بدء تنقيب جديد عن غاز جرسيف

في خطوة من شأن نتائجها أن تكون حاسمة في تقييم إمكانات الغاز المتاحة بمنطقة جرسيف في الشمال الشرقي للمغرب، المقدرة بحوالي ستة تريليونات متر مكعب، شرعت شركة “بريداتور أويل آند غاز” البريطانية، المتخصصة في ميدان التنقيب عن النفط والغاز، هذا الأسبوع، في حفر بئر الغاز الجديدة ذات الاسم “MOU5″، بعد أن كان مقررا ذلك في 25 من شهر فبراير الماضي.
وذكرت تقارير وسائل إعلام متخصصة في أخبار الطاقة أن الشركة البريطانية، التي قامت سابقا بعمليات حفر أربع آبار في حقل جرسيف، بموجب الترخيص الاستكشافي الحاصلة عليه بالمنطقة، بدأت يوم الاثنين 3 مارس الجاري في حفر البئر “MOU5″، واصفة الخطوة بـ”الاستراتيجية التي تهدف إلى تقييم الإمكانيات الغازية في الموقع”.
في هذا الإطار، ذكر الموقع الإلكتروني البريطاني “energynews”، المتخصص في تغطية أخبار قطاعات الطاقة، أن الشركة المذكورة “تعول على البئرMOU5 لتقييم كمية الغاز القابل للاستغلال بشكل أكثر دقة”، وذلك “على الرغم من أن نتائج عمليات الحفر السابقة كانت متفاوتة”.
وأوضح المصدر نفسه أن “بريداتور أويل آند غاز” البريطانية تركز بشكل رئيسي “على الخزانات الضحلة، التي قد تسمح بالإنتاج السريع في حالة اكتشاف موارد قابلة للاستغلال”، شارحا أن “هذا النهج يهدف بالأساس إلى تحسين تكاليف الحفر، الذي يعتبر عاملا حاسما بالنظر إلى تزايد الطلب على الغاز محليا (على الصعيد الوطني للمغرب) ودوليا”.
وأفاد الموقع المتخصص نفسه بأن “ما يزيد جاذبية المشروع، هو قرب منطقة جرسيف من البنية التحتية الحالية للغاز”، ذلك أنه “إذا أثبتت عمليات الحفر نجاحها، فإن قرب المنطقة من شبكات النقل والتوزيع سيسهل التكامل السريع للغاز المستخرج في النظام الوطني للطاقة”.
وبشأن تفاصيل عمليات الحفر الجديدة التي شرعت فيها الشركة البريطانية يوم الاثنين 3 مارس الجاري، أفادت “بريداتور أويل آند غاز”، عبر موقعها الإلكتروني، بأن هذه العمليات التي تهم الربع الأول من السنة الجارية، تروم “استكشاف إمكانات الغاز في الطبقات الجوراسية على عمق يتراوح ما بين 800 و1200 متر”.
ووفق المصدر نفسه، فإن “الهيليوم، الذي تم استكشافه في بئر MOU3 ضمن عينة غاز تم جمعها أثناء الحفر، يُعد أيضًا أحد الأهداف في بئر MOU5″، التي تسري بها عمليات الحفر حاليا.
وأفادت الشركة البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز، نقلا عن تقرير مستقل أعدته شركة “Scorpion Geoscience” حول البئر الجديدة، بأن “كمية الهيليوم الموجودة في الموقع تقدر بما يتراوح بين 104,31 و598,88 مليار قدم مكعب”.
جدير بالذكر أنه بالشروع في حفر بئر الغاز الجديدة، فإن تركيز “بريداتور أويل آند غاز” سيصبح منصبا “على 5 مناطق محتملة للغاز حيوي المنشأ، وهي التي تم اكتشافها من خلال آبار MOU1 و MOU2 وMOU3 وMOU4 و5MOU، على أعماق تتراوح بين 339 و1500 متر”، وفقا للمصدر نفسه، الذي أكد أن “عمليات الاختبار تعطي الأولوية حاليا لبئر “MOU3”.
وفي هذا الصدد، أعلن المصدر نفسه اعتزامه حفر خزان غاز ضحل، ذي ضغط أعلى في منطقة بئر “MOU3″، تحديدا خلال الربعين الأول والثاني من السنة الجارية.
يشار إلى أنه بموجب عقد التنقيب عن الغاز، الذي حصلت عليه ودخل حيز التنفيذ في بداية سنة 2020، فإن “بريداتور أويل آند غاز” البريطانية تمتلك حصة 75 في المئة في رخصة منطقة جرسيف، مقابل 25 في المئة حصة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن.
وتمتد الرخصة، وفقا للمعطيات التي تفصح عنها الشركة، لمدة تسع سنوات، مقسمة على فترات، الأولى مدتها 61 شهرا، فيما تصل فترة التمديد الأولى إلى 29 شهرا، وفترة التمديد الثانية إلى 61 شهرا.
ومن المرتقب أن تنتهي فترة التمديد الأولى، التي دخل فيها المشروع السنة الماضية، في الخامس من نونبر من سنة 2026.
وذكر موقع “energynews” أن استكشافات الغاز في حقل جرسيف تأتي “كجزء من استراتيجية أوسع لتنويع مصادر الطاقة، وذلك ردا على إغلاق خط أنابيب الغاز المغربأوروبا، سنة 2021، الذي كان يعد مصدرا جزئيا لإمدادات الغاز” إلى المملكة.
المصدر: هسبريس