انتشار “كذبة أبريل” في المجتمع .. سلوك سوسيولوجي أم اضطراب نفسي؟
ما إن يطل شهر أبريل حتى ينطلق الحديث عما يسمى “كذبة أبريل”، وإن كان الأمر مجرد مزحة، إلا أنه يدعو إلى التفكير في الكذب كسلوك إنساني يؤكد العلماء أنه دليل على “الاضطراب النفسي”.
انتشار الكذب لدى مختلف فئات المجتمع يمكن أن يطرح إشكالية تحوله إلى “ظاهرة مجتمعية”، إلا أنه مع عدم توفر دراسات في الموضوع تبقى آراء علماء السوسيولوجيا هي الأكثر تداولا، وجلهم يتفقون على توفر بيئة مواتية لانتشار الأكاذيب، بل الأكثر من ذلك تصير هذه الأكاذيب متعارفا عليها.
وفي هذا الإطار يقول علي الشعباني، عالم الاجتماع، إن “كذبة أبريل كانت في وقت سابق مزحة، لكنها تحولت إلى إساءة في كثير من المجتمعات”.
وأضاف الشعباني، في تصريح لهسبريس، “عموما قد يكون الكذب سببا في مشاجرات ومشاحنات، خاصة أنه يحمل في طياته نوعا من الإهانة”، مشيرا إلى أن “الكذب إهانة بالنسبة للإنسان الذي نتوجه إليه بهذه الكذبة”.
ونبه إلى أنه “ليس هناك كذب أبيض أو أسود”، مؤكدا أن “له انعكاسات سلبية شتى على العلاقات الإنسانية، خاصة أن الكذبة قد تتحول أحيانا إلى إشاعة تلاحق الأفراد والأسرة ككل”.
من جانبه تحدث فيصل الطهاري، أخصائي نفساني كلينيكي ومعالج نفساني، عن وجود حالات مرضية مرتبطة بالكذب، قائلًا إن “هناك اضطراب الكذب القهري وهوس الكذب، وهو نوع من الاضطرابات الشخصية التي تجعل بعض الأشخاص يستعملون الكذب بشكل كبير، وبالتالي يتأثرون ويؤثرون في الآخرين بأشياء غير منطقية وغير صحيحة يعتقدون أنها صحيحة، ويتعاملون مع الموضوع كأنه حقيقي”.
وأضاف الطهاري، في تصريح لهسبريس، أن “هؤلاء الأشخاص في غالب الأحيان لا يستوعبون أنهم أمام اضطراب ويعتقدون أنهم يستعملون فقط نوعا من الحيل”، لافتا إلى أن “هؤلاء الأشخاص غير متوازنين نفسيا”.
وأبرز أن “الآثار النفسية تطال حتى الآخر والوسط الذي يعيشون فيه كالأسرة والأصدقاء الذين قد ينفرون من هذا الشخص”.
المصدر: هسبريس