أفادت معطيات حديثة بأن المغرب استورد خلال الفترة الممتدة من أكتوبر 2022 إلى أكتوبر 2024 ما مجموعه 217,719 رأسا من الأبقار الأليفة، بقيمة إجمالية تجاوزت 3.7 مليارات درهم.
ووفقًا لصحيفة “المغرب الاقتصادي”، فإن واردات الأبقار الأليفة خلال الفترة ما بين 21 أكتوبر و31 دجنبر 2022 بلغت نحو 3,769 رأسا، بقيمة 35.56 مليون درهم، استفاد منها 12 مستوردا عبر 27 تصريحا للاستيراد.
وخلال عام 2023، بلغت واردات الأبقار 104,748 رأسا، بتكلفة فاقت 1.6 مليار درهم، استفاد منها 105 مستوردين من خلال 731 تصريحا للاستيراد.
أما خلال الفترة الممتدة من 1 يناير إلى 24 أكتوبر 2024، فقد بلغت الواردات 109,202 رأسا، بقيمة تجاوزت 2.02 مليار درهم، استفاد منها 70 مستوردًا عبر 256 تصريحًا للاستيراد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الواردات تأتي في سياق شهد فيه المغرب خلال السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في واردات الأبقار الحية استجابة للتحديات المتعددة التي أثرت على قطاع اللحوم الحمراء، أبرزها الجفاف المستمر الذي أدى إلى تراجع المراعي والإنتاج المحلي، ما تسبب في نقص المعروض وارتفاع الأسعار.
إجراءات حكومية لدعم الاستيراد
لمواجهة هذه الأزمة، اتخذت الحكومة المغربية سلسلة من التدابير لدعم استيراد الأبقار الحية. ففي أكتوبر 2022، صدر المرسوم رقم 2.22.818 الذي أوقف فرض الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة على الأبقار الأليفة من جنس الذكور التي لا يقل وزنها عن 550 كيلوغراما، وذلك حتى نهاية دجنبر 2023. كما تم تعديل هذا الشرط في يناير 2023 بإلغاء متطلب الوزن، مما سهل عملية الاستيراد.
وفي إطار دعم المستوردين، خصصت الحكومة دعما مباشرا بقيمة 500 درهم لكل رأس من الأغنام المستوردة، في خطوة تهدف إلى تشجيع الاستيراد وتخفيف الضغط على السوق المحلية.
وأسفرت هذه الإجراءات عن زيادة كبيرة في واردات الأبقار الحية إلى المغرب. ففي نهاية عام 2023، بلغت قيمة الواردات 2.85 مليار درهم، مقارنة بـ561 مليون درهم في نفس الفترة من عام 2022، بزيادة قدرها 2.29 مليار درهم.
ووفقًا للإحصائيات، تم إصدار 1,014 تصريحا للاستيراد بين 21 أكتوبر 2022 و24 أكتوبر 2024، استفاد منها 133 مستوردا، فيما سجل عام 2023 الحصة الأكبر من الواردات بـ104,748 رأسا، وذلك من خلال 731 تصريحا و105 مستفيدين.
أما في عام 2022، فقد شهدت الفترة الممتدة من 21 أكتوبر إلى 31 دجنبر استيراد 3,769 رأسا فقط، مع إصدار 27 تصريحا لـ12 مستفيدا، فيما بلغ عدد الأبقار المستوردة خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024 نحو 109,202 رأسا، عبر 256 تصريحا استفاد منها 70 مستوردا.
وعلى الرغم من هذه الجهود، يواجه السوق المغربي تحديات مستمرة تتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، فضلاً عن التأثيرات السلبية للجفاف على القطاع الزراعي.
ويأتي هذا الارتفاع في واردات الأبقار في ظل سعي السلطات المغربية إلى تلبية الطلب المتزايد على اللحوم الحمراء وتخفيف الضغط على الإنتاج المحلي، لا سيما في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي يشهدها القطاع.
المصدر: العمق المغربي
