اخبار المغرب

انسجاما مع الرؤية الملكية.. مجموعة OCP تكشف خطتها لتزويد 4 مدن بالمياه المحلاة

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة والنمو السكاني المتزايد، يواجه المغرب تحديات جمة في تأمين الموارد المائية اللازمة لتلبية احتياجاته المتزايدة، خاصة في المناطق الحضرية والصناعية، ومع إدراك المملكة لأهمية هذا الملف، بادرت إلى تنفيذ مجموعة من الإجراءات الاستراتيجية، من بينها تحلية مياه البحر، سعياً منها إلى ضمان الأمن المائي المستدام والتصدي للأزمة المائية التي تهدد العديد من دول العالم.

ويُعد مشروع تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر، الذي يشرف عليه المكتب الشريف للفوسفاط، إنجازًا هندسيًا واقتصاديًا بارزًا يساهم في تعزيز الأمن المائي بالمغرب، ومن خلال تطبيق أحدث التقنيات في مجال تحلية المياه، يهدف هذا المشروع إلى تلبية الطلب المتزايد على المياه العذبة في مختلف القطاعات،خاصة تلك المتعلقة باحتياجات المكتب من جهة مع تلبية احتياجات بعض المدن المجاورة من جهة أخرى، ما يدعم النمو الاقتصادي المستدام للمملكة.

في هذا الإطار أكد محمد لوحز، مسؤول تحلية مياه البحر بمحطة تحلية الجرف الأصفر، أنه في ظل التحديات التي تفرضها ندرة المياه منذ عام 2018، واستجابة للتوجيهات الملكية، شرع المجمع الشريف للفوسفاط في مشروع طموح لتحلية مياه البحر، بهدف سد احتياجات المجمع من جهة كل من مدينة الجديدة وآسفي والدار البيضاء وخريبكة.

وأوضح محمد لوحز، أن المشروع الذي انطلق عام 2022، حقق حتى الآن سعة إنتاجية تصل إلى 85 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا، وهي المياه التي تستخدم لتلبية احتياجات المجمع من جهة واحتياجات المياه الصالحة للشرب من جهة أخرى.

وشدد المتحدث في تصريح لـ “العمق” أن أن المجمع الشريف للفوسفاط يعتزم توسيع المشروع للوصول إلى سعة 300 مليون متر مكعب بحلول عام 2026، وذلك لتلبية احتياجات المياه في كل من الجديدة، الدار البيضاء، وخريبكة.

وأشار إلى أن المشروع يُنفذ من قبل “OCP Green Water”، وهي شركة متخصصة في تحلية مياه البحر، أُنشئت من قبل المجمع الشريف للفوسفاط عام 2022.

والهدف الرئيسي للمشروع حسب المتحدث هو سد الاحتياجات المائية للمجمع الشريف للفوسفاط في الجديدة، خريبكة، وآسفي، وكذلك تلبية احتياجات المياه الصالحة للشرب في الجديدة وأجزاء من الدار البيضاء وخريبكة.

ولتحقيق هذه الأهداف، أوضح لوحز أن المكتب يعتمد على أحدث التقنيات المتاحة في هذا المجال، بما في ذلك تقنية التناضح العكسي لضمان جودة المياه.

وأضاف مسؤول تحلية مياه البحر بمحطة تحلية الجرف الأصفر، أن المركز في الجرف الأصفر يتوفر حاليًا على محطتين لتحلية مياه البحر، بسعة إجمالية تبلغ 80 مليون متر مكعب سنويًا، مع خطط لزيادة السعة إلى 200 مليون متر مكعب السنة المقبلة و300 مليون متر مكعب سنويًا بحلول عام 2026.

وخلص المتحدث بالتأكيد على أن جميع العاملين في المجمع الشريف للفوسفاط و”OCP Green Water”، بالإضافة إلى الشركات المناولة، يعملون على مدار الساعة لضمان تحقيق أهداف المشروع في الوقت المناسب.

جدير بالذكر أنه في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، جدد الملك محمد السادس التأكيد أن قضية الماء،”لا تحتمل أي تهاون أو تأخير أو سوء تدبير”، واعتبر الملك أن الحفاظ على الماء هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع المؤسسات والفعاليات، كما أنها أمانة في عنق كل المواطنين.

وقال الملك محمد السادس في خطابه الموجه إلى الأمة، “إننا أمام تحديات كبيرة تتطلب منا جهداً مضاعفاً لتوفير الماء للجميع”. وأضاف: “علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن عقلنة وترشيد استعمال الماء، إذ لا يعقل أن نصرف عشرات المليارات لتعبئة الموارد المائية، بينما تتواصل مظاهر تبذيرها وسوء استعمالها”.

هذا، وأشرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، قبل مدة، بجماعة المهارزة الساحل بإقليم الجديدة، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر، الأكبر من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، عند الانتهاء من إنجازها، بقدرة إنتاج سنوية تبلغ 300 مليون متر مكعب، ستستفيد منها ساكنة يقدر تعدادها بـ 7,5 مليون شخص.

ويشكل هذا المشروع جزءً مندمجا في محور “تطوير العرض المائي” في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 20202027، الذي أطلقه الملك سنة 2020 والذي يرتقب أن تبلغ كلفته الإجمالية 143 مليار درهم.

وستُنجز المحطة الجديدة، التي ستمكن من تلبية الطلب المتزايد على الماء بالدار البيضاء الكبرى ومدن سطات وبرشيد والبير الجديد والمناطق المجاورة، من خلال شطرين، على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 50 هكتارا، وستكلف استثمارا إجماليا يبلغ 6,5 مليار درهم تمت تعبئته في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *