يشهد سوق الورد بالمدينة الحمراء حالة ركود لافتة خلال فصل الصيف، بسبب تراجع الإقبال على شراء الزهور في هذه الفترة، التي يفضل فيها كثيرون السفر والأنشطة الترفيهية على اقتناء الورود. هذا الوضع يتفاقم بفعل ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر سلبا على جودة الزهور وتسرع تلفها.

وسط واجهات مزينة بألوان جذابة وروائح عطرة، يختفي واقع يومي صعب يعيشه بائعو الورد، الذين يصارعون قساوة الطقس وضعف المبيعات، في انتظار مناسبات موسمية تنعش نشاطهم قليلا. أبو هبة، أحد أقدم بائعي الورد بسوق مراكش، وأوضح في تصريح لجريدة “”، أن هذه الفترة من السنة تعرف دائما ركودا، مؤكدا أن الصيف موسم للسفر أكثر منه لشراء الزهور، كما أن الحرارة تشكل عدوا مباشرا لها.

ويضيف أبو هبة، الذي راكم أربعين سنة من الخبرة في هذا المجال، أن الورود تحتاج إلى عناية دقيقة. فبعد قطفها يتم تشذيبها بالكامل لتعاود النمو خلال شهر تقريبا، في دورة يومية تمنح للبائعين أملا جديدا في كل وردة تتفتح من جديد.

غير أن تحديات المهنة لا تقف عند حدود المناخ والإقبال، بل تتجاوزها إلى مشاكل بنيوية داخل السوق، وعلى رأسها غياب النظافة. ويؤكد أبو هبة أن سوق الورد بمراكش يعاني من روائح كريهة لا تليق بطبيعة المكان، واصفا الوضع بما يشبه “سوق الجلد”، بسبب العشوائية وغياب المراقبة، حيث تختلط محلات العطارة بالزهور دون احترام لطبيعة النشاط أو للبيئة.

من جانبه، عبر أيمن، بائع ورد آخر، عن خيبة أمله من تراجع مبيعات هذا العام، مرجعا ذلك إلى قلة الزبائن المغاربة المقيمين بالخارج بسبب غلاء المعيشة، مضيفا أن النشاط يقتصر على سكان المدينة ونواحيها في إطار المناسبات الخاصة. وأشار إلى أن الورود المراكشية تعد من أجود الأنواع على المستوى الوطني، غير أن عمرها لا يتعدى يومين إلى ثلاثة في ظل حرارة الصيف، مما يجعل الخسارة شبه مؤكدة في حال لم يتم بيعها بسرعة.

في ظل هذه الظروف، يواصل باعة الورد صمودهم، مستمدين من الزهور قدرة نادرة على الحياة وسط الإهمال، وقناعة بأن كل وردة تُباع تمنح يوما آخر في انتظار موسم جديد

المصدر: العمق المغربي

شاركها.