بالسباحة وعبر “جيتسكي”.. محاولات التسلل لسبتة تتواصل والمغرب يوقف 250 شخصا
أفادت مصادر مطلعة لجريدة “العمق” بأن السلطات العمومية المغربية تمكنت من توقيف حوالي 249 مرشحا للهجرة السرية، أثناء محاولتهم التسلل إلى سبتة المحتلة، خلال الأيام الجارية، مستغلين سوء الأحوال الجوية من جهة، والاكتظاظ الكبير الذي تعرفه شواطئ الفنيدق من جهة ثانية.
وأوضحت مصادر أن من بين الموقوفين 159 مرشحا تم اعتراضهم في البحر من طرف فرق البحرية الملكية المرابطة قرب سواحل الفنيدق، وذلك أثناء محاولتهم التسلل الى المدينة السليبة سباحة، فيما تم توقيف الباقي وسط الفنيدق وضواحيها ضمن حملات تمشيطية ودوريات أمنية متحركة وثابتة.
وبحسب مصادر “العمق” فإن أغلب المرشحين الموقوفين ينحدرون من المضيقالفنيدق والأقاليم المجاورة، إلى جانب بعض المدن المغربية، علاوة على بعض المرشحين من جنسية جزائرية، كما كان ضمن الموقوفين 63 قاصرا.
وأضافت المصادر ذاتها أن السلطات العمومية المختصة قامت بنقل القاصرين الموقوفين إلى المركز الإقليمي لإيواء القاصرين بمدينة مارتيل قصد تسليمهم لأولياءهم، فيما تم توجيه البالغين إلى مدنهم الأصلية بواسطة حافلات تم إعدادها لهذا الغرض، وذلك بعد استشارة النيابة العامة المختصة.
بالتزامن مع ذلك، قامت السلطات الإسبانية بإرجاع كل المهاجرين السريين الذين استطاعوا التسلل إلى مدينة سبتة المحتلة، خلال الأيام الجارية، حيث بلغ مجموع المهاجريين الذين تم تسليمهم إلى السلطات المغربية عبر دفعات حوالي 35 مهاجرا سريا، بينهم عدة قاصرون.
وكثفت السلطات المغربية بالمضيق الفنيدق والأقاليم المجاورة، من مجهوداتها الرامية لتطويق الهجرة السرية، عقب تزايد محاولات التسلل إلى سبتة خلال موسم الصيف الجاري في ظل الإقبال السياحي الكثيف على مدن الشمال والذي يبلغ ذروته خلال الشهر الجاري.
ووفق المصادر ذاتها، فإن بعض الشبكات التي تنشط في الهجرة غير النظامية، تقوم باستغلال هذا الظرف والزخم الذي تعرفه شواطئ المنطقة، من أجل تحريض الشباب اليافع على ركوب البحر والمخاطرة بالنفس من أجل العبور بطريقة سرية نحو مدينة سبتة المحتلة، سباحة وأحيانا على متن دراجات مائية “دجيتسكي”.
ويواصل المغرب، بحسب المصادر، مواجهة هذه الظاهرة بشكل ميداني، ليلا ونهارا، في إطار خطة أمنية محكمة تشرف عليها السلطات العمومية وتسهر مختلف المصالح الأمنية والعسكرية على تنزيلها، من سلطة محلية وقوات مسلحة ملكية وأمن وطني ودرك ملكي وقوات مساعدة.
كما شكل التنسيق الأمني مع السلطات الإسبانية من أجل الإرجاع الفوري للمهاجرين السريين عبر باب سبتة، ضربة موجعة من شأنها إرباك حساب شبكات الهجرة السرية، خصوصا وأنها تقضي على جميع فرص البقاء لمحاولات التسلل الناجحة، وهو ما ساعد في أن يظل الوضع العام متحكم فيه لحد الآن رغم المحاولات المتكررة والمنظمة أحيانا.
وتشهد الشواطئ المحاذية لمدينة سبتة المحتلة، بالفنيدق وبليونش، محاولات للهجرة السرية عن طريق السباحة الدراجات المائية “جيتسكي” خلال الأيام الجارية، قامت بها مجموعات متفرقة من الشباب والقاصرين، مستغلين كثافة الضباب وانعدام الرؤية والإقبال الكبير على الشواطئ.
وكانت السلطات المغربية قد تمكنت من توقيف أزيد من 700 شخص من الشباب والقاصرين المرشحين للهجرة السرية إلى سبتة المحتلة، خلال يوليوز المنصرم، فيما أرجعت إسبانيا عشرات المرشحين الذين تمكنوا من الوصول إلى سبتة المحتلة.
وأعادت هذه التوقيفات إلى الأذهان، الهجرة الجماعية غير المسبوقة التي تمكن خلالها آلاف المغاربة، بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها، من دخول سبتة سباحة ومشيا، شهر ماي 2021، في عز الأزمة السياسية بين المغرب وإسبانيا حينها.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تعرف مدن تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل، استنفارا وترتيبات أمنية مشددة، تصل إلى مستوى ترصد رسائل “الواتساب”، استباقا لأي محاولات تسلل جماعي إلى مدينة سبتة المحتلة، خاصة في بعض المناسبات، مثل ليلة رأس السنة.
* الصورة من الأرشيف
المصدر: العمق المغربي