَخبر المسؤول الوصي على قطاع التربية الوطنية النائبة واضعة السؤال بأن “الهيب هوب والبريكينغ رياضة أولمبية معترف بها من لدن اللجنة الأولمبية الدولية منذ سنة 2018”.
وأكمل: “قد تم إدراجها ضمن فعاليات الألعاب الأولمبية باريس 2024. ومن المرتقب أن تكون حاضرة كذلك في أولمبياد الشباب بدكار سنة 2026. كما شارك المغرب بالمنتخب في الألعاب الأولمبية بباريس”.
واستحضر الوزير برادة، كذلك، احتضان المغرب البطولة الإفريقية للبريكدانس المؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس في مايو 2023، تحت رعاية الملك محمد السادس، “أشرفت على تنظيمها الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية، الرشاقة البدنية الهيب هوب والأساليب المماثلة”.
وذكّر بأن المغرب توج في هذه البطولة “باللقب القاري على مستوى الإناث والذكور، وبذلك تأهل لأولمبياد باريس 2024″، عادا أن “هذا يبرز التزام المغرب بتطوير هذه الرياضة (البريكدانس)”.
المصدر: هسبريس